شجون عراقية؛(نذبح أضحية ونعطي شهيد)

اجنادين نيوز / ANN
بقلم د كريم صويح عيادة
منذ زمن طويل وفي كل عيد تعيش هذه الامة بين فرح شكلي مفروض بطقوس العيد وحزن مكتوم من واقع مرير ومقيم على البلاد والعباد!!، لم يمر دهرا الا وهناك ماتما فرضه علينا قائد منا او عدو لنا، فكلما حضرت العوائل مستلزمات العيد البسيطة كملابس الاطفال الزاهية ولعبهم الرخيصة ونظفت أرضية وجدارن البيوت المتواضعة ونشرت ماء الورد والبخور وصنعت الحلوى والكليجة واشترت خروفا بما شحت على نفسها من مال..،جاءت غيمة الحزن مسرعة ومعها شهيد من حرب عبثية او موت طفل من حصار ظالم او خنجر غدر من جار في حرب طائفية او انفجار سيارة مفخخة او حزام ناسف من شذاذ الآفاق في ايام الاسبوع الدامية الكثيرة، لتغير البسمة الموعودة لدمعة مزمنة، وتخلع الملابس الملونة وتستبدلها بالاسود الذي ملته اجساد النساء وسرقت براءة الاطفال. وستبدلت حناء الكفين بحرقة القلب الموجعة.
الفرح والحزن في بلادي متلازمان ومتقاربان كتوالي عيد الأضحى بمصيبة كربلاء في محرم..وربما موروثة من ثنائية رحمة الله وماساة ذبح اسماعيل ع او لعلها لعنة حلت بنا منذ ان ضحى والي المسلمين بالكوفة خالد القسري بأحد المعارضين له حين نزل من المنبر وذبحه بعد خطبة صلاة العيد التي قال فيها:(يا أيها الناس ضحوا، تقبل الله ضحاياكم، فاني مضح بالجعد بن درهم…)..وفي عيدنا هذا ومع كل أضحية نذبحها هناك شخص من أهل غزة يذبح من غير سبب الا لتكالب العدو ورضوخ الامة وعدم حكمة القيادة، كما وهناك انسان يظلم لمعتقد يؤمن به او لانه عبر عن رأيه بحق مسؤول او مرشح حتى ولو بالقول رضى الله عنه…وصدق المتنبي عندما قال؛
عيد بأَيَّة حال عدت يا عيد
بما مضى أَم بأَمر فيك تجديد
كل عام وانتم بالف خير، أدام الله السعادة والفرح عليكم، ولكن علينا جميعا أن لا نسرف ولا نبالغ في مظاهر العيد لان هناك أيتام وثكالى وفقراء محرومين من أبسط مظاهره لا نريد جرح مشاعرهم ونزيد همومهم.