قصة قصيرة… ظل باهت على جدار الوقت

اجنادين نيوز / ANN

ياسمين شكري الخيام

قصة قصيرة

ظل باهت على جدار الوقت

القهوة الآن باردة كذكرى بعيدة. البخار المتصاعد قبل قليل، كان حكاية صامتة عن لقاء لم يتم. الكرسي المقابل فارغ كفكرة هاربة.
في الخارج، المدينة تمارس ضجيجها اليومي، أصوات سيارات مبهمة، وضحكات عابرة تقتطع صمت المقهى الهش. هنا، داخل هذه البقعة المعزولة، يتمدد الوقت بثقل غريب.
كنت أنتظر شيئًا ما. ربما كلمة، ربما نظرة، ربما حتى هذا الظل الباهت الذي يتراقص بخجل على جدار الوقت. كل شيء هنا يحمل بصمة انتظار، رائحة خفيفة لانكسار محتمل.
الأشياء الصغيرة تتضخم: قطرة ماء تتساقط ببطء من صنبور مهمل، ذبابة تحط بثقة على حافة الفنجان، صدى همسة غير مفهومة تأتي من الزاوية.
الليل يتسلل بهدوء كلص ماهر. المصابيح تبدأ في بث نورها الأصفر الشاحب، لكنها لا تستطيع أن تطرد العتمة المتربصة في الزوايا.
الانتظار نفسه أصبح هو الحكاية الآن. حكاية بلا بداية واضحة، ونهاية مؤجلة إلى أجل غير مسمى. ظل باهت يتمدد ويتقلص على جدار الوقت، شاهداً صامتاً على فراغ اللحظة.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى