الوداع الاخير

اجنادين نيوز / ANN

ياسمين شكري

ليلة حزيران الأخيرة، كانت ليلى منهمكة في ترتيب المنزل، حين ناداها زوجها قبل أن يغادر لقضاء بعض الوقت مع أصدقائه. تبادلا أطراف الحديث للحظات، ثم أخذت عيناه نظرة غريبة لم تعهدها من قبل. أوصاها بنفسها وأولادها، وكأن كلماته كانت وداعًا أخيرًا.
لم تمر سوى دقائق قليلة على غيابه، حين هزّ صوت انفجار مدوّي الأجواء. انتفض قلبها رعبًا، وارتجفت يداها بقوة. شعور غريب، لم تختبره قط، تملكها فجأة. “هل أصابه مكروه؟” تساءلت في نفسها، “لقد تحدثنا قبل لحظات فقط”. سيطرت عليها أفكار متضاربة، وشعرت بأن جسدها لم يعد يطيعها، حتى جاءها اتصال من أحدهم ليخبرها بأن زوجها قد أُصيب.
كان الخبر كالصاعقة التي شلت تفكيرها. هرعت إلى الشارع في اتجاه المشفى، يتسلل إلى قلبها أمل ضعيف بأن يكون الخبر مجرد كذبة، أو أن تراه فتطمئن روحها. لكن ما رأته كان سيارة الإسعاف تنقل جثمانه. كانت تلك اللحظة صدمة قاسية، أشعلت نارًا في قلبها لم تعرف كيف تطفئها.
كانت نظرة زوجها الأخيرة عميقة، وكأنها كانت تحفر ملامحه في عينيها لتراها في كل وقت. وربما أدرك كل منهما في تلك اللحظة أن لقاءً آخر لن يلة الوداع

زر الذهاب إلى الأعلى