“الأرجنتيني المُنتَخَب!”.. يُطِلُ برأسِه.. ويُقسِم ضد فلسطين وشعب فلسطين..!

اجنادين نيوز / ANN

الأكاديمي مروان سوداح

في الأخبار المتواترة والصادمة للغاية في يوم التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني المُعَذَّب (بفتح الباء)، منذ يومين مضيا، بدأً بيوم الإثنين، الموافق لِ 27/11/2023م، مازالت الأخبار المُفبرَكة عن سابق إصرار وترصد تتلاحق ضد فلسطين وشعبها إذ إنها تُنشر غربياً وصهيونياً وهي طافحة بالأكاذيب والخِدَاع، والغِشّ، والإفتراءات التي تصنَّف على أنها من العيار الثقيل، ولذا أضحى يُشار إليها عالمياً وفي مختلف القارات من أنقياء العقول والقلوب بالنقد اللاذع، وتكذيبها، وفضحها، فأضحى صاحبها ومَن لف لفه مُتَّهمِين واقعياً بالصهينة والتذيل لأعداء البشرية وهِبَةُ الحياة الإلهية المقدسة. فهذا الشخص الذي نحن بصدده، كان “بادر” لإطلاق تصريحات كاذبة، بالرغم من أنه هو وليس غيره يشغل موقع الرئيس لدولة الأرجنتين “مُنتَخَباً!” واسمه “خافيير ميلي”.
تصريحات هذا الرئيس الذي لم يتسلم مهامه الرئاسية بعد وللآن جوبهت دولياً بالشجب، والسبب هو قُبحها، ولاموضوعيتها، ولعدائها لحقوق الشعوب، وفي طليعتها شعب فلسطين الجريح النازف دماً، لذا قلبت هذه التصريحات الدنيا رأساً على عقب عندما صرَّح هذا الرئيس ما لم يُصرِّح به أحد في تاريخ تلك القارة الأمريكية اللاتينية المناضلة ضد الاستعماريين، والتي طالما وقفت بشموخ وثبات وثقة إلى جانب حقوق الشعوب، وحقوق شعب فلسطين بالذات لتحقيق حريتها وحريته، ولتأكيد ثبات العدالة الإنسانية، وفي سبيل ترسيخ تحالف أمريكا اللاتينية مع الشعوب المقهورة إمبريالياً، وهي القارة التي تمكنت بسواعدها من تحرير نفسها من سلاسل وقيود الإستعماريين الأجانب، وفي مقدمتهم الأُوروبيين الغربيين، أو كما يُسمُّونهم منذ فترة طويلة بِ “أنظمة الغرب الجماعي”، نظراً لتوافقها الإمبريالي والرجعي بمواجهة البشرية وقِيم الحرية والعدالة.
إن “اطلالة” ما يُسَّمى بِ “رئيس دولة الأرجنتين المُقبِل” برأسه من “جي هِنّوم”، إنَّمَا تُشابِه إطلالة الأفاعي والشياطين المحَشْرَجَة أرواحِها فِي صَدْورِها، مُنتظِرةً برهبة شديدة “النَّزْاعِ الأخير” القاضي بفنائها، لأنه مَحكوم عليها ربانياً بالفناء في لهيب جهنم.
لقد أطل “هذا” برأسه تماماً كما تطل الأفعى برأسها لتلدغ خصومها من نصراء العدالة وأصحاب الشرف والعِفة. هذه الصورة تطابق تُشابهُ صورة أخرى هي تَحَرّك هذا الرئيس؛ الذي يستنسخ حِراك الحيات التي لا تتمتع بنقاء السريرة ولا بالبصيرة؛ فهذه تسعى دوماً لتسميم أجساد غيرها لتأكيد موتهم فَ إبتلاعهم، وهو مايُثبِت ويؤكد ارتكاب “هذا”؛ الذي نحن بصدده؛ الخطيئة المُمِيتةِ التي تلتصق بكل الاستعماريين ومَن يَلف لفهم على شاكلة هذا الرئيس الذي صار عدواً للحقوق العربية برمتها، ونصيراً للوحشية الاستعمارية لفلسطين وربما للعالم العربي برمته بسبب توافقه مع السياسة الصهيونية التوسعية على حساب الآخرين.
