المعلومات حول تحسين تدابير الوقاية والسيطرة على فيروس كوفيد-19 في الصين

اجنادين نيوز / ANN

في السنوات الثلاث الماضية، فرض كوفيد-19 تداعيات خطيرة وتحديات كبيرة على جميع بلدان العالم بما فيها الصين. في عام 2020، مواجهة لحالة الطوارئ الصحية العامة الناجمة عن كوفيد-19، اتخذ الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية قرارا حاسما بتصنيف كوفيد-19 من مرض معد من الفئة “ب” وفقا لـ”قانون جمهورية الصين الشعبية بشأن الوقاية من الأمراض المعدية وعلاجها”، والتعامل معها بتدابير الوقاية والسيطرة على الأمراض المعدية من الفئة “أ”. إن الإدارة الصارمة المتمثلة في إدارة الجائحة كمرض معد من الفئة “ب” وبتدابير الوقاية والسيطرة من الفئة “أ” مكّنت الصين من تجاوز الأوقات الصعبة من تفشي الفيروس، والصمود أمام الموجات الوبائية العديدة في العالم، وكسبت وقتا ثمينا لتطوير وصناعة اللقاحات والأدوية وحشد الموارد الطبية، مما ساهم في تقليل عدد الحالات الحرجة وعدد الوفيات، وحماية حياة الشعب وصحته بشكل فعال.
والآن، في ضوء التغير الواضح للوضع الوبائي في العالم، والانخفاض الملحوظ في الإمراضية والفوعة للمتحور أوميكرون، والارتفاع المطّرد لقدرة الصين على العلاج الطبي واكتشاف مسببات الأمراض والتلقيح، يأخذ الجانب الصيني زمام المبادرة لتحسين تدابير الوقاية والسيطرة على الجائحة، حيث اعتمد “التدابير الـ20 المحسّنة” و”التدابير الـ10 الجديدة” على التوالي بشكل منتظم، ووضع خطة لخفض مستوى تعامله مع كوفيد-19 من مرض معد من الفئة “أ” إلى مرض معد من الفئة “ب”، وتحوّل ثقل العمل من “الوقاية من العدوى” إلى “حماية الصحة والتقليل من الحالات الحرجة”، وتستهدف هذه الإجراءات إلى حسن استجابة الوضع الجديد للوقاية والسيطرة على كوفيد-19 وفقا للخصائص الجديدة للمتحور الجديد، وحسن التنسيق بين الوقاية والسيطرة على الجائحة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وحماية حياة الشعب وصحته إلى حد أقصى، وضمان الإنتاج والحياة الطبيعية، ويعدّ أمرا علميا وضروريا وفي الوقت المناسب.
أولا، التدابير الجديدة حول تعديل سياسة الاستجابة للجائحة في الصين
على الصعيد المحلي، يتمثل التعديل الأول في تغيير طريقة تحديد مصادر العدوى. في فترة إدارة الجائحة كمرض معد من الفئة “ب” وبالتدابير من الفئة “أ”، كنا نحدد مصادر العدوى عن طريق إجراء اختبار الحمض النووي للمواطنين في المهن عالية الخطورة وإجراء اختبار الحمض النووي الشامل في المناطق عالية الخطورة. وبعد تعديل السياسة، نحدد العدوى بصورة رئيسية عن طريق المؤسسات الطبية والمراقبة الصحية الذاتية وإجراء الاختبار للفئات الخاصة. يتمثل التعديل الثاني في تغيير أسلوب إدارة مصادر العدوى. في فترة إدارة الجائحة كمرض معد من الفئة “ب” وبالتدابير من الفئة “أ”، كنا نضع الحالات المؤكدة والحالات المشتبه فيه في حالة الحجر الصحي للعلاج، ونجري التقصي الوبائي للمخالطين عن قرب للحالات المصابة وتضعها في حالة الحجر الصحي للمراقبة. وبعد تعديل السياسة، ممكن لحاملي الفيروس بدون أعراض والحالات الخفيفة أن تتلقّى الإدارة الصحية المنزلية. يتمثل التعديل الثالث في تحسين تدابير الوقاية والسيطرة على مستوى المجتمع. بعد تعديل السياسة، تركّز تدابير الوقاية والسيطرة على مستوى المجتمع على الأماكن الخاصة والمؤسسات الخاصة والفئات الخاصة، وتم إلغاء أو تخفيف القيود على الأماكن والمؤسسات الأخرى وحركة المواطنين، لتقليل التأثير على الإنتاج والحياة الطبيعية إلى حد أقصى. لم يعد يتطلب إبراز النتيجة السلبية لاختبار الحمض النووي ورمز الصحة عند دخول الأماكن العامة باستثناء بعض المؤسسات الخاصة مثل دور رعاية المسنين والمؤسسات الخيرية والأجهزة الطبية وأجهزة حضانة الأطفال والمدارس الابتدائية والإعدادية. كما تم إلغاء الاختبار عند الوصول والتقصي الوبائي العابر للمناطق للقادمين من المناطق الخطرة، ونتوقف عن تحديد المناطق العالية الخطورة والمنخفضة الخطورة.
