الصين تصنع المستقبل: الابتكار والتكنولوجيا بقيادة الحزب الشيوعي وجسور التعاون الإعلامي مع العرب.

أجنادين نيوز / ANN
بقلم: نجيب الكمالي عضو الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين العرب أصدقاء وحلفاء الصين فرع الجمهورية العربية اليمنية
بينما تتسارع التحولات التقنية في العالم، تواصل الصين تقدمها بثقة نحو الريادة العالمية، لا كقوة صناعية فحسب، بل كمنارة للابتكار وصناعة المستقبل. فاليوم، لم تعد الصين “مصنع العالم” كما كانت توصف سابقًا، بل أصبحت العقل الذي يبتكر ويقود ثورة التكنولوجيا الحديثة برؤية شاملة يقف خلفها دهاء الحزب الشيوعي الصيني، الذي أثبت قدرته على الجمع بين الاستقرار السياسي والتطور الاقتصادي في معادلة فريدة من نوعها.
فمنذ عقود، رسم الحزب الشيوعي مسارًا استراتيجيًا يقوم على التخطيط طويل المدى، والاعتماد على الذات، وتعبئة الطاقات الوطنية لخدمة مشروع الدولة الكبرى. هذا النهج الممنهج مكَّن الصين من التحول من دولة نامية إلى قوة عالمية مؤثرة في السياسة والاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا. إنها تجربة تجمع بين حكمة القيادة وذكاء الإدارة، حيث تحوّل الفكر السياسي إلى خطة تنموية واقعية تُنفَّذ بدقة واستمرارية.
ومن خلال الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين أصدقاء وحلفاء الصين بقيادة الدكتور محمد سعيد طوغلي، تتجلى اليوم أهمية الإعلام في ترجمة هذا النجاح الصيني إلى العالم العربي، إذ يعمل الاتحاد على بناء جسور من التفاهم والتعاون الإعلامي والثقافي بين الصين والدول العربية، بما يعزز تبادل الخبرات ويكشف عن الأسس الفكرية والتنظيمية التي مكّنت الصين من بلوغ هذا المستوى من التقدم.
لقد أدرك الحزب الشيوعي مبكرًا أن الابتكار هو السلاح الأقوى في معركة البقاء والنهضة، فاستثمر في البحث العلمي والتعليم العالي والتكنولوجيا الرقمية، وجعل من الإنسان محور التنمية الشاملة. وقد تحولت الجامعات ومراكز الأبحاث إلى مصانع للعقول، فيما أصبحت الشركات العملاقة مثل هواوي، علي بابا، بايدو، تينسنت، وشاومي رموزًا لقوة الصين الفكرية والتقنية.
ولم يكن هذا النجاح وليد الصدفة، بل ثمرة تخطيط محكم ورؤية دقيقة، جمعت بين الانضباط الحزبي والمرونة الاقتصادية، وهو ما يُعرف بعبقرية النموذج الصيني الذي يقوده الحزب الشيوعي — نموذج يوازن بين سلطة الدولة وحرية السوق، بين التنمية المادية والنهضة الفكرية، وبين الأصالة الصينية والانفتاح على العالم.
ومع دخول الصين سباق الجيل السادس من الاتصالات (6G)، تواصل ترسيخ مكانتها كقوة علمية واقتصادية كبرى، بينما يسهم الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين أصدقاء وحلفاء الصين في إبراز هذا التقدم وتعميق التعاون الإعلامي العربي–الصيني، بما يخدم مستقبلًا مشتركًا يقوم على المعرفة والابتكار والتفاهم الحضاري.
لقد أثبتت الصين أن دهاء الحزب الشيوعي لا يكمن في السياسة فقط، بل في تحويل الأفكار إلى مؤسسات، والرؤى إلى إنجازات، والطموحات إلى واقعٍ ملموس. فبقيادته الحكيمة، أصبحت الصين اليوم مدرسة في الإدارة والتخطيط والقدرة على التوازن بين القوة والمرونة في عالم مضطرب.
إن تجربة الصين تُلهم العالم، وتؤكد أن الأمم العظيمة تُبنى على العقل والفكر والتنظيم، وأن من يمتلك الرؤية يمتلك المستقبل. واليوم، تقف الصين شاهدًا حيًا على أن الابتكار والدهاء السياسي والعلم المتطور هي مفاتيح القوة في القرن الحادي والعشرين.