لم يُصَرِّح “هذا” الرئيس” بدعمه الثابت للاحتلال الصهيوني فحسب، بل وزاد على ذلك دعمه للصهيونية والاحتلال الصهيوني لفلسطين وتباهي بعدائه لشعب فلسطين الجريح. ولذا، نَعتبر أن “قسمه الرئاسي” الذي قرأنا عنه في الصحافات العربية وغير العربية، يشمل معاداته لفلسطين وشعب فلسطين في كل المجالات، وتأييداً للصهيونية والعدوان الصهيوني، في وقت توسِّع الصهيونية وأربابها خلاله حرب الإبادة الشاملة على الشعب الفلسطيني الأعزل والمُعَذَّب إستعمارياً في قطاع غزة والضفة الغربية.
ماقبل “وعد بلفور” الإنجليزي الذي أقرَّتهُ بريطانيا غير العظمى، وبموجبه أهدت لندن “ما لا تملك لمَن لا يستحق” والقصد هنا أهداء فلسطين لِسُرَّاقِ الليل، للصوص القرن آنذاك والقرون التي تلته، مِمَّن يستمرون بتلقي المساندة من أنظمة الغرب الجماعي وزعيمته أمريكا “عَمّو سام” و “أولادها البررة”!
إن الأنكى من كل ما تقدَّم، هو أن الرئيس الأرجنتيني المُنتَخَب خافيير ميلي، شارك في طقوس يهودية في العاصمة بوينس آيرس، حيث أقسم على تقديم الدعم لليهود المتصهينين و “إسرائيل”، برغم المعارضة العالمية الشاملة للكيان الصهيوني، وقد رافق ميلي الذي كان يرتدي “الكيباه” اليهودية على رأسه أثناء طقوس “هافدالا”، شقيقته كارينا، وأعرب أيضاً عن دعمه “الثابت” لِمَا سَمَّاه “حق إسرائيل في الدفاع عن النفس!”، مُنَدِّدَاً بـ”إرهاب حركة حماس”، ودعا إلى عودة الرهائن، كما أعلن عن “خطته” لنقل سفارة الأرجنتين من هرتسليا إلى مدينة القدس، وممسِكاً بيده، تمنى الحاخام ديفيد بينتو شيلتا “التوفيق!” لميلي في منصبه الجديد.. وكل ذلك إنَّمَا يتعارض تماماً مع مقررات منظمة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية التي تسعى لحل عادل للقضية الفلسطينية ولإحقاق حقوق شعب فلسطين العربي.
يوم الاثنين الماضي، فاز مرشح حزب “تنمية الحرية” خافيير ميلي، بانتخابات الرئاسة في الأرجنتين بحصوله على تأييد غير شامل هو 55.69 بالمئة من الناخبين، إثر فرز 94 بالمئة من صناديق الاقتراع.
وللأسف الشديد، سيتولى ميلي رئاسة الأرجنتين في العاشر من ديسمبر/ (كانون الأول) المُقبل لهذا العام 2023م، خلفاً للرئيس الحالي ألبرتو فرنانديز، ليستمر في حُكم البلاد حتى عام 2027م، وهو ما يَعني أنه سيواصل إطلاق تصريحاته العدائية لفلسطين وشعبها، وللعرب ودولهم، ولكل مَن يُطَالِب بالحرية لشعبه وشعوب العالم، فما صَرَّح به هذا الر ئيس الجديد إنِمَّا هو طعنة عميقة في خاصرة الإنسانية التي لن تنسى ذلك إلى الأبد، وسوف يُسجِّل التاريخ تلكم التصريحات العدائية واللاموضوعية لهذا الرئيس في جهنم فقط (فتصريحاته الصهيونية هي كما يبدو، مجرد إعلانات مدفوعة الأجر مسبقاً!)، ولهذا ستغدو حتماً لطمة على جبين الانسانية الحُرَّة جَمعاء، وستتحوّل حتماً لوصمة عارٍ على أصحابها، لتنطبع على القرون المتلاحقة بالسَّوَادِ، ولطمة على وجه التاريخ ستنعكس على الكيان الصهيوني الفاشي والنازي – الهتلري بموت مُحّقَّق، وسَبّة في وجه الإنسانية في شهقتها الأخيرة أمام وحشية الاستعماريين الصهاينة وأزلامهم في الغرب الجماعي وقادته وأشياعهم، مِمَّن “يتميزون!” بفتكهم المتوحش بالبشر والشجر وحتى بالحجر وبكل شيء حي وغير حي، و دنَاواتِهم التي تعفّ عنها الضواري.
وليس ختاماً، نناشد إخوتنا العرب والشعوب العربية والإسلامية للتحرك وقطع علاقاتها مع الأرجنتين، رداً على هذه التصريحات الرئاسية المعادية والمناهضة بصلافة ما بعدها صلافة للأُمتين العربية والإسلامية وللبشرية الشريفة. ولذا، تبرز ضرورة وقوف العالم المتحرر والعادل صفاً واحداً لإجهاض تلك المؤامرات الدولية التي يتم هذه الأيام والشهور حبكها بشيطانية مفرطة في كمائن أشياع الإبالسة ضد الإنسانية وشعب فلسطين ومجموع الشعوب المظلومة التي يهدف الاستعمار المشترك الصهيوإمبريالي إلى شطبها من التاريخ، فهذه الشعوب أضحت، وللأسف الشديد، تُعَاني بشدة من الاستهدافات القتَّالة لها على يد قادة النيوإمبرياليات والرجعيات الدولية المتحالفة مع الصهيونية – النازية – الهتلرية، والمناهِضَة والمعادية لحلفائنا وأصدقائنا الدوليين المُخلصين لنا، وفي طليعتهم الفيديرالية الروسية بقيادة الرئيس العظيم والقدير والحليف والرصين فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين، وفخامة الرفيق النابه والمِثال الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية الحليفة، والرفيق الشهم والجليل كيم جونغ وون رئيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية الزوتشيه، التي سبق وأرسلت قواتها العسكرية للدفاع عن الجمهورية العربية السورية وجمهورية مصر العربية في أوقات سابقة، ورد وردع العدوان الصهيوني عن هاتين الدولتين. يتبع..
………………………………………………
ـ مراجع: مَعنى “جي هنوم”.. راجع: “ويكيبيديا- الموسوعة الحرة”، على الإنترنت:
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%88%D8%A7%D8%AF%D9%8A_%D9%87%D9%86%D9%88%D9%85
ـ وادي هنوم أو وادي أبناء هنوم أو جيهينا (باليونانية: γέεννα)‏، (بالعبرية: גהנום أو גהנם)، (باليديشية: Gehinnam) هو مكان كان يقع بالقرب من مدينة أورشليم في الكتاب المقدس وكانت تقدم فيه ذبائح بشرية من الأطفال دون 3 سنوات من قبل الكنعانيين للآلهة الكنعانية مثل بعل ومولوخ وقد شبه هذا المكان بجهنم الموجودة في المعتقدات اليهودية والمسيحية والإسلامية لأن الكنعانيين كانوا يقدمون أطفالهم كقربان للآلهة على طبق من النار الملتهبة وقد وصفه الله في التوراة بأنها أبشع الخطايا أو الجرائم التي كان يقترفها الكنعانيين والتي بسببها حكم الله على الشعوب السبعة التي كانت متواجدة في أرض كنعان بالفناء. وبعد مجئ بني إسرائيل إلى أرضهم الموعودة مارس بعض منهم هذه الطقوس ومنهم الملك منسى ملك يهوذا وبسبب هذا حكم الله على شعب يهوذا بالسبي إلى بابل حسب ما ذكرت التوراة.[1] أصل الكلمة:
ـ ذكر اسم جهنم لأول مرة في وصف قبائل يهودا وبنيامين وهو اسم وادٍ عميق في الحد الغربي من مدينة القدس القديمة.
