الجزائر و الصين علاقات تاريخية متجذرة واستراتيجيات تعاون متجددة

اجنادين نيوز  / ANN

بقم الدكتور عبد الكريم بن خالد، استاذ محاضر بالجامعة الأفريقية بالجزائر، وعضو الفرع الجزائري للاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتاب العرب اصدقاء وحلفاء الصين.

جاءت زيارة الرئيس عبد المجيد تبون للصين بعد زيارة دولة قادته لروسيا في يونيو الماضي ، حيث شارك مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين ، في التوقيع على إعلان شراكة استراتيجية معمقة بين البلدين قبل أسابيع قليلة من انعقاد قمة بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا)، والتي ستعقد في الفترة من 22 إلى 24 أغسطس في جوهانسبرج بجنوب إفريقيا تحت شعار: “بريكس وأفريقيا: شراكة من أجل النمو المتسارع المتبادل والتنمية المستدامة والتعددية الشاملة.
ويذكر أن الجزائر مرشحة للانضمام إلى هذه المجموعة الاقتصادية الدولية، حيث قدمت السلطات الجزائرية ، في 7 نوفمبر 2022 ، طلبا للانضمام إلى مجموعة بريكس. وليس من قبيل الصدفة أن تتركز الجهود منذ ذلك الحين في اتجاه زعيمي هذه المجموعة، وهما روسيا والصين، الدولتان الكبيرتان الذان أظهرتا بالفعل تأييدا صريحا لانضمام الجزائر إلى البريكس.

وقد ناقش الرئيس تبون الموضوع مع نظيره الصيني بمناسبة هذه الزيارة التي عززت علاقات الصداقة القوية والتاريخية بين الجزائر وبكين من خلال إقامة “سلسلة من الفعاليات الثقافية للاحتفال بالذكرى الـ 65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والجزائر”، فضلا عن مواصلة توسيع التواصل بين الأفراد وتوطيد علاقات الصداقة الجزائرية الصينية على المستوى الشعبي في مختلف المجالات الثقافية والرياضية والسياحية والإعلامية، وذلك في إطار رؤية الجزائر الجديدة، ومبادرة “الحزام والطريق”، وعبر تعميق التعاون في العديد من المجالات بما في ذلك صناعة السيارات وعلوم الفضاء والزراعة والثقافة والسياحة وبناء الموانئ والخدمات اللوجستية وتحلية المياه والبنى التحتية والصناعات التحويلية والتعدين والقطاع المالي والاقتصاد الرقمي والطاقة والمناجم والتعليم والبحث العلمي وتدريس اللغة الصينية والإعلام والإدارة الضريبية والجمارك ومكافحة الفساد، كما اتفق الجانبان على تعزيز المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية للبلدين على نحو شامل وتوظيف المزايا المتكاملة وتعميق التعاون العملي بما يخدم مصالح الشعبين. كما تطرق الجانبان الى الخطة الخمسية الثانية للتعاون الاستراتيجي العالمي بين الجزائر والصين ، للفترة 2022-2026، التي تم التوقيع عليها بين وزير الخارجية السابق رمضان لعمامرة، ونظيره الصيني وانغ يي، والتي كرست علاقة قوية وتطلعية حازمة بين البلدين.

وجاء في الوثيقة أن هذه الخطة تهدف إلى تعزيز اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة الموقعة في عام 2014 وتكريس إرادة البلدين لتوطيد العلاقات الجزائرية الصينية وتعزيزها على أعلى المستويات بما يصل إلى تطلعات البلدين الصديقين و ما يعكس التزام الطرفين بتعزيز التعاون في إطار مبادرة “الحزام والطريق. ذلك أن العلاقات المتميزة بين البلدين تشهد تطورا متزايدا، خاصة في السنوات الأخيرة بفضل رغبة الرئيسين في ترسيخ شراكة استراتيجية عالمية وذات نوعية تترجمها الإنجازات التي تحققت على جميع المستويات.

زر الذهاب إلى الأعلى