على الصعيد الخارجي، حسب الإشعار الصادر مؤخرا بشأن التدابير المؤقتة المتعلق بالسفر عبر الحدود التي تدخل حيز التنفيذ في 8 يناير 2023م:
يتمثل التعديل الأول في تغيير سياسة الحجر الصحي. يحتاج المسافرون إلى الصين إلى إظهار النتيجة السلبية لاختبار الحمض النووي الذي تم إجراؤه في غضون 48 ساعة قبل السفر، ولم يعودوا بحاجة إلى طلب الرمز الصحي من البعثات الدبلوماسية الصينية في الخارج. وأولئك الذين ليس لديهم مشاكل للإبلاغ عنها في البيان الصحي وللفحص الجمركي، لن يخضعوا لنقل الحلقة المغلقة والحجر الصحي الجماعي. ولا نقوم بالتطهير الوقائي للبضائع المستوردة، كما لا نقوم بالفحص العشوائي للأطعمة المستوردة من خلال نقل سلسلة التبريد.
يتمثل التعديل الثاني في تسهيل السافر الدولي. سنواصل تحسين الإجراءات لتسهيل الضيوف الأجانب في طلب التأشيرة لأغراض العمل والإنتاج والتجارة والتعلم وزيارة الأقارب ولم شمل الأسرة وغيرها. وستستأنف السياحة الخارجية للمواطنين الصينيين بشكل منتظم. ويتم إلغاء القيود المفروضة على عدد الرحلات الدولية ونقوم بزيادة عدد الرحلات الدولية بشكل تدريجي وتحسين المسارات الجوية.
يتمثل التعديل الثالث في اتخاذ اتدابير لضمان نقل البضائع في المعابر الحدودية. سيستأنف تدريجيا دخول وخروج الركاب عبر المعابر البرية والمائية على أساس التقييم الشامل. ونقوم بتجربة للسفن السياحية الدولية قبل رفع القيود عليها تدريجيا، سنوفر تسهيلات أكبر لتناوب طواقم السفن الصينيين والأجانب في الصين.
ستواصل الصين العمل على جعل سياسة الوقاية والسيطرة على كوفيد-19 أكثر دقة واستنادا إلى العلم وفقا للوضع الجديد لكوفيد-19، لتسهيل السفر الآمن والمنتظم عبر الحدود للمواطنين الصينيين والأجانب بشكل أفضل.
ثانيا، فعالية وآفاق تعديل الصين لسياسة الاستجابة لكوفيد-19
(1) توفر التجربة الصينية لمكافحة الجائحة في السنوات الثلاث الماضية ضمانا وظروفا ملائمة لتحسين تدابير الاستجابة لكوفيد-19. تضع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونواتها الرفيق شي جينبينغ الشعب وحياته فوق كل شيء، وتقود كل الحزب والشعب من مختلف القوميات لبذل جهود متضافرة لخوض معركة شعبية شاملة لمكافحة الجائحة، بما يساهم في حماية صحة وسلامة مئات الملايين من أبناء الشعب إلى أقصى حد، وتخفيض تداعيات الجائحة على التنمية الاجتماعية والاقتصادية إلى أدنى المستوى.
تلتزم الصين دائما بتحقيق التقدم مع الحفاظ على الاستقرار، وتعمل على تعديل وتحسين سياسة الاستجابة لكوفيد-19 في ضوء الحقائق المتغيرة. وقامت الصين بإعداد تسعة برتكولات للتشخيص والعلاج الوقاية والسيطرة على الجائحة، واعتمد “التدابير الـ20 المحسّنة” و”التدابير الـ10 الجديدة” على التوالي بشكل منتظم استجابة للتحول الملحوظ للوضع الوبائي، حيث تتمسك بزمام المبادرة الاستراتيجية لمكافحة الجائحة بقوة.
ظلت الصين تضع حياة الشعب وصحته في المقام الأول، وتقوم بالتوفيق بين استجابة كوفيد-19 والعلاج اليومي، حيث تكرّس جهودها لعلاج الحالات الخطرة والحرجة، وتقدّم الخدمات الطبية المناسبة للفئات الخاصة. وبفضل هذه التدابير، ظلت حالة تفشي الجائحة وعدد الوفيات في الصين عند أدنى مستوى في العالم.
تلتزم الصين باتباع نهج علمي لمكافحة الجائحة، وتبذل جهودا حثيثة لتعزيز البحث العلمي في مجال اللقاح والاختبار السريع والأدوية، وتطلق أكبر حملة التلقيح في العالم، وتتمسك باستخدام الطب الصيني التقليدي والطب الغربي في آن واحد.
ظلت الصين تلتزم بتعزيز قدرتها على الوقاية من الجائحة والسيطرة عليها وإصلاح وتحسين منظومة الوقاية والسيطرة، وتعمل على حشد الموارد اللازمة لعلاج الحالات الحرجة وتعزيز الإمدادات بالأدوية الرئيسية، وتركّز اهتمامها بتقوية نقاط الضعف وبناء شبكة الحماية الطويلة الأجل.
أثبتت الممارسة تماما أن سياسة الاستجابة لكوفيد-19 في الصين تقوم على العلم والفعالية وتتّفق مع واقع الصين، وحصل على الرضي من الشعب، ويصمد أمام اختبار التاريخ.
(2) تمتلك الصين جاهزية تامة لتعديل سياسة الاستجابة لكوفيد-19. يتخذ الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية مجموعة من الإجراءات لحماية حياة الشعب وصحته. إن خفض مستوى التعامل مع كوفيد-19 من مرض معد من الفئة “أ” إلى مرض معد من الفئة “ب” ليس سوى التغيير في مستوى الإدارة، لا يعني “عدم التدخل” أو “الفتح الكامل”، ناهيك عن “الاستلقاء”.
أولا، ظهرت تغيرات إيجابية لفوعة الفيروس وحالة التلقيح في الصين. أصبح المتحور أوميكرون سلالة الفيروس السائدة عالميا. وعلى الرغم من العدد الكبير من الإصابات، يظل معدل الحالات الحرجة ونسبة الوفيات عند مستوى منخفض. وقامت الصين بتلقيح أكثر من 3.4 مليار جرعة من اللقاحات على الصعيد الوطني، وتجاوزت نسبة التلقيح ونسبة التلقيح الكامل 92٪ و 90٪، وترتفع قدرة المواطنين على الرعاية الصحية والحماية الشخصية بشكل ملحوظ.
ثانيا، بذلنا قصارى جهدنا لرفع قدرة النظام الطبي بأكمله على الوقاية والعلاج، وننسق بين العلاج الطبي وتوفير الخدمات الطبية اليومية. قمنا بتحسين نظام التشخيص والعلاج الهرمي، وتعزيز قدرة المؤسسات الطبية على المستوى القاعدي، وأنشئنا عيادات إضافية لعلاج الحمى، وعززنا الموارد الطبية المخصصة للحالات الحرجة في جميع أنحاء البلاد. وقمنا ببناء شبكة الخدمات الصحية الهرمية للمسنين الذين يعانون من الأمراض الأساسية، وبذلنا جهودا لتعزيز القدرة على الرد على مكالمات خط الطوارئ ورفع معدل نقل سيارات الإسعاف وإكمال التلقيح لكبار السن.
ثالثا، قمنا بزيادة توفير المستلزمات الطبية لمكافحة الجائحة من خلال قنوات متعددة. قمنا بزيادة إنتاج الأدوية وتوصيلها وإمدادها، والحفاظ على ما يكفي من نقاط اختبار الحمض النووي في الأحياء السكانية، وضمان توفير كمية كافية من أدوات الاختبار المستضد للفيروس في الصيدليات وعلى الانترنت، بما يمكِّن المواطنين من شراء المستلزمات الطبية في الصيدليات وعلى الانترنت.
