أوزبكستان وفنلندا: النمذجة الرقمية للمياه الجوفية كمساهمة في تعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ في آسيا الوسطى.

اجنادين نيوز / ANN
طشقند

في ظل تزايد ندرة المياه وعدم استقرار المناخ في آسيا الوسطى، تُنفّذ أوزبكستان وفنلندا نموذجًا فريدًا من التعاون العلمي يجمع بين الابتكار الرقمي والإدارة المستدامة لموارد المياه.

في عام ٢٠٢١، وقّعت وزارة التعدين والصناعة والجيولوجيا في جمهورية أوزبكستان وهيئة المساحة الجيولوجية الفنلندية (GTK) مذكرة تفاهم تهدف إلى التنمية الرشيدة للموارد الطبيعية من خلال التقنيات المتقدمة. ويُعدّ هذا المشروع اليوم مثالًا على الدبلوماسية العلمية التي تجمع بين الخبرة الأوروبية وإمكانات أوزبكستان.

من الخرائط الورقية إلى النماذج الرقمية.

لسنوات عديدة، كانت الخرائط الهيدروجيولوجية لأوزبكستان ورقية فقط. وفي إطار هذا المشروع المشترك، تمّ رقمنتها باستخدام منصة ArcGIS، مما أدى إلى إنشاء قاعدة بيانات وطنية موحدة للمياه الجوفية. يُمكّن هذا التحول الرقمي المتخصصين من رصد حالة طبقات المياه الجوفية، وتحليل أرصدة المياه، والتنبؤ بآثار تغير المناخ.

قدّم خبراء فنلنديون سلسلة من البرامج التدريبية للمتخصصين الأوزبكيين، حيث قدّموا أساليب حديثة لرسم الخرائط الرقمية ومعالجة البيانات. وقد عزز هذا القدرات المهنية للقطاع، وأسّس لإدارة شفافة ومستندة إلى أسس علمية للموارد المائية.

الممارسة العلمية: موقع تجريبي في أخانغاران.

أُنشئ موقع تجريبي في منطقة أخانغاران بمنطقة طشقند، حيث أجرت فرق بحثية مشتركة دراسات جيوفيزيائية، وطوّرت نماذج رقمية لتدفق المياه الجوفية. تساعد البيانات المُحصّلة في التنبؤ بمستويات المياه الجوفية، وتخطيط أنظمة إمدادات المياه، وتحديد المناطق المعرضة للجفاف.

أتاح استخدام حزمة برامج MODFLOW إنشاء نماذج تُقدّم حلولاً علمية لتخصيص موارد المياه، وهو أمر بالغ الأهمية للمناطق ذات الاحتياطيات المائية المحدودة.

الشراكة الأوروبية من أجل التكيف مع تغير المناخ.

يُعدّ التعاون مع فنلندا جزءًا من أجندة أوروبية أوسع نطاقًا تهدف إلى دعم التكيف مع تغير المناخ والتنمية المستدامة في آسيا الوسطى. من خلال دمج التقنيات الأوروبية مع الموارد العلمية الأوزبكية، يُظهر المشروع كيف يُمكن للشراكات الدولية تعزيز الأمن البيئي واستقرار المياه.

نُشرت نتائج العمل المشترك في مجلة Water (Scopus) تحت عنوان “تقييم آثار تغير المناخ على إعادة شحن المياه الجوفية وتخزينها باستخدام MODFLOW في طبقة المياه الجوفية الرسوبية لنهر أخانغران، شرق أوزبكستان”.

علاوة على ذلك، فُتحت مجالات جديدة للتعاون – مع جامعة بادوا (إيطاليا) في مجال رصد المخاطر الجيولوجية، ومع المركز العلمي والإنتاجي البيلاروسي للجيولوجيا في مجال رصد المياه الجوفية.

التطلع إلى المستقبل.

يُمثل المشروع المشترك بين أوزبكستان وفنلندا أكثر من مجرد نقل للتكنولوجيا، بل يُمثل خطوة نحو إرساء ثقافة جديدة للاستخدام الرشيد للمياه والعمل المناخي المسؤول. وسيُصبح إنشاء قاعدة بيانات هيدروجيولوجية رقمية وطنية عنصرًا أساسيًا في التنمية المستدامة بيئيًا للبلاد.

مع استمرار أوروبا وآسيا الوسطى في تعزيز التعاون في مجالات المياه والطاقة والمناخ، يُمثل المشروع الأوزبكي الفنلندي نموذجًا لكيفية مساهمة المبادرات العلمية في تحقيق فوائد بيئية واجتماعية ملموسة.

زر الذهاب إلى الأعلى