جامعة تعز تدخل تصنيف التايمز للتعليم العالي لعام 2026: إنجاز وطني يُكتب في ظروف استثنائي.

اجنادين نيوز / ANN

حاوره: الصحفي نجيب الكمالي – المدير التنفيذي لمركز مسارات للاستراتيجيا والإعلام عبر الاتصال الهاتفي

في لحظة تُجسّد الإرادة والعزيمة اليمنية وسط واقع صعب، أعلنت جامعة تعز عن دخولها رسميًا ضمن تصنيف التايمز البريطاني للتعليم العالي لعام 2026، في سابقة تُعد الأولى من نوعها في تاريخ الجامعات اليمنية. ويُعد تصنيف التايمز من أكثر التصنيفات العالمية دقة وتأثيرًا في تقييم أداء الجامعات على مستوى التعليم، والبحث العلمي، والانفتاح الدولي، والتأثير المجتمعي.

أجرى مركز مسارات، باعتباره مركز دراسات يُسهم في تشجيع العمل الأكاديمي والبحثي من خلال الإعلام وموقعه الإعلامي، وتعزيز جودة الأبحاث بما يخدم قضايا المجتمع والتنمية، حوارًا خاصًا مع المهندس حمود رسام أحمد، أمين عام جامعة تعز، للحديث عن خلفيات هذا الإنجاز، وأبعاده على المستويين المؤسسي والوطني، وخطط الجامعة المستقبلية.

كيف استقبلت قيادة جامعة تعز خبر دخول الجامعة تصنيف التايمز للتعليم العالي لعام 2026؟ وما أهمية هذا الإنجاز على الصعيدين الوطني والمؤسسي؟ استقبلنا هذا الخبر بفرحة غامرة ممزوجة بالفخر والمسؤولية. دخول جامعة تعز ضمن تصنيف عالمي مرموق مثل “التايمز” هو حدث تاريخي، ليس فقط للجامعة، بل لليمن بأكمله. الإنجاز تحقق في ظروف معقدة واستثنائية تعيشها البلاد، وهو ما يجعله أكثر قيمة. وقد أكد هذا الإنجاز أن الإرادة اليمنية لا تزال حية، وأن مؤسساتنا قادرة على التميز والمنافسة حتى في أصعب الظروف.

ما أبرز المؤشرات التي تألقت فيها الجامعة ضمن التصنيف، وكيف تفسر هذا التميز في ظل التحديات الراهنة؟ تميزت الجامعة في عدة مؤشرات رئيسية، أبرزها: جودة البحث العلمي: بنسبة بلغت 70.8%، ما وضعنا ضمن أفضل 600 جامعة عالميًا في هذا المجال. الانفتاح الدولي: بنسبة 58.3%، بفضل شبكة تعاون بحثي واسعة، حيث أن أكثر من 86% من أبحاث الجامعة نُفذت بالشراكة مع مؤسسات دولية. معدل الطلبة إلى أعضاء هيئة التدريس: بنسبة 15:1، وهو من أفضل المعدلات في المنطقة العربية. هذا الإنجاز هو انعكاس لعمل مؤسسي مدروس ورؤية استراتيجية واضحة، وهو دليل على أن التميز ممكن رغم التحديات.

ما الخطوات العملية التي اتخذتها الجامعة للوصول إلى هذا المستوى من التقدير العالمي؟ أهم الخطوات كانت: تحديث الخطة الاستراتيجية للجامعة باستمرار، بما يتناسب مع المتغيرات المحلية والدولية. التعامل المهني مع ملفات التصنيف، وتحليل مؤشرات الأداء بدقة. إنشاء وحدة للتصنيف والتميز الدولي، تتولى رصد المؤشرات، وإعداد التقارير، وتقديم الملفات. تفعيل صندوق البحث العلمي، وتخصيص جزء من موارد الجامعة لدعم الأبحاث النوعية. إنشاء مركز البحوث ودراسات الجدوى عام 2007، بالشراكة مع السلطة المحلية. افتتاح برامج دراسات عليا جديدة في مجالات حيوية رغم الحرب. إطلاق مجلات علمية محكمة، وتشجيع النشر العلمي. الاستفادة من مشروع تطوير التعليم العالي بالشراكة مع الحكومة الهولندية الذي أسهم في تطوير البنية التحتية وإنشاء مركز الدراسات العليا عام 2010.

ما الدور الذي لعبته وحدة التصنيف والتميز الدولي في الجامعة في تحقيق هذا النجاح؟ الوحدة كانت حجر الأساس في هذا الإنجاز. هي التي جمعت البيانات، وحللت المؤشرات، ونسّقت مع الكليات، وأعدت ملفات التقديم بمعايير عالمية. هذه الوحدة أسهمت في تعزيز ثقافة الجودة والتميز داخل الجامعة، وقد أثبتت كفاءتها بشكل ملموس.

