المتحف البغدادي .. ذاكرة تعبق بالموروث الشعبي

اجنادين نيوز / ANN

بغداد – زهراء كاظم

 

يدون” المتحف البغدادي ” مدونات واقعية لتراث وفولكلور ونمط الحياة التقليدية لبغداد القديمة، بغداد التي ما عادت تحتضر لتموت ولكن لتحيا وتنفض الغبار عن ارث كبير تفتخر به الشعوب ازاء حضارات حديثة وتحت مسميات المعاصرة. حفظا لذاكرة المكان والتراث.

هذا المتحف جاء ليسد حاجة حقيقية لكل حواري بغداد وما تضمه من موروث شعبي المذاق  لمدينة بغداد ،  خاصة اذا امعنا النظر بالتطور السريع المدهش الذي شهدته بغداد خلال القرن الماضي، لقد حدثت تغييرات كثيرة جعلت من الحياة البغدادية التقليدية غير ممكنة في ظل المتغيرات التي اطاحت بالموروث المعماري القديم ، ليحل محله التشكيل التجاري الخالي من أية لمسة حضارية. بعيدا عن الجهات المسؤولة التي لم تدرك أهمية التراث في حياتنا  اليومية ، ولذا غادرت الكثير من هذه الشواخص أرض بغداد بمعاول التهديم الحضاري !

 لقد طور الناس استعدادات نفسية لتقبل هذه الحقائق، مع انهم كثيراً مالا يستطيعون التوفيق بين ادوارهم وانماط حياتهم الجديدة ، أذ تسكن في زوايا ذاكرتهم البغدادية الكثير من التفاصيل الحميمية مع المكان المشيد قديما في مواقع بغداد. وهي تدلل على قوة ادوات الفنان العراقي الذي خطط وفق ذائقته هذه الصروح التراثية ،

 وتراهم كثيراً ما يحنون الى بساطة الايام القديمة، وهذا ما يفسر كيف ان الحياة الفنية والثقافية في بلدنا كثيراً ما تستعير نماذج وانماطاً من الشخصيات والتعابير والسلوك من الحياة البغدادية وتبعثها من جديد. الامر الذي يثير التوازن النفسي داخل الفرد” الفنان ” في لوحاته التي تعنى بالفولكلور البغدادي المنتشر ضمن حارات بغداد القديمة وبيوتاتها.

 وحقيقة الامر ان المتحف البغدادي يلعب مثل هذه الوظيفة النفسية على مستوى اخر انه يجسد اوضاعاً ومشاهد من الحياة البغدادية التقليدية، ويحفز حرفيي بغداد مع ادواتهم لعمل تراثي ضمن مفهوم الفن الشعبي.

 

انه يستعيد لنا ببساطة الحياة وتماسكها وثراءها الاجتماعي من خلال مشاهد واقعية تجسد الشكل والحركة والالوان حيث استطاع الفنانون العراقيون الذين اسهموا في صنع تماثيل الشخصيات بلغة ذات صلة بالموروث الشعبي والتراثي لبغداد الامس.

 

ولئلا ننسى بغداد الامس ـ بغداد التاريخ والامجاد على وزارة الثقافة ان تعيد وبثقة لهذا المتحف مجده الرائع لجيل كبير من الاحفاد ليطلعوا على ما صنعه الاجداد، قبل ان يحتجز بالاسلاك الشائكة والكتل الكونكريتية ويسدل الستار على موروثنا الشعبي . مع أهمية دراسة المواقع التراثية وأرشفتها في كتب تعني بالموروث في مسح شامل لكل البيوتات التراثية المنتشرة في عموم بغداد . دون الوقوف عند حد المطالبة . ومن ثم يطبق الصمت .

زر الذهاب إلى الأعلى