قطارات عراقية باللون الأزرق

اجنادين نيوز / ANN

بقلم: كاظم فنجان الحمامي

فيزيائيا لن تؤثر ألوان القطارات على سرعاتها، ولا علاقة لألوانها بتوقيتات وصولها ومغادرتها، ولا أذكر ان اللون الأزرق كان علامة فارقة لقطاراتنا، اللهم باستثناء حالة واحدة طغى فيها اللون الأزرق على غلاف ديوان (الريل وحمد) لشاعرنا الكبير مظفّر النوّاب، والريل هو القطار، والكلمة مأخوذة من railway الإنجليزية.
لكن المثير للغرابة ان قطارنا اتشح برداء أزرق دخيل عليه لبضعة سنوات، ثم خلعه خلسةً ليعود لقميصه العتيق الأخضر، فلم تتغير محطاته بين البطحة والمگير، ومن دون ان تظهر لدينا أية فوارق بين ريل مظفّر النواب وريل الشاعر ماجد السفاح. .
وربما، ولست متأكداً، ان قطاراتنا أمتعضت كثيراً من تبدل الوانها دونما سبب نزولا عند رغبات خبراء الربط السككي، فجاءت قصيدة ابن الفرات مشبعة بالأحزان واللوعات في مناجاته للقطار، حين يقول:-
خطيه الريل ..
امس شفته ذليل ايجر فراگينه..
خطية الريل
گبل چان اشحلاته من يمر بينه
گبل مهيوب چان الريل تتصافك فراگينه.
أغلب الظن ان صاحب الفكرة كان متأثرا برواية (لغز القطار الأزرق) للكاتبة أغاثا كريستي، التي نشرتها لأول مرة في لندن عام ١٩٢٨. وهي رواية بوليسية مثيرة تدور أحداثها على متن قطار أزرق تكتنف رحلته بالغموض والألغاز. .
ختاما لا ندري حتى الآن من هو صاحب مشروع طلاء القطارات وتلوينها، ولا نريد ان نظلمه فاللون الأزرق من الالوان الطاردة للحسد، ويعطي انطباعاً جيّداً للمسافرين ويوحي بالعطاء والقوة. لكن موضوعنا يتمحور حول الكلفة الاجمالية التي تكبدتها السكك الحديدية العراقية على مرحلتين: المرحلة الزرقاء والمرحلة الخضراء ؟. .

زر الذهاب إلى الأعلى