لا لخناجر الغدر… المدخلية خطر ناعم يهدد أمن العراق ووحدته

اجنادين نيوز / ANN

سمير السعد

في ظل التحديات الأمنية والسياسية المتعددة التي تواجه العراق، تبرز بعض الحركات الدينية التي تتخفى وراء عباءة “الدعوة والإرشاد”، لكنها في الواقع تسعى لزعزعة استقرار البلاد وتفتيت نسيجه الاجتماعي. من بين هذه الحركات، تبرز “الحركة المدخلية” التي تروج لأفكار متشددة تتعارض مع الثوابت الوطنية، وتحمل في طياتها تهديداً صريحاً للأمن القومي، من خلال طاعة عمياء لجهات خارجية وتنظيم نشاطاتها الدينية والاجتماعية بطرق ملتوية، وبتمويل غامض.

الحركة المدخلية التي تتبنى الفكر التكفيري ، ترفع شعارات طاعة ولي الأمر بشكل مطلق، دون مراعاة لطبيعة الدولة أو بيئتها السياسية والدينية، مما يشير إلى ارتباطات مريبة تتجاوز حدود العراق. هذه الطاعة ليست سوى غطاء لإدخال فكر متطرف إلى داخل المجتمع العراقي، يتغذى على استغلال العاطفة الدينية للمواطنين في المناطق النائية والريفية.

تمتاز هذه الجماعة بتحرك ناعم ومدروس، حيث تستقطب المصلين عبر خطب ومواعظ ظاهرها ديني، لكن باطنها يدعو للتفرقة والانقياد إلى أجندات غير وطنية. وتقوم ببناء مساجد خارج الأطر القانونية، وبتمويلات مجهولة المصدر، ما يثير التساؤلات حول أهداف هذه المشاريع ومن يقف خلفها.

الدولة، انطلاقاً من مسؤوليتها الدستورية، مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بالتحرك القانوني والرادع لوقف تمدد هذا الفكر المشبوه. فالأمن القومي ليس مجالاً للمساومة، والتغاضي عن مثل هذه الجماعات قد يعيد سيناريوهات مريرة عاشها العراقيون مع تنظيمات إرهابية غررت بالشباب وقتلت الآلاف باسم الدين.

من المؤسف أن نجد بعض الساسة، ممن اعتادوا لبس رداء الدفاع عن “حقوق الإنسان” حسب الطلب، يعودون اليوم للدفاع عن هذه الجماعات المتطرفة تحت حجج حرية العقيدة والتعبير، متناسين الجرائم التي ارتكبت بحق أبناء شعبنا في بغداد والجنوب واهلنا واخوتنا في المناطق الغربية .

لكن، كما خذلتهم جماهير الشعب سابقاً، فالعراق اليوم ليس كما كان بالأمس. هناك رجال عاهدوا الله والوطن، رجال في المؤسسة الأمنية والعسكرية والحشد الشعبي، يقفون سداً منيعاً أمام كل محاولات الاختراق والتقسيم، حاملين راية العراق الموحد من زاخو إلى الفاو.

أمن العراق ووحدته ليسا محل جدل ولا مساومة. وكل من يحاول العبث بمقدرات هذا الوطن، عبر أفكار دينية متطرفة أو ارتباطات خارجية مشبوهة، لا مكان له بيننا. فالزمن تجاوز الطائفية والمشاريع التقسيمية، والتاريخ لن يرحم الخونة والعملاء. نقولها بوضوح . .
“لا لخناجر الغدر، نعم لعراق واحد موحد حر كريم ” .

تحية من القلب لأبطال الأمن الوطني والقومي والقوات المسلحة والحشد الشعبي، درع العراق الصامد وسياجه المنيع.

زر الذهاب إلى الأعلى