الولايات المتحدة الأمريكية والصين: سباق التكنولوجيا والهيمنة الرقمية

أجنادين نيوز / ANN
بقلم: نجيب الكمالي
رئيس دائرة العلاقات العامة في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب – أصدقاء وحلفاء الصين – فرع اليمن

في زمن أصبحت فيه التكنولوجيا هي السلاح الأقوى والعملة الأكثر قيمة لم يعد السباق بين القوى الكبرى يدار بالبوارج والطائرات بل بالألياف البصرية والمعالجات الدقيقة والخوارزميات ويبدو أن العالم اليوم يشهد فصلا جديدا من فصول الحرب الباردة لكن هذه المرة بلغة البيانات والذكاء الاصطناعي وأبرز ساحات هذا الصراع هي حلبة الجيل السادس من الاتصالات.
الصين: صعود تكنولوجي بثبات وذكاء وقد أثبتت الصين قدرتها على التحول إلى قوة تكنولوجية عظمى من خلال استثمارات ضخمة في البحث والتطوير لاسيما في مجالات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، والاتصالات. شركات عملاقة مثل هواوي وZTE تقود هذا التقدم وتفرض نفسها بقوة في الأسواق العالمية. ولم تعد الصين مجرد متلق للتكنولوجيا، بل أصبحت فاعلا مؤثرا في صياغة معاييرها المستقبلية، بما في ذلك معايير الجيل السادس.

الولايات المتحدة تاريخ من الريادة وقلق من المنافسة
في المقابل، تحتفظ الولايات المتحدة بريادتها التقنية التقليدية، إذ تضم على أراضيها كبرى الشركات العالمية مثل Google، Apple، وAmazon، وهي مؤسسات تملك رؤوس أموال ضخمة، وبنية تحتية علمية متطورة. غير أن الصعود السريع للصين بات يقلق صانعي القرار في واشنطن، حيث لم تعد الهيمنة الأمريكية على قطاع التكنولوجيا أمرا مسلما به.

(6G) معركة المستقبل
يمثل الجيل السادس نقلة ثورية، بسرعات تصل إلى 1 تيرابايت في الثانية وقدرات خارقة تشمل واقعا افتراضيا ومعززا أكثر واقعية ومدن ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي
وتغطية كوكبية عبر الأقمار الصناعية، تطبيقات صناعية وطبية وتعليمية متقدمة
السيطرة على هذه التكنولوجيا لا تعني فقط تحسين خدمات الاتصال، بل تعني القدرة على إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي، والتحكم في تدفق المعلومات، وربما فرض نماذج جديدة من النفوذ الجيوسياسي.

النتيجة: عالم على مفترق طرق

السباق نحو 6G ليس مجرد صراع بين شركتين أو قطاعين، بل هو تحديد لمراكز القوة في العالم لعقود قادمة. من يمتلك هذه التكنولوجيا سيمتلك المفاتيح الاستراتيجية للاقتصاد، الأمن، وحتى التأثير الثقافي والفكري.

وفي هذا السياق، تبدو الصين مرشحة بقوة لكسر احتكار الغرب، وبناء نظام تكنولوجي عالمي متعدد الأقطاب. أما الولايات المتحدة، فإنها تحاول بشتى الطرق الحفاظ على مكانتها وسط تغيرات متسارعة
وبين هيمنة الماضي وصعود المستقبل، لا يجب على الدول العربية أن تبقى في موقع المتفرج. بل من الضروري أن تنخرط في هذا السباق عبر شراكات استراتيجية، وتستثمر في نقل التكنولوجيا والمعرفة خاصة من الشريك الصيني الذي أثبت التزامه بالتعاون العادل بعيدا عن الهيمنة.
فالمستقبل لن ينتظر المترددين، ومن يتأخر اليوم في الرقمنة، سيدفع ثمن التخلف غدا.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى