صحفيون من أجل فلسطين: الكلمة سلاح والوعي درع

اجنادين نيوز / ANN
بقلم نجيب الكمالي

أدركت مجموعة من الصحفيين العرب مؤخرًا أهمية الكلمة ودورها في بناء الوعي، مستلهمين من فكر الأستاذ صالح الرابي، الذي رأى أن القراءة ليست ترفًا، بل فعل مقاومة لا يقل شأنه عن البندقية، وأن الحرية تُصنع في العقول قبل أن تُنتزع من الأرض. ترك الرابي إرثًا فكريًا عميقًا، مؤكدًا أن الوعي هو السلاح الأول في مواجهة الظلم، وأن القلم أقوى من الرصاص.

استند فادي البرغوثي والمهندس غسان جابر إلى هذه القيم ليكونا من أوائل المؤسسين لمنبر “صحفيون من أجل فلسطين”، إلى جانب إخوانهم في اللجنة التحضيرية: الدكتور محمد سعيد طوغلي من سوريا، نجيب الكمالي من اليمن، فادي زواد السمردلي من الأردن، بها مانع من العراق، ومشخل كولوسي من كردستان العراق. وقد جاء هذا الفريق العربي الموحد لتأسيس أول منصة إعلامية مهنية تجمع الإعلاميين والصحفيين، وتوحد صوتهم في نصرة القضية الفلسطينية والدفاع عن الحقيقة، لمواجهة الاحتلال والتحديات الراهنة والشائعات والسردية الصهيونية.

يهدف المنبر إلى أن يكون الخط الأمامي للكلمة الحرة، وسلاح الإعلاميين في مواجهة آلة الاحتلال الإعلامية والسياسية. الكلمة، كما يؤكد المؤسسون، هي الجبهة الأولى في المعركة، وأقوى من أي رصاصة، لأنها تبني الوعي وتزرع الحرية في العقول قبل الأرض.

يحمل المنبر شعلة إرث صالح الرابي الفكري، الذي رحل قبل عشرة أعوام، لكنه ما زال حاضرًا في كل فكرة تُكتب وفي كل مقال يُنشر. كان بيته في دير غسّانة بسيطًا، لكنه احتضن مكتبة كبيرة كجدار من الفكر يحميه من العزلة، وكان صلبًا كجبل في وجه الريح، محتفظًا بوهج الإصرار والعناد الجميل.

اليوم، يسعى منبر “صحفيون من أجل فلسطين” إلى تعزيز دور الإعلام الملتزم، مسيرًا بخطى ثابتة على درب الوعي والمعرفة. الكلمة هنا ليست مجرد نصوص تُكتب، بل أداة مقاومة وسلاح للعدالة ومصدر للحرية. ومن خلال هذا المنبر، يستمر إرث الرابي وفكر فادي البرغوثي وكل المؤسسين العرب، ليظل القلم سلاحًا لا يُقهر في الدفاع عن فلسطين وحقوق شعبها.

زر الذهاب إلى الأعلى