تقرير اخباري: صناعة السفن تعطي أجنحة جديدة لصادرات السيارات الصينية

 
arabic.people.cn@facebook اجنادين نيوز / ANN
المصدر /  صحيفة الشعب اليومية أونلاين
تقرير اخباري: صناعة السفن تعطي أجنحة جديدة لصادرات السيارات الصينية

 حققت صناعة السيارات الصينية خلال السنوات الأخيرة زيادة سريعة في الصادرات. حيث تجاوزت صادراتها 2 مليون سيارة في عام 2021 وأكثر من 3 ملايين في عام 2022. وخلال النصف الأول من العام الحالي، صدرت الصين 2.14 مليون سيارة، بزيادة سنوية قدرها 75.7٪. وبفضل مزاياها التنافسية في مجال سيارات الطاقة الجديدة، وسعت شركات السيارات الصينية حصتها السوقية في العالم بشكل ملحوظ.

ارتفاع صادرات السيّارات يدفع الطلب على الشحن البحري

يعد مرفأ واي قاو تشياو محطة دولية مهمّة للشحن البحري الدولي. ويقول ليو جيتاو، مدير العمليات بالمحطة، إن المرفأ يشهد يوميا تصدير ما يزيد عن 6900 سيارة مؤخرا، وأن هذا سيشهد زيادة كبيرة خلال النصف الثاني من العام.

في الماضي، كان هذا المرفأ يعجّ بالسيّارات المستوردة. ونظرًا لقلة صادرات الصين من السيّارات، كانت معظم السفن تأتي بحمولة كاملة وتغادر بحمولة فارغة. ويقول ليو جيتاو إن الوضع قد انعكس تماما الآن، حيث بات حجم صادرات الصين من السيّارات يمثل 3 إلى 4 أضعاف حجم الاستيراد.

“أتعاب حلوة” جلبتها زيادة الصادرات

جلبت الزيادة في الصادرات بعض “الأتعاب الحلوة” بالنسبة لشركات السيارات الصينية. حيث ارتفع معدل شحن ناقلات السيارات بشكل كبير، وزاد معدل شحن سفن الدحرجة للسيارات بحوالي 8 مرات مقارنة بعام 2020. في هذا الصدد، يقول شوتشونغ تشان، رئيس شركة تيانجين لاستيراد وتصدير السيّارات، أن الحجم المقاس للسيارة الصغيرة يقدّر بـ 14 متر مكعب، في الأثناء سجلت تكلفة الشحن إلى الشرق الأوسط إلى حوالي 10000 يوان، مسجلة زيادة كبيرة.

رغم ذلك فإن شركات السيّارات من الصعب أن تجد “مقعدا شاغرا”. حيث يشير في هذا الصدد، شي سونغ، رئيس قسم التسويق الدولي في شركة “سايك أنجي” للوجيستيات والشحن، إلى أنه رغم وجود طاقة إنتاجية في الداخل ووجود طلبات من الخارج، لكن الشركة تواجه صعوبات كبيرة في الشحن. لذلك، ومع دخول صادرات السيارات الصينية مرحلة النمو السريع، ظهرت المزيد من الشركات المحلّية لشحن السيّارات.

وفي أغسطس 2022، تعاونت شركة “كوسكو للشحن” مع شركة “سايك أنجي” للاستثمار المشترك في تأسيس شركة يوان هاي لنقل السيارات المحدودة. مما قدّم دعما لوجيستيا جديدا لصادرات السيّارات الصينية نحو الأسواق الأجنبية.

وأشار تشو قوي هوا، المدير العام لشركة يوان هاي لنقل السيارات، إلى أن الشركة الآن تمتلك 24 سفينة شحن. كما من المتوقع أن تتسلّم السفن الجديدة قبل نهاية عام 2026، ليصل أسطولها إلى حوالي 30 سفينة، مما سيساعدها على شحن أكثر من 700 ألف سيارة في السنة.

في ذات السياق، قال تشانغ تشي بنغ، نائب المدير العام لشركة واي قاو تشياو لبناء السفن الصينية، إن الشركة تمتلك الآن 10 طلبات لبناء سفن شحن السيارات، بـقيمة 100 مليون دولار للطلب الواحد. مما يمثل مفارقة واضحة مع وضع الشركة في السابق، إذ يقول تشانغ تشي بينغ، “في الماضي كنا أحيانا لا نحصل على طلب واحد خلال سنة كاملة.”

وفي تصريح صحفي، قال لي يان تشينغ، الأمين العام لجمعية صناعة بناء السفن الصينية، بأن الشحن عبر السفن يمثل أكثر من 90 ٪ من وسائل تصدير السيارات الصينية، خاصة سفن الدحرجة، التي تمثل الناقل الرئيسي للسيارات. وذكر لي يانغ تشينغ، بأنه يوجد 700 سفينة دحرجة في العالم، بينها أقل من 100 سفينة في الصين.

بالمقارنة مع حاملات الطائرات وسفن الغاز الطبيعي المسال والسفن السياحية الكبيرة، فإن بناء ناقلات السيارات ليس بالأمر المعقد، ولكنها تطرح متطلبات أعلى من حيث السلامة والتكلفة.

“داخل مساحة محدودة، نريد تعبئة أكبر عدد ممكن من السيارات، مما يعني أيضًا أن القارب يجب أن يكون خفيفًا قدر الإمكان، يقول تشانغ تشي بنغ. موضحا بأن خفة القارب تعني أن الصفيحة الفولاذية يجب أن تكون رقيقة بما يكفي، مما يطرح متطلبات عالية حول جودة اللحام. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون الباب الخلفي للسفينة قابلا للفتح، وله سطح رفع متعدد الطبقات، وهي إحدى الميزات الخاصة بسفن شحن السيارات. وإذا كانت الشحنة تتكون من السيارات الكهربائية، فيجب أن تستجيب السفينة للتدابير اللازمة لمكافحة الحرائق ومعدات التبريد، لضمان سلامة السيارات.

ويعتقد لي يان تشينغ أن صناعة بناء السفن في الصين تتمتع بدرجة عالية من التسويق وتراكم كبير للتكنولوجيا. ومع تتالي عمليات تسليم الطلبات، ستسهم شركات صناعة السفن في تخفيف الضغوط المسلّطة على شحن الصادرات الصينية من السيارات.

زر الذهاب إلى الأعلى