روسيا بقلمٍ أردنيٍّ..

اجنادين نيوز / ANN
كَتَب غَسَان أبو هِلال
ـ ناشط أردني، وعضو في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، وفي مجال الدعوة للصداقة مع الصين.
ـ مراجعة وتحرير وتدقيق الأكاديمي مروان سوداح رئيس الاتحاد الدولي.

إذا دققنا النظر في الأحداث التي شهدتها روسيا القيصرية السابقة، ومن بعدها روسيا الاتحادية الحالية خلال أعوام وقرون ماضيات، نشهد على تراكمات أحداث مؤلمة شهدت البلاد الروسية ضمنها الحروب التي شنتها، القوى الاستعمارية الغربية حصراً، على روسيا والأمة الروسية، ذلك أن هذا الغرب إنَّما يَنظر لروسيا، وللأسف الشديد، نظرة غير عادلة ولا موضوعية أبداً، أي يرى فيها دولة مارقة وظالمة ومُستَبدة وطاغية. هكذا يَصف الغرب والغربي الاحتلالي والصهيونية روسيا، مشوِهاً صورتها عالمياً لأجل تفرّد هذه القوى الغاشمة بالعالم دونها، بالرغم من أن جوهر الأخلاقيات في العديد من الدول الغربية هابط ومنحل ورخيص حالياً في الكثير من النواحي الإنسانية، وعلى سبيل المِثال طغيان “المثلية الجنسية”، والابتعاد عن المُثُل الدينية.
الغرب يَصف روسيا ظلماً على أنها دولة احتلال استعماري، إلا أنه يتناسى همجيته وشيطانيته، وتاريخه الطويل الظالم للبشر، فالاحتلال الغربي أسس دولاً ضعيفة في قارات عدة، وأقام أنظمة أخرى وظيفية كي تظل تحت مظلته الاحتلالية، وعلى سبيل المِثال في ذلك، دويلة الاحتلال الأسرائيلي الصهيونية، التي لا تراعي المواثيق الدولية والقوانين الإنسانية، وتتناسى يومياً حقوق الانسان أيّ كان .
هنا نلمس بأن الدولة الروسية دولة مظلومة، لكنها ما توقَّفت تدافع عن كرامة شعبها وسيادة أراضيها.
الغرب يتناسى دوماً بأن حرية العبادة لكل الأديان؛ والدين الإسلامي واحد منها؛ مكفولة تماماً في روسيا، أمَّا الغرب فهو يهاجم هذه الحرية في العبادة، ويُخضِعها للسياسة وتوجهات أنظمته وسياساتها التوسعية.
هذه النظرة الغربية الأُحادية قاصرة وتآمرية، ولأن الغرب لا ينظر لغيره نظرة عادلة، ها هو يعاكس القوانين الدولية ويتغاضى عن وجودها، ويدوس على تلك الإنسانية أيضاً. فمنذ زمن بعيد ينظر الغرب بضيقٍ لتلك البلدان نظرة المفترس “كنظرة الذئب للغنم”، ويُحاول افتراس روسيا لعدة أسباب، أولها، أن أراضي روسيا كبيرة وواسعة وتضم أقاليم كثيرة وغنية بمطموراتها، وثانياً، أن الانسان الروسي يمتاز بذكاء حاد ومتميز عن الآخرين، ويمكن وصفه بأنه “غير عادي”، وثالثاً تكمن في جوف أراضي روسيا ثروات طبيعية هائلة، أهمها الغاز والبترول، علاوة على النحاس والألماس والذهب وغيرها الكثير، ولذلك يَسيل لعاب الغرب على هذه كلها رغبة منه بالتهامها.
في الحرب الحالية التي تشنها أوكرانيا على روسيا بأسلحة غربية حصراً، يَعتقد هذا الغرب خطأً أنه وجد الفرصة لإضعاف روسيا ثم لاحتلالها، لكنه يتناسى أن روسيا ليست دولة صغيرة كما هي البلدان الهامشية المنتشرة داخل الدول الكبيرة في غرب أوروبا، وروسيا ليست ضعيفة بل جبارة، لا مجال فيها للفساد وتسلل الغرب إليها، أما بالنسبة إلى أوكرانيا فهي دولة روسية أرثوذكسية تتبع السلالة السلافية الروسية العريقة التي لا يمكن ان تُهزَم أبداً، بل هي مُنتصِرة دوماً، وهو ما يؤكده تاريخ روسيا وشعبها الصلب والمخلص لتراب وطنه.

زر الذهاب إلى الأعلى