أبوظبي تحتضن فعالية “أصداء السلام” للتبادل الثقافي بين الصين والإمارات

أجنادين نيوز / ANN
CGTN

أبوظبي – 21 أغسطس 2025 شهدت العاصمة الإماراتية أبوظبي، يوم الخميس، انعقاد فعالية “أصداء السلام” بتنظيم مشترك بين مجموعة الصين للإعلام وسفارة جمهورية الصين الشعبية في أبوظبي، بمشاركة أكثر من 60 شخصية من مسؤولين ودبلوماسيين وأكاديميين ومثقفين وإعلاميين بارزين من الصين والإمارات وذلك بهدف تعميق التبادل الإنساني والحضاري، وجاءت الفعالية بمناسبة مرور 80 عاماً على انتهاء الحرب العالمية الثانية بهدف التأكيد على أن السلام هو السبيل الوحيد للتنمية البشرية.

تتشاطر الصين والإمارات نفس النهج ونفس الأسلوب في التعامل مع قضايا السلام العالمي حيث أطلقت الصين العديد من المبادرات العالمية لضمان حل النزاعات بالطرق السلمية والاستفادة من التجارب القاسية التي مر بها العالم جراء الحروب والنزاعات وضمان عدم تكرار نفس السيناريو مرة أخرى، ومن جانبها تتخذ الإمارات خطوات متسارعة لنشر قيم التسامح والتعايش والحوار كسبيل لضمان مستقبل أفضل للشعوب، وتؤمن كلتا الدولتين بأن أصداء السلام أقوى وأفضل من الحروب والنزاعات وتعملان جنباً إلى جنب لحفظ وصيانة الاستقرار العالمي.

وفي كلمة مصوّرة، أكد شن هاي شيونغ، نائب وزير الدعاية الصيني رئيس مجموعة الصين للإعلام ورئيس تحريرها، أن الذكرى الـ80 لانتصار الشعب الصيني في حرب المقاومة خلال الحرب العالمية الثانية تمثل محطة هامة لاستخلاص العبر والدروس. وقال: “التاريخ هو أفضل كتاب يمكن أن نتعلم منه، وإن استذكار الماضي يساعدنا على صون السلام ومواجهة التحديات المشتركة، وبناء مستقبل أفضل للإنسانية.” وأضاف أن مجموعة الصين للإعلام تسعى إلى تعزيز التعاون الإعلامي والثقافي مع الشركاء الدوليين عبر منصات متعددة لنقل صوت عادل ومنصف يعارض الهيمنة ويدعو إلى التنمية والسلام المشترك.

من جانبه، شدد سعادة السفير تشانغ يي مينغ سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الإمارات على أن الصين قدّمت تضحيات كبيرة لمعاداة الهيمنة، مؤكداً أن الحفاظ على النظام الدولي القائم على الأمم المتحدة يمثل الضمان الحقيقي للسلم والاستقرار العالميين. وأوضح أن الصين والإمارات شريكان فاعلان في صون السلام والتنمية العالمية، مشيراً إلى أن هناك توافق كبير بين مبادئ “روح شنغهاي” التي تقوم على الثقة والتعاون والاحترام المتبادل مع قيم التسامح والحوار التي تتبناها الإمارات.

من جانبه أكد البروفيسور محمد فراس النائب، رئيس مركز استرتيجيا للبحوث، فأكد أن الصين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ظلت قوة داعمة للاستقرار والسلام، لافتاً إلى أهمية مبادرات الرئيس الصيني شي جين بينغ مثل مبادرة الحزام والطريق والمبادرة العالمية للتنمية والأمن، التي تقدم حلولاً عملية لإصلاح منظومة الحكم العالمي وتعزيز التعاون الدولي.

وفي السياق ذاته، قال الكاتب والإعلامي العربي خالد عمر بن ققه إن بعض الأطروحات الغربية مثل “صراع الحضارات” لا تخدم السلام العالمي بل تؤجج الانقسام، مؤكداً أن العالم يحتاج إلى حوار الحضارات لا إلى الصدام، وإلى الانفتاح والتعاون بدلاً من الحواجز والانفصال.

بينما أشار الدكتور تشانغ تيه جيون، نائب عميد كلية الهندسة والعلوم الطبيعية في جامعة خليفة، إلى أن التعاون الصيني الإماراتي نموذج يحتذى به لدول الجنوب العالمي، حيث يجمع بين قوة الصين الصناعية ومكانة الإمارات كمركز تجاري واستثماري محوري، بما يعزز التنمية المشتركة ويكرّس نهج التنافس الإيجابي والتعاون المربح للطرفين.

وتخللت الفعالية عروض لأفلام وثائقية من إنتاج صيني والتي تركز على حقبة الحرب العالمية الثانية، من بينها: “غرق سفينة لشبونة مارو”، إضافة إلى أعمال إعلامية عن تاريخ الحرب العالمية الثانية مثل سلسلة “رسائل من دولة عظمى – ذاكرة الفرقة الطائرة”، والفيلم الوثائقي الحصري لقناة CGTN بعنوان “الخيانة الخفية”.

وأكد المشاركون أن هذه الفعالية تمثل منصة لتعزيز الحوار الثقافي والإنساني بين الصين والإمارات، وتجسد التزام البلدين المشترك بدعم السلام العالمي وبناء مستقبل أكثر إشراقاً للبشرية.

زر الذهاب إلى الأعلى