اليمن بين سندان الوصاية ومطرقة الفساد والفشل ..هل هو بحاجة للإيمان المطلق؟

أجنادين نيوز / ANN

باسم فضل الشعبي

لم يعد كثير من اليمنين يستوعبون مسألة أن تكون هناك دولة يمنية حرة ومستقلة بعيدا عن الوصاية الخارجية ، وبالتالي لا يعرفون إلى اين يسر بلدهم وما هو مستقبله ومستقبل الأجيال القادمة، لأنهم ببساطة يعتقدون أن مشاريع الخارج دائما لا تخدم تطلعات الشعوب، وانما تأتي طبقا للعبة المصالح المتغيرة بتغير مزاج وأحوال من يمسك باللعبة، ويملي القرارات والشروط.

بكل تاكيد اليمن يعيش وضعا صعبا ومعقدا بين سندان الوصاية الخارجية السلبية، وبين مطرقة الفساد والفشل في الداخل، الذين أصبحا يمثلان تهديدا وجوديا للدولة ، وكذا للشعب الذي أصبح يعاني أزمات ومشكلات كثيرة، يفهم أسبابها ومخاطرها إلا أنه لا يمتلك الجرأة على إيجاد معالجات لها، ويظل منتظرا للحلول تأتي من الخارج، والخارج لا يريد حلولا لصالح الشعب اطلاقا.

اذن ما هو الحل ؟ الحل يكمن في الداخل إن أردنا حلا وطنيا حقيقيا ، فما الفائدة مثلا من تغيير رئيس جمهورية أو رئيس حكومة باخرين يعينا من قبل الخارج، وتفرض عليهما أجندة خارجية تتصادم أو تتناقض مع مصالح البلد والشعب؟ سوف تظل المشكلة قائمة ، لأنه ثبت بالتجربة أن غياب المشروع الوطني والقرار المستقل أو المتحرر نوعا ما من الوصاية الخارجية، هو سبب المشكلة التي تعانيها اليمن منذ ثلاثة عقود ونيف على الأقل ، اي منذ أصبح البلد موحدا.

اليمن اذا استقر وازدهر لن يشكل تهديدا لأحد ، وانما سيكون عامل مساعد لامن المنطقة والعالم ، وما يحويه اليمن من خيرات وثروات هائلة ستكون مفيدة لليمنيين وغير اليمنيين، من خلال العدالة في توزيع الثروة والفرص في الداخل، ومن خلال الاستثمارات الخارجية التي ستجلب الايادي العاملة والخبراء من الخارج ، ناهيك عن خيرات البلد من الذهب والمعادن والنفط والغاز والمحاصيل الزراعية والأسماك وغيرها، سوف تكون متاحة في السوق العربية والعالمية، بما يسهم في إدارة عجلة التطور لخدمة مستقبل الإنسان اينما كان، فضلا عن موقع اليمن الاستراتيجي الفريد الذي يمثل قلب العالم النابض بالحركة الملاحية والتجارية، وبالشواهد التاريخية العظيمة، كونه يمثل موطن الإنسان الأول، والحضارات الممتدة منذ الأزل في كل اصقاع الأرض ، بالإضافة إلى كون اليمن بلدا سياحيا جاذبا، ومتحفا تاريخيا واثريا شاهدا على عظمة الإنسان الذي صنع المستحيل من أجل استمرار الحياة ، عدا عن كونه بلد الانبياء والرسل والرسالات السماوية والأديان والشرائع المختلفة، التي يعتنقها ملايين الناس اليوم حول العالم، وغيرها من العناصر والمميزات التي توكد أن مستقبل هذا البلد عظيم ، وان الله سوف يعيد الاعتبار إليه، ولتاريخه ودوره العظيم والمحوري في التطور الحضاري والإنساني.

لهذا يمكن القول إن اليمن سوف يغادر مربع الوصاية ، وسوف يتغلب على الفساد والفشل ، ما يحتاجه الإنسان لتحقيق ذلك هو الثقة والايمان، والتخلي عن هاجس التبعية، والتحرر من مخاوف الفشل والمجهول، ومغادرة دائرة الفتن والحسد والأحقاد والكراهية، والعودة إلى الله عودة حقيقية وصادقة، وبايمان مطلق به وبانبيائه ورسله وكتبه ، وببيناته ومعجزاته في الإنسان والأرض والكون.

الله يعرف أن اليمن هو بلاد الايمان والحكمة، لذا فهو يختبره ويمحصه، ليعرف هل ما يزال كذلك أم قد كفر واشرك و سيظل غارقا في الفتن والمعاناة ؟ هل يستحق أن يفوز بجائزة اخر الزمان أم أنه سيخسرها، ويخسر البيعة والولاية، وقبلة الله وبيته في الارض؟
والله من وراء القصد.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى