“احتفال جمهورية كازاخستان بيوم وحدة الشعب”.. رمز للتآخي، والتعايش السلمي والاستقرار

اجنادين نيوز / ANN
بقلم: عبد القادر خليل
رئيس تحرير شبكة طريق الحرير الإخبارية
في الأول من مايو من كل عام، تحتفل جمهورية كازاخستان بيوم وحدة الشعب، وهو عيد وطني يعكس روح التضامن والتعايش السلمي بين أكثر من 130 مجموعة عرقية تعيش في هذا البلد الواقع في قلب آسيا الوسطى. يُعد هذا اليوم مناسبة مهمة لتجسيد قيم التسامح، الاحترام المتبادل، والوحدة التي تُعد من الركائز الأساسية في سياسة كازاخستان الداخلية.
يعود تاريخ هذا العيد إلى عام 1996، حين أقرّه الرئيس الأول للبلاد نور سلطان نزارباييف، ليكون رمزاً لوحدة الشعب الكازاخي، وتعزيزاً للتعددية الثقافية التي تتميز بها البلاد. فمنذ استقلالها عام 1991 عن الاتحاد السوفياتي السابق ، أولت كازاخستان أهمية خاصة لتعزيز الانسجام العرقي والديني، وحرصت على خلق بيئة يتساوى فيها الجميع في الحقوق والفرص، بغض النظر عن العرق أو الدين.
وتقام في هذا اليوم احتفالات رسمية وشعبية في مختلف أنحاء البلاد، تتنوع بين العروض الفنية والموسيقية، المهرجانات الثقافية، عروض الأزياء التقليدية، والمعارض التي تبرز التراث الثقافي الغني لمختلف القوميات. كما يتم تنظيم ندوات وفعاليات تعليمية تعزز الحوار بين الثقافات وتروج لقيم المواطنة والوحدة الوطنية.
ويُشكل “مجلس شعب كازاخستان”، وهو هيئة استشارية رئاسية تضم ممثلين عن جميع الأقليات، أحد أبرز رموز هذا التعايش، حيث يسهم في ترسيخ السلام والاستقرار في البلاد من خلال الحوار والتعاون بين مكونات المجتمع المختلفة.
إن يوم وحدة الشعب لا يُعد مجرد احتفال رمزي، بل هو انعكاس لنهج استراتيجي اختارته كازاخستان لضمان أمنها واستقرارها ونموها، في منطقة عرفت تاريخياً بالتنوع والتحديات. ويمثل هذا العيد فرصة لتجديد العهد على مواصلة بناء دولة حديثة، مزدهرة، ومبنية على أسس الوحدة والتنوع والعيش المشترك بسلام في آنٍ واحد.
يوم وحدة الشعب ليس مجرد عيد للاحتفال به، بل هو تأكيد على أن التنوع الثقافي الدي يمكن أن يكون مصدر قوة لا انقسام، خاصة في دول متعددة الإثنيات مثل كازاخستان. هذا اليوم يُذكِّر العالم بأن الوحدة تُبنى عبر الحوار والاحترام المتبادل والعيش معاً في سلام.