الحرب الإيرانية-الإسرائيلية بين «المسرح» والواقع: قراءة حيادية تحترم كل الآراء

أجنادين نيوز / ANN
بقلم: علي سلمان العقابي
حرية التعبير أولاً
قبل الشروع بوصف تحليلي لما حصل لابد لنا ان ننوه ان حرية التعبير محترمه وكل الآراء تعود لأصحابها وكل كاتب يكتب ما يملي عليه ضميره في تفسير ما حصل فمنهم من وصفها مسرحية متفق عليها وهذا راي ومنهم من وصفها انها حرب ومع احتدام الجدل عربياً ودولياً حول طبيعة الاشتباك الأخير بين إيران وإسرائيل السؤال الذي يطرح: هل نشهد حرباً حقيقية بكل ما تحمله من دماء ودمار، أم أنّها «مسرحية» مدروسة تخدم حسابات القوى الكبرى والإقليمية؟
هذا المقال يحترم حق الجميع في إبداء الرأي، ويستند إلى معلومات موثّقة من خلال متابعات يومية لكتاب في عدد من المواقع ومقابلات تلفزيونية لكثير من الشخصيات والمحللين، طارحاً أسئلة مشروعة دون أن نصادر حرّية الفكر والتعبير.
كيف انفجرت الشرارة؟
في 13 يونيو 2025 شنّت إسرائيل عملية جوية واسعة اطلقت عليها اسم («الأسد الصاعد») استهدفت فيها منشأة نووية وعسكرية مهمة في طهران وأصفهان ونطنز وهذه المواقع ترسانة عسكرية وصناعية تعتمد عليها ايران ، وأدّت – بحسب مصادر إيرانية – إلى مقتل 224 شخصاً بينهم مدنيون وضباط في الحرس الثوري عدد من الشخصيات والعلماء البارزين والمهمين في قيادة الدولة ، وتدمير مخازن صواريخ ومنظومات رادار .وبحسب الاعلام العبري أكدت تل أبيب اغتيال 14 عالِماً نووياً إيرانياً في ضربات دقيقة، بهدف «إرجاع البرنامج النووي سنوات إلى الوراء, والقضاء عليه مهدده انها ستدمر كل المفاعل النووية الإيرانية بضرباتها الجوية.
النار تمتدّ إلى الداخل الإسرائيلي
ردّت طهران بصواريخ «سجّيل» متوسطة المدى أصابت مستشفى سوروكا في بئر السبع وأوقعت عشرات الإصابات، وتطورت الضربات باستخدام صواريخ بعيدة المدى وتوالت الرشقات الصاروخية والمسيرات التي دمرت حيفا وتل ابيب واصابت مطار غوروا إضافة الى تدمير مواقع حكومية مهمة في قلب تل ابيب منها مقر الموساد ومبنى وزارة الدفاع والمبنى الذي تدار منه القبة الحديدية إضافة الى مواقع أخرى كلفت إسرائيل الكثير.
تطورت الحرب خلال 12 يوم بعد الضربة الامريكية لعدد من المفاعل النووية الإيرانية مما عده الخبراء تدخل خطير يمكن ان يجر المنطقة الى حرب ضروس تشعل نار الحرب العالمية الثالثة مما حدي بإيران ان ترد بإعلانها عن نيتها بغلق مضيق هرمز الذي يعد شريان الاقتصاد العالمي وضرب القواعد الامريكية في المنطقة فجاء الرد بضرب اهم قاعدة أمريكية في المنطقة وهي قاعدة العديد في قطر.
ولمن لا يعرف القاعدة ((قاعدة العديد الجوية (إياتا: IUD، إيكاو: OTBH) هي قاعدة عسكرية امريكية في دولة قطر تقع في الوكرة والتي تعرف أيضا باسم مطار أبو نخلة. تضم القاعدة القوات الجوية الأميرية القطرية والقوات الجوية الأمريكية وسلاح الجو الملكي البريطاني.))
وسبقتها ضربة أدّت إلى مقتل أربعة مدنيين قبيل بدء وقف إطلاق نار الذي رعته واشنطن. ورغم إعلان التهدئة، ظلّ الطرفان يتبادلان القصف، ما يؤكّد هشاشة الهدنة.
أطروحة «المسرحية»… على أي أساس؟
بعض المحللين العرب والغربيين شبّهوا المواجهة بـ«مصارعة WWE»: رسائل مدروسة بلا نِيّة كسر القواعد، مستدلّين على ذلك بوجود قنوات تواصل غير معلَنة، وبالتوقيت السياسي الذي أفاد حكومة نتنياهو والإصلاحيين في طهران معاً. يشير أصحاب هذا الرأي إلى أنّ معظم الضربات السابقة كانت مُعلنَة سلفاً أو جرى اعتراضها بنسبة مرتفعة، ما يوحي بـ (تنسيق تحت الطاولة.)
حجج واقعية تدحض فكرة (المسرح)
لكنّ الأثمان البشرية والمادية ثقيلة: اغتيال صفوة العلماء الإيرانيين، مقتل مدنيين في بئر السبع، تدمير مستشفى كامل، ونزوح جماعي من طهران بعد الغارات الإسرائيلية نزوح من إسرائيل وهروب اغلب السكان والذي ظهر واضحاً بإعلان حكومة إسرائيل منع السفر نحو قبرص ودول أخرى خوفاً من الصواريخ الإيرانية. وهذا يؤكد من الصعب – منطقياً – أن تضحي دولتان بقيادات علمية وبنى تحتية عمرها عقود لأجل «عرض سياسي» فحسب.
فاتورة الاقتصاد والسياسة
قدّرت جهات بحثية أنّ كلفة الحرب على إسرائيل قد تتجاوز 66 مليار دولار حتى نهاية 2025، وسط انكماش استثماري وارتفاع فاتورة الدفاع. في المقابل، تعاني إيران من تراجع احتياطياتها الصاروخية واضطرارها إلى الاعتماد أكثر على الحلفاء بعد فقدان قادة ميدانيين.
معركة الرواية وحق الاختلاف
الخطاب الإعلامي نفسه بات ساحة اشتباك؛ فقد أخفقت بعض منصّات الذكاء الاصطناعي في التحقّق من الأخبار، بينما تُتَّهم وسائل إعلام كبرى بتوظيف «الدعاية» لصالح أحد الطرفين. هنا يبرز واجب الصحافي في التمحيص وفتح المجال لكل وجهات النظر دون تخوين.
الذاكرة العربية لا تُمحى
من يُشكِّك في خطورة إسرائيل يُذكِّره التاريخ بمجازر صبرا وشاتيلا (1982) التي حصدت ما بين مئات الأبرياء في فلسطين حينها وتقدر من 3000 الى 5000 شهيد بين أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل وكانت في وقتها جريمة بشعة ارتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الأبرياء ادانها الجميع عدا المطبعين، والدمار المتواصل في غزة اليوم حيث فاق عدد الضحايا 56 ألفاً منذ أكتوبر 2023 وحتى اليوم. هذه الوقائع تُظهر أنّ الاحتلال الصهيوني مارس أبشع الانتهاكات بحق شعوب عربية وإسلامية، وهو ما لا يجوز التغافل عنه مهما اختلفنا مذهبياً أو سياسياً او فكريا او حتى دينياً. وهنا لابد لي ان اطرح هذه الأسئلة الى القارئ والمتابع ليكون للرأي جواب:
1. إذا كانت المواجهة «مسرحية»، فكيف نُفسِّر مقتل علماء وقادة بارزين من الطرفين؟
2. هل يُضحّي صانع قرار إسرائيلي ببنية تحتية كلّفته عقوداً من الاستثمار لأجل مناورة إعلامية؟
3. ما جدوى تقليص البرنامج النووي الإيراني جزئياً إن كان الهدف مجرد استعراض؟
4. أيّ دور لعبته الحسابات الداخلية – انتخابات، احتجاجات، أزمات ائتلافية – في قرار الحرب أو استمراريتها؟
مع المظلوم أينما كان
يختلف المسلم واليهودي والمسيحي واللا أدري في العقيدة، لكنّ إنصاف المظلوم قيمة إنسانية قبل أن تكون دينية. ومن موقع الكاتب، أرى أنّ الانحياز يجب أن يكون دائماً لضحايا الاحتلال والعدوان، وفي مقدّمتهم شعب فلسطين الذي ما زال يدفع ثمن طموحات استعمارية منذ أكثر من سبعة عقود. إنّ نصرة الإسلام الحقّ تعني الوقوف مع الإنسان المقهور، ومع كل مسعى صادق لإنهاء الحروب وإقامة سلام عادل يُعيد الأرض لأهلها، ويصون كرامة الإنسان أينما كان.
انتهت (المسرحية ) وخلفت دمار لا يمكن وصفه او يصدقه أي مجنون فكيف لبلدان قوية تنتج النووية تلعب دور الممثل البطل في مسرحية كلفتها خسائر بشرية ومادية جسيمة, ولو افترضنا ان الحكومة في ايران لايهمها مقتل أي من كان بحسب راي الغير (انها حكومة اجرام) , فما هو وصفكم لحكومة إسرائيل التي تدافعون عنها وتعتزمون انها حكومة تحترم وتقدس الانسان وهي ليست كذلك طبعاً لكن اذا ما سلمنا الامر لآرائكم فما هو قولكم في قتل العديد من المواطنين الإسرائيليين, وكيف تفسرون المظاهرات التي خرج بها اليهود في اغلب دول العالم يطالبون نتنياهو بالرحيل لأنه تسبب بدمار إسرائيل نتيجة عدوانه مع ايران ,,,و..و..و..و.. أسئلة لا تنتهي لإيجاد وصف مقنع على ان ما حصل (مجرد مسرحية).