ـ وجدير بالذكر أن جي هنوم، بمعناها المألوف بأيامنا لم تظهر في التوراة بتاتاً، إنما ظهرت لاحقا، وكان اليهود سكان القدس بأيام الملكية في إسرائيل يتخذون من هذا الوادي منابرا لعبادة وثنية، وهي عبادة الإله الكنعاني مالوخ، وكانوا يضحون بأولادهم حديثي العهد ويحرقونهم بالنار، حتى أن بعض ملوك اليهود مارسوا هذه العادة، مما أغضب الأنبياء والملوك الآخرين فأطلقوا الاسم على المكان الذي سينتهي به هؤلاء الأشرار.
ـ أما مصدر الكلمة هانوم فهو غريب عن العبرية والعربية، وجهنم גיהנום بالتوراة وردت في بسفر يشوع بصيغتي (جي-هنم) و(جي – بن هنم). كما وردت بالتوراة صيغة: (جيأ هنم). ولفظ (جي) بالعبرية يعني الوادي (الجواء)، و لفظ (هنوم) رجلاً نُسِبَ إليه الوادي، كما بصيغ: (جي بن هنم) ، (جيأ بن هنم). (جي بني هنم).
ــ يتطابق العهد القديم والعهد الجديد للكتاب المقدس في وصف جهنم بما يلي:
جنهم كلمة عبرية لاسم وادي هنوم أو(جي هنوم) يقع شرقي اورشليم وخارج اسوار المدينة القديمة، وكان يطلق عليه قديما اسم وادي الموت حيث كان اليهود يلقون فيه النفايات وجثث الموتى من المجرمين وكذلك محرقة للاطفال الذين يقدمون كقرابين للاله مولوخ في أيام ملوك إسرائيل القدماء.
ـ كانت “جي هنوم” أو(جهنم) بالعربية ذات رائحة نتنة، إذ يتصاعد منها ضباب ودخان الحرائق باستمرار، وهي موضع للنجاسة والقاذورات والجثث ونارها لهيب لاتنطفئ.
تم استخدام مفردة أهل الكتاب كلفظة جهنّم لتبيان عذاب ما بعد الموت، وذلك عندما أراد السيد المسيح أن يصف قوة النار قال، إنها نار مثل تلك النار الرهيبة التي ترونها في وادي هنوم «جهنم»، فذِكر جهنم كان لتقريب الصورة لأفراد رأوا الحدث؛ ورأوا قوة النار؛ وثم ذُكرت في القرآن الكريم كما هي جهنم، وهي أسم مُركَّب كما في كلمة جبريل.

ـ تعريف مُختصر بكاتب هذه المقالة: مواطن ثنائي الجنسية الروسية والأردنية، ومؤيد منذ شبابه ودراسته المدرسية في الأُردن ودراساته الجامعية في الاتحاد السوفييتي لنهج الرئيس فلاديمير بوتين؛ وحامل أوسمة وميداليات وشهادات تقدير وتكريم ومواطَنة فخرية مِن عددٍ من الدول الحليفة والصديقة، من ضمنها الفيدرالية الروسية، وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وجمهورية الصين الشعبية، ورئيس “رابطة القلميين العرب حُلفاء روسيا”، ورئيس “المجلس العربي للتضامن مع الشعب الكوري ومُنَاصَرة توحيد شطري كوريا”، ومؤسس ورئيس “الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين” في العاصمة الأردنية عَمَّان.

زر الذهاب إلى الأعلى