منبر صحفيون من أجل فلسطين: الكلمة الحرة في مواجهة الصمت والتزييف

أجنادين نيوز / ANN
بقلم / نجيب الكمالي رئيس اللجنة التحضيرية لمنير صحفيون من أجل فلسطين
لم يعد الحديث عن إنشاء منبر إعلامي حرّ يحمل اسم “صحفيون من أجل فلسطين” ترفًا أو فكرة رمزية، بل أصبح ضرورة وطنية وإنسانية تمليها اللحظة الراهنة التي يعيشها العالم بعد حرب غزة.
لقد كشفت تلك الحرب أن الكلمة – حين تكون صادقة – يمكن أن تُحدث ما لا تُحدثه المدافع، وأن الصورة الحقيقية قد تهزّ ضمير العالم أكثر من ألف بيان رسمي.
وكما قال الكاتب فادي البرغوثي في مقاله الأخير:
إنّ حرب غزة لم تغيّر فقط المشهد في الشرق الأوسط، بل أعادت تشكيل الضمير السياسي الغربي نفسه، حيث لم يعد انتقاد إسرائيل نهاية المسيرة السياسية، بل أصبح موقفًا أخلاقيًا يحظى بالاحترام.”
ان هذا التحوّل الذي أشار إليه البرغوثي يعكس عمق التحوّل في الوعي العالمي، ويدفعنا نحن الصحفيين العرب إلى إعادة النظر في أدواتنا الإعلامية وخطابنا المهني. فإذا كانت الأقلام الحرة في الغرب قد بدأت تُحدث شرخًا في جدار الرواية الإسرائيلية، فكيف يمكن لنا أن نبقى صامتين أو متفرّقين؟
لقد انتهى زمن الصمت، وبدأ زمن الشجاعة.
أصبح من واجب الصحفيين الأحرار أن يوحّدوا أصواتهم دفاعًا عن الحقيقة، لأن الكلمة اليوم قوة تغيير حقيقية، لا تقل أثرًا عن أي شكل من أشكال المقاومة. فكما كتب البرغوثي:
من ن يدافع عن فلسطين لا يخسر السياسة، بل يكسب احترام الشعوب.”
هذه العبارة ليست توصيفًا للواقع فحسب، بل هي دعوة للموقف. ومن هنا تنبع الحاجة إلى تأسيس منبر “صحفيون من أجل فلسطين”، كإطار مهني وإنساني يجمع الأقلام الحرة من مختلف البلدان، العربية لتكون الكلمة المشتركة سلاحًا في معركة الوعي.
هذا المنبر لن يكون فقط صوتًا إعلاميًا، بل ذاكرة حيّة توثّق الجرائم والانتهاكات، وتكشف تواطؤ الإعلام الصامت، وتعيد الاعتبار إلى الصحافة كقوة ضمير.
ففي زمن التزييف والاصطفاف السياسي، تصبح الكتابة الشريفة فعل مقاومة، ويصبح الصحفي الحرّ جزءًا من معركة العدالة لا من مقاعد المتفرج
فلْنُوحّد أقلامنا، ولْنكتب جميعًا باسم الإنسان قبل الانتماء، وباسم العدالة قبل المصالح.
لتكن “صحفيون من أجل فلسطين” منبرًا للمؤمنين بأن الحقيقة لا تموت ما دام هناك من يكتبها، وأن القلم – حين يكتب بضمير – أقوى من كل سلاح.




