العرب…لعلكم تعقلون !

أجنادين نيوز / ANN

باسم فضل الشعبي
رئيس الفرع اليمني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب حلفاء وأصدقاء الصين

اذا كان الحكام العرب لديهم وعود من إسرائيل بأن أمورهم ستكون تمام التمام بعد الخلاص من إيران ، فماذا عن الشعوب، حينما تستفرد إسرائيل بالمنطقة ، وتصبح اللاعب الاقوى المتفرد بدون مقاومة، وبدون قوة تنافسية رادعة لها؟
إسرائيل لديها مشروع توسعي خطير ، وهي تعلن عنه ليل نهار بكل بجاحة، وسعت وتسعى إلى تحقيقه بالقوة والبلطجة ، وبدعم وغطاء غربي وأمريكي كبير ، يقابله هوان عربي، واستسلام رسمي مذل.
وجود إيران في المنطقة حتى وإن كنا كعرب في خصومه معها أو لدينا انتقادات لسلوكها ، إلا أن وجودها كقوة وازنة مهم جدا ، هذا التوازن الذي تخلقه إيران مع إسرائيل كان يفترض علينا كعرب استثماره لصالحنا لخلق قوة ثالثة ، أو انتاج مشروع عربي وإسلامي جديد وعصري محمي عسكريا، ويمتلك القوة الفكرية والثقافية، لإعادة صياغة توجهاتنها و فرضنا كأمة لها تاريخ وارث حضاري عريق على المسرح الإقليمي والدولي، كلاعب رئيسي في مشهد الحاضر والمستقبل ، لا أن نصبح مجرد أدوات رخيصة ملحقة بمشاريع الآخرين ، التي هي في الأصل تستهدف تاريخنا ووجودنا على أرضنا ، والكارثة أنها تمول بفلوسنا، وقد قال الرئيس الصيني شي قبل يومين، لو أن العرب استثمروا أموالهم التي يمنحوها لأمريكا لكانوا الان أمة قوية و عظيمة ، بدلا من إرسالها لإسرائيل لتقتلهم بها.
بالتأكيد ما يحدث ليس أمرا عاديا ، إنها سنن كونية ماضية إلى النهاية ، ومبشرات ربانية نعرفها منذ عقود خلت ، الأمر ليس له علاقة بالعواطف، أو الكتابة لمجرد الكتابة ، بل أمر جلل قادم للعرب إن لم يصحون من سباتهم العميق واوهامهم ومخاوفهم السلبية المدمرة .
أثبتت الأحداث الجارية منذ 7اكتوبر 2023، أن الكثير مما يقال عن ايران من قبل خصومهم ليس صحيحا ، لست هنا في معرض الدفاع عن ايران ، فايران لها أخطاء هي معنية بتصحيحها ، ولكن شي من الحقيقة يجب أن يقال ، وشي من الأكاذيب لابد وأن تتضح للناس ، لقد صنعوا من إيران الشيطان الأكبر في المنطقة، واتضح اليوم أنها عكس ذلك ، إنها تدفع اليوم ثمن وقوفها مع غزة ومع لبنان ، بينما العرب يتفرجون ومستمرون في عبادة شيطانهم الأكبر إسرائيل ، التي وعدتهم بالفردوس ، بعد الانتهاء من القضاء على كل مقاوم وحر في المنطقة.
الصهاينة تاركينكم الان لأنهم بحاجتكم للقضاء على إيران ،وخائفون من أن تكون البديل ، وفي حال انجزوا المهمة بالقضاء عليها، سوف يذبحونكم مثل الخرفان، لعلكم تعقلون.

زر الذهاب إلى الأعلى