كيف أسهمت مشاريع الشراكة الدولية، مثل مشروع تطوير التعليم العالي مع الحكومة الهولندية، في بناء هذا التقدم؟ مشروع الشراكة مع الجانب الهولندي كان نقطة تحول في مسيرة التعليم العالي في اليمن. فقد تم تخصيص توجه علمي لكل جامعة يمنية، وكانت جامعة تعز مخصصة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. المشروع دعمنا بالبنية التحتية، وأسس لمركز الدراسات العليا الذي لا يزال يؤدي دورًا كبيرًا حتى اليوم. للأسف، الحرب عطّلت كثيرًا من المشاريع، لكنها لم تُوقف أثرها الإيجابي تمامًا.

إلى أي مدى ساهم مركز البحوث ودراسات الجدوى وصندوق البحث العلمي في تعزيز مكانة الجامعة البحثية؟ لعب المركز والصندوق دورًا محوريًا. مركز البحوث يركّز على تقديم دراسات لحل مشكلات المجتمع، ويُسهم في التنمية المحلية. أما الصندوق، فهو يمول الأبحاث من ميزانية الجامعة، ويمنح الأولوية لمشروعات استراتيجية. التكامل بين البحث التطبيقي والدعم المالي أنتج بيئة بحثية فاعلة.

ما أهمية البرامج النوعية للدراسات العليا التي تم إطلاقها خلال السنوات الأخيرة في تعزيز مستوى الجامعة؟ توسيع برامج الدراسات العليا كان ضرورة وليس خيارًا. أطلقنا برامج في مجالات دقيقة مثل الطب، والهندسة، والتكنولوجيا. هذه البرامج جذبت الباحثين، وخلقت مجتمعًا علميًا نشطًا داخل الجامعة، وساهمت في تحسين المؤشرات البحثية والأكاديمية.

كيف تقيّمون إسهامات المبتعثين من أبناء الجامعة في الخارج في دعم هذا الإنجاز؟ إسهاماتهم عظيمة. كثير من المبتعثين لا يزالون يحتفظون بانتمائهم الأكاديمي لجامعة تعز، وينشرون أبحاثهم باسمها في مجلات دولية مرموقة. هذا الانتماء رفع من تصنيف الجامعة، وساهم في تحسين مؤشرات الانفتاح الدولي.

ما الدور الذي لعبته القيادة الأكاديمية في الجامعة، وخصوصًا رئاسة الجامعة، في توجيه هذا المسار نحو العالمية؟ الدكتور محمد الشعيبي، رئيس الجامعة، كان قائدًا ملهَمًا في هذا المسار. كان يشرف شخصيًا على الملفات الاستراتيجية، ويدعم الكوادر، ويؤمن بأن الجامعة قادرة على المنافسة دوليًا. هذا النوع من القيادة هو ما تحتاجه الجامعات لتحقيق التميز.

ما الخطط المستقبلية لجامعة تعز بعد دخولها تصنيف التايمز؟ وكيف ستستثمر هذا الاعتراف في تطوير التعليم العالي في اليمن؟ الخطوة التالية هي الاستمرار في تحسين الأداء الأكاديمي، وتوسيع التعاون الدولي، والحصول على الاعتمادات الأكاديمية العالمية. كما نهدف إلى تطوير البرامج التخصصية، وتوظيف هذا الإنجاز لتسويق الجامعة دوليًا، وجذب الشراكات والتمويلات.

ما الرسالة التي تودون توجيهها لأعضاء هيئة التدريس، والطلاب، والإداريين، بعد هذا الإنجاز التاريخي؟ أقول لهم جميعًا: هذا الإنجاز ملككم، أنتم صانعوه الحقيقيون. استمروا في العمل والإبداع، وكونوا فخورين بجامعتكم، فالعالم بدأ يسمع بها، ويرى فيها مؤسسة تعليمية منافسة وواعدة.

كيف ترى جامعة تعز موقعها في خارطة التعليم العالي الإقليمي والدولي خلال السنوات القادمة؟ نرى جامعة تعز مرشحة لتكون من بين أفضل الجامعات العربية خلال السنوات القليلة المقبلة، إذا استمر النهج الحالي في الجودة والابتكار. لدينا قاعدة قوية، وكوادر متميزة، وطلبة طموحون. الطريق لا يزال طويلاً، لكننا نسير عليه بثقة.

زر الذهاب إلى الأعلى