ايها اليمنيون استعيدوا زمام المبادرة والثقة …لسنا مضطرين للبقاء في علاقات سامة ومدمرة

أجنادين نيوز /ANN

باسم فضل الشعبي

لما انتقل عبدالعزيز آل سعود من الدرعية وبدأ يبسط نفوذه على نجد والحجاز ، واقام دولته بمساعدة البريطانيين ، كان لا يمتلك شيئا وكان النفط عاده لم يستخرج ، فكان للتجار الحضارم اليمنيين دورا كبيرا في إقامة دعائم دولة ال سعود انذاك، وبعدها بدأت الدولة السعودية كما لو كانت مقسمة الى ثلاث ركائز ، الركيزة السياسية الملك عبدالعزيز آل سعود، والركيزة الدينية ابن عبدالوهاب ، اما الركيزة الاقتصادية وهي الاهم هم التجار والمغتربين اليمنيين الذين بفضلهم وأموالهم وسواعدهم قامت دولة ال سعود أو ما تعرف اليوم بالمملكة العربية السعودية .
اذهبوا إلى السعودية وتجولوا في مدنها ومناطقها واستمعوا للناس وهم يتحدثون عن من بناء الطرقات والجسور ، وأقام البنوك التي كانت تقرض ال سعود مرتبات الموظفين إلى وقت قريب ، ومن بناء المنشآت المختلفة والمصانع وغيرها، وأقام النهضة هناك، سوف يحدثكم الناس عن بن لادن وبن محفوظ وبقشان والعمودي ومحمود سعيد والراجحي والعطير..، وغيرهم من رجال الأعمال والتجار اليمنيين الذي بنوا وشيدوا في المملكة وخارجها من الدول الأخرى ، الا في بلدهم منعوا بسبب الأنظمة اليمنية الحقيرة والفاسدة، وبسبب فرض قيود المملكة عليهم في أوقات مختلفة.
لن أتحدث عن انساب وتاريخ قبائل المملكة واهم ركايزها من حمير وقحطان ، لان ذلك ليس موضوعنا الان ..
أما بالنسبة لدولة الإمارات يكفي أن نقول إن المشروع الذي تأسست عليه الامارات هو مشروع يمني ، أعده مجموعة من السياسين والخبراء في جنوب اليمن لإقامة دولة امارات الجنوب العربي ، ولما فشل المشروع بعد انتصار الثورة الاكتوبرية والجبهة القومية، توجه هولاء الشباب اليمني ومعهم المشروع إلى لندن، ومن هناك قدم لهم عرض للتوجه إلى أبوظبي عند الشيخ زايد بن سلطان لإقامة مشروع دولة الإمارات العربية المتحدة ، وهذا الكلام موجود وموثق في السجلات البريطانية وغيرها .
اليوم السعودية والإمارات بدل ما يحسنوا لليمن وشعب اليمن، الذي استنجد بهم لإنقاذه من إيران ومشروع فارس، مارسوا ضده الانتقام بصورة خبيثة وخطيرة، أوصلت البلد إلى حافة التفكك والتمزق ، والشعب إلى المجاعة والتشرد والتهديد الوجودي ..وما زالوا مستمرين بنفس السياسة منذ عشر سنوات ونيف .
على اليمنين أن يستعيدوا المبادرة والثقة بالنفس ، فتاريخهم عظيم وكبير ومشرف، لقد عمروا الأرض وأقاموا الحضارات، وكانت اليمن مصدر الهجرات البشرية إلى العالم كله منذ عهد ادم ونوح عليهما السلام ، فلا يجوز أن نظل مرتهنين لدول نحن من بناها وشيدها قبل عقود قليلة ، لسنا مضطرين للبقاء في علاقات سامة ومدمرة أورثتنا الخراب والدمار …بينما تاريخ بلدنا ضارب منذ آلاف السنين في الارض يشهد له القاسي والداني .
اخرجوا يا أيها اليمنيين من بوتقة الشعور بالدونية، واستعيدوا ثقتكم بأنفسكم وبلدكم وتاريخكم العريق، اطلعوا من مربع العمالة وحب المال ، فبلدكم ليس فقيرا بل هو أغنى بلد في العالم …أصلحوا ذات بينكم ، فمفاتيح التصحيح والبناء بأيديكم وحدكم ..وعودة اليمن شامخا قويا بأيديكم وحدكم ..ينتظر اليمن مستقبل كبير جدا جدا …والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون.
والله من وراء القصد .

زر الذهاب إلى الأعلى