مذبحة نانجينغ وصمة عار في سجل البشرية وصرخة ألم لا تنتهي

اجنادين نيوز / ANN

الدكتور محمد سعيد طوغلي رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين اصدقاء وحلفاء الصين.

في سجلات التاريخ المليئة بالفظائع والأعمال الوحشية، تبرز “مذبحة نانجينغ” كواحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبت بحق الإنسانية.
هذه المذبحة، التي وقعت في عام 1937 على يد الجنود اليابانيين بعد احتلالهم لمدينة نانجينغ، عاصمة الصين آنذاك، لم تكن مجرد حدث عسكري، بل كانت إبادة ممنهجة، وانتهاك صارخ لأبسط معايير الأخلاق والإنسانية.
في خضم الحرب الصينية اليابانية الثانية، ومع سقوط نانجينغ في أيدي الجيش الإمبراطوري الياباني في 13 ديسمبر 1937، انفتحت أبواب الجحيم على سكان المدينة. تحولت المدينة الهادئة إلى مسرحٍ للجريمة، حيث استباح الجنود اليابانيون المدنيين والجنود الصينيين المستسلمين على حد سواء.
ارتكبوا أفظع الاعمال الإجرامية بوحشية لامثيل لها .
ما حدث في نانجينغ كان يفوق الوصف. امتدت المذبحة لأسابيع، وشهدت عمليات قتل جماعية، واغتصاب ممنهج، وسرقة، وتدمير. قُتل مئات الآلاف من الصينيين، رجالاً ونساءً وأطفالاً، بطرقٍ بشعة. تم استخدام الجنود الصينيين المستسلمين كأهداف للتدريب على الرماية، وتمت إعدامات جماعية دون محاكمة.
اغتصبت آلاف النساء، بعضهن تعرضن للاغتصاب الجماعي، وشهدن موت أحبائهن قبل أن يُصبن بمصيرهن.
لم تقتصر الوحشية على القتل والاغتصاب، بل امتدت لتشمل أعمالاً من التعذيب المروع، وتقطيع الجثث، وإشعال الحرائق المتعمدة في الأحياء السكنية. تحولت شوارع نانجينغ إلى أنهارٍ من الدماء، وامتلأت المستشفيات بالمصابين الذين تركوا ليموتوا.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حاولت اليابان، في بعض الأوساط، التقليل من شأن المذبحة أو إنكارها تماماً.
تم طمس العديد من الأدلة، وتغيير الروايات التاريخية، وتقديم رواياتٍ مشوهة للأحداث. لكن صرخات الضحايا وشهادات الناجين، إلى جانب الوثائق التاريخية والأدلة التي جمعتها المحاكم الدولية، ظلت شاهدة على هذه الفظائع.
وفي كل عام تمر ذكراها أليمة وقاسية على القلوب .

تبقى مذبحة نانجينغ جريمةً لا يمكن نسيانها لانها كانتاعمالاً وحشيةً ممنهجة ، لم تكن الحوادث فردية، بل كانت جزءاً من سياسة ممنهجة للانتقام والتعذيب والإذلال.
وذلك الحجم الهائل من الضحايا ،حيث تشير التقديرات إلى مقتل ما بين 200 ألف إلى 300 ألف شخص، وهو رقمٌ ضخمٌ يجسد حجم المأساة.
ناهيك عن الانتهاك الصارخ للقوانين الدولية ، نعم لقد شكلت هذه المذبحة انتهاكاً صارخاً لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني.
يظل ماحدث في نانجينغ عاراً على جبين الانسانية عندما تتلاشى الإنسانية أمام وحشية الحرب.
إن استعادة ذكرى مذبحة نانجينغ ليست مجرد تذكير بالماضي، بل هي دعوةٌ مستمرةٌ للعدالة، وللتصدي لجميع أشكال العنف والوحشية التي تهدد عالمنا.
ستظل مذبحة نانجينغ ذكرى مؤلمة تعكس الجوانب المظلمة للحرب والعنف البشري.
إن فهم هذه الأحداث التاريخية هو خطوة نحو بناء مستقبل أكثر سلاماً وإنسانية.

زر الذهاب إلى الأعلى