العلاقات الأُردنية الصينية تتألق في عامها السابع والأربعين الجزء (1)

اجنادين نيوز / ANN

بقلم: الأكاديمي مروان سوداح. مؤسس ورئيس “الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين”، ومُتخَصِّص بالشؤون الصينية وحائز على تقديرات صينية رسمية. عَمَّان – الأُردن.

 

 

مؤخراً، أحتفلت المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية الصين الشعبية وشعبي الدولتين، بالذكرى الـ47 على تأسيس وإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين، التي تُحَافِظ للآن، وسوف تبقى تحافظ في المستقبل أيضاً على ألق هذه الروابط الأُردنية – الصينية، وتعظيم مَديات العلاقات بين الدولتين رسمياً وعلى صعيد الشعبين الصديقين أيضاً، وفي مناحي كثيرة منها الاقتصاد، والتعليم، والطاقة، وتبادل الخبرات في الكثير من المناحي، والمشاريع المشتركة، وهو ماأكدت عليه السفارة الصينية المعتمدة لدى الأردن، من خلال منشور لها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إذ أشارت السفارة إلى أن هذه العلاقات بين الدولتين والبلدين قطعت شوطاً كبيراً في مسيرة المُنجزات الثنائية، ذلك أن الصين تتطلع إلى المزيد من التعاون مع الأُردن في المستقبل أيضاً، وهي تُشير في الوقت نفسه إلى: “أن الصداقة تُثمَّن عند الوقت العصيب، وأن الصين تقف دائماً إلى جانب الأُردن نُصرةً للسلام والأمن والاستقرار، ودفاعاً عن العَدالة والإنصَاف”.
وفي ذات السياق، يُعتبر التبادل النشط، الشعبي والثقافي، والسياحي، والتعاون الاقتصادي والفني، وانخراط طلاب الدولتين في جامعات بعضهما البعض، واقعاً يومياً لأجل التصليب المتواصل لروابط البلدين الصديقين على قاعدة شعبية داعمة العلاقات الرسمية، وهي إلى ذلك أيضاً الرابط الوثيق الذي يُصَلِّب ويُعَمِّق جذور العلاقات الثنائية الأردنية الصينية. فعندما كانت الحضارة الصينية والحضارة العربية تتلألآن في تاريخ البشرية، كان الأردن مركزاً لحضارة الأنباط العربية الخالدة، ومنها انطلق التبادل الشعبي والثقافي مع الحضارة الصينية عبر طريق الحرير الشهير.
وبهذه المناسبة التاريخية، والمهمة للغاية، من الضروري أن نؤكد دوماً على أن الصِّلات التي ربطت، ومازالت تربط بين دولتينا الأردن والصين وشعبي البلدين، يزداد زخمها وألقها في شتى الفضاءات، ويتعمق الاحترام المتبادل بين الشعبين وقيادتي الدولتين، عِلماً أن صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني وفخامة الرفيق الرئيس شي جين بينغ يرتبطان بعلاقات شخصية طيبة للغاية، مايؤكِد على أن مختلف الروابط الثنائية إنما هي دافعة بالبلدين إلى مزيدٍ من التعاون الفاعل على مختلف المستويات، فهي تستند إلى العديد من المُحَرِّكَات، وبالأخص التاريخية منها، وضمنها كذلك الاقتصادية والسياسية، والتفاهم المتبادل بشأن مختلف القضايا الدولية والشرق أوسطية، ذلك أن مواقف الصين من القضايا العربية، وفي طليعتها القضية الفلسطينية، وضرورة إحقاق جميع حقوق الشعب الفلسطيني تقع في مقدمة الاهتمامات الصينية التي تشتهر بأنها مُتميِّزة وعادلة وثابتة، وهي إلى ذلك أيضاً تدخل ضمن اهتمامات الصين رئيساً وحكومةً وشعباً، في سعيهم المتواصل بلا توقف لإحقاق الحقوق الكاملة والشرعية للشعب العربي الفلسطيني المُعَذَّب، بخاصة ٍفي هذه الأيام والشهور التي يتعرض فيها هذا الشعب الفلسطيني إلى عمليات الإبادة الجماعية على يد الإمبرياليتين الدوليتين المتحالفتين: الإسرائيلية – الصهيونية، والولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب الجماعي، وهي جهات تورطت رسمياً في عمليات قمعية مشتركة إلى جانب الاحتلال الصهيوني ضد الإنسانية، للنيل من الشعب العربي الفلسطيني الأعزل، وبالتحديد في قتل العُزّل من مدنيين فلسطينيين، وأطفال، ونساء، وشيوخ في قطاع غزة الصغير مساحةً، وفي الضفة الغربية المحاصَرة صهيونياً، والتي يَجتاحها الجيش الإسرائيلي بلا توقف منذ احتلاله لها في العام 1967م، مُمعِناً في المنطقتين (غزة والصفة) بهجماته التدميرية والإبادية، وفي مواصلته القتل بالجملة للمدنيين الفلسطينيين العُزل هناك.
//يتبع – الجزء 2//…

زر الذهاب إلى الأعلى