ماذا بعد ؟؟!

أجنادين نيوز  / ANN

سؤال يطرحه الجميع بعد انسحاب القوات الأمريكية بصورة المهزوم من أفغانستان بعد خروج آخر جندي امريكي بالأمس من مطار كابل ليأتي على لسان بعض مجنديها أن تجربة امريكا المؤلمة في أفغانستان و مشاهد الانسحاب المذل قد أثرت في معنويات الكثير من الجنود الأمريكيين و كذلك حلفاء الولايات المتحدة الذين اهتزت داخلهم الثقة بذلك الحليف الذي لم يعد يمثل مصدرا أمنا للاعتماد عليه و هي الحالة التي تسود بين المجتمع الأمريكي الأن و التي ايضا لم تداويها أو حتى تخففها كلمات وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن بالأمس و التي ادعى فيها أن أمريكا ذهبت لنشر السلام بالمنطقة و أنهم قاموا بمهمة تاريخية لإجلاء ما يزيد عن ٢٥ الف جندي امريكي بالإضافة لإجلاء ١٢٢ ألف مدني مرجحا أن هذا العدد ربما يزيد في الأيام و الشهور القادمة مشيرا إلى أن انسحاب امريكا من أفغانستان سيستتبعه تواجد امريكي بصورة أخرى غير تلك التي كان عليها على مدار العشرين سنة الماضية ليفتح بذلك بابا أخر من التكهنات حول نوايا امريكا تجاه طالبان، الحركة المسيطرة الأن على معظم الأراضي الأفغانية و التي جاء على لسان أحد أفرادها و هو انس حقاني ” نصنع التاريخ مرة أخرى، و انتهى احتلال الولايات المتحدة و الناتو لأفغانستان، ذلك الاحتلال الأليم الذي استمر عشرين عاما ..

الليلة نتحرر بعد بذل الجهد و الأرواح في سبيل ذلك” لتبدأ طالبان و معها الشعب الأفغاني صفحة جديدة يراقبها العالم عن كثب و ينتظر منها أن تفي بوعودها بنشر الأمن و السلام و العمل على ترسيخ الاستقرار داخل البلاد للسماح ببناء الدولة و العمل على تنميتها و تقويتها لتدحض بذلك ادعاء الكثيرون ممن قد يشككون في نوايا الحركة و العمل على محاربتها.
لا عجب عندما نرى بعض الدعوات بنشر السلام و الكف عن الحروب تأتي من الغرب على صفحات جريدة الجارديان البريطانية و التي عنونت العدد الصادر بتاريخ الامس ” كفى حروبا في العالم الإسلامي و لماذا امريكا و حلف الناتو يعتدون على العالم الإسلامي ؟ و يجب فتح صفحة جديدة و لكن هل هي دعوة صادقة ؟ وهل تسمع امريكا و حلفائها من خلفها لتلك الدعوات دون أن يكون من وراءها أغراضا اخرى ؟ و لكن لابد لأن تسمع امريكا و العالم أن جميعنا في منطقة الشرق قد عانينا كثيرا من تسلط تلك القوى الغربية على منطقتنا و من لم يعد حلفاءها يثقون بها لن تكون لنا حاجة في تصديقها بالكلية و عليه فإنه وجب على امريكا أن تصدق بالفعل و ليس بالقول و عليها أن تظهر حسن النوايا و تفرج عن الأموال الأفغانية المجمدة في البنوك الأمريكية و لذلك نقول أفلح أن صدق، و يجب على الولايات المتحدة الأمريكية أن تراعى عدم التدخل في شؤون الغير و الا تفرض عليهم نمط حياتي ترسمه هي و يجب عليها أن تدرك أن تلك السياسة وغيرها لن تنفعنا لأن عالم القطب الأوحد لم يعد مرغوبا عند الكثيرين انه لن ينتظر الحلفاء سلسلة أخرى من الهزائم حتى يدركوا أن تلك السياسة أصبحت مهترئة و لن تجدي نفعا في المستقبل و في النهاية نفرح للمنتصر بالإرادة و الصمود و التحدي فكلنا في الهم شرق و هي القصيدة الأبرز للشاعر العبقري الكبير أحمد شوقي حين قال ” نصحت و نحن مختلفون دارا … و لكن كلنا في الهم شرق” من قصيدة بعنوان ” سلام من صبا بردا” و التي كان يصف فيها حال الاستعمار الفرنسي لسوريا و بعد أن عافاها الله نرجوا للجميع النصر و المعافاة دون المغالاة .

زر الذهاب إلى الأعلى