(3) تحدو الصين ثقة تامة بإنجاح تعديل سياسة الاستجابة لكوفيد-19. تمر جميع الدول بفترة من التكيف عند تعديل سياستها بشأن كوفيد-19، والصين ليست استثناء.
وفي الوقت الحالي، يتطور الوضع العام لكوفيد-19 في الصين ضمن التوقعات وتحت السيطرة. كانت بكين أول مدينة صينية نجحت في تجاوز ذروة تفشي الجائحة، تعود أعمال الإنتاج والحياة إلى طبيعتها على نحو تدريجي. وتعمل الأجهزة المعنية في الصين على تقييم احتمال استقبال مختلف المقاطعات والمدن الصينية ذروة تفشي الجائحة بشكل علمي، وتوجّه الحكومات المحلية على توسيع الموارد الطبية وتوفير الخدمات الطبية. إن الصين على ثقة تامة بقدرتها على التوفيق بين حماية الصحة والتقليل من الحالات الحرجة وتسريع وتيرة انتعاش الحركة الاقتصادية والاجتماعية، بغية تحقيق الانتصار الشامل لمكافحة كوفيد-19 في نهاية المطاف.
ثالثا، يمثل التضامن والتعاون أقوى سلاح للمجتمع الدولي للتغلب على الجائحة
لما كانت الصين في أصعب أوقاتها لمكافحة الجائحة، قدّم المجتمع الدولي للصين والشعب الصيني دعما ومساعدة ثمينة، كما قدّمت الصين ما في وسعها من الدعم للمجتمع الدولي لمكافحة الجائحة في إطار روح الإنسانية وتعددية الأطراف. بادرت الصين إلى تقديم المساعدة الإنسانية إلى المجتمع الدولي بشكل عام والدول والمناطق الأكثر ضعفا بشكل خاص، كما تقاسمت ببرتوكول التشخيص والعلاج والوقاية والسيطرة على الجائحة مع أكثر من 180 دولة ومنظمة دولية، وبعثت 38 فريق طبي إلى 34 دولة، وقدّمت أكثر من 2.2 مليار جرعة من اللقاحات إلى أكثر من 120 دولة ومنظمة دولية، وأجرت التعاون الدولي الفعال لمكافحة الجائحة، بما يساهم في مكافحة الجائحة عالميا، ويعزز الأمل واالثقة لدول العالم في التغلب على الجائحة.
وفي الوقت نفسه، ظلت الصين تفيد المجتمع الدولي بما فيه منظمة الصحة العالمية بالبيانات والمعلومات عن الجائحة انطلاقا من مبدأ الانفتاح والشفافية. وبعد تعديل سياسة الاستجابة لكوفيد-19، قامت الأجهزة المعنية في الصين بتقاسم البيانات الوراثية الفيروسية للإصابات الجديدة من خلال قاعدة البيانات العالمية المشتركة للأنفلونزا. تأمل الصين من جميع الأطراف التمسك بالمنهج العلمي، والعمل يدا بيد على ضمان تبادل الأفراد بين مختلف الدول بشكل آمن، والحفاظ على استقرار سلاسل الصناعة والامداد العالمية، بما يساهم في تعزيز التضامن العالمي لمكافحة الجائحة ودفع انتعاش الاقتصاد العالمي.
تقع على عاتق الأحزاب السياسية مهمة هامة لزيادة رفاهية الشعب ودفع التنمية الوطنية والحفاظ على السلام والاستقرار العالميين. وفي إبريل عام 2020، أصدرنا دعوة مشتركة بشأن تعزيز التعاون الدولي لمكافحة كوفيد-19. وفي الوقت الحالي، لم تنته الجائحة العالمية بعد، فيحرص الحزب الشيوعي الصيني على تعزيز التبادل والتواصل مع كل أحزاب العالم بما فيها حزبكم الموقر حول كيفية دفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية بسياسة الاستجابة العلمية للجائحة ورفض تسييس قضايا الصحة العامة وتشكيل بيئة الرأي العام الموضوعية والإيجابية والودية في المجتمع الدولي حول مكافحة الجائحة، ودفع بناء مجتمع الصحة المشتركة للبشرية عن طريق تعزيز التعلم المتبادل والاسافادة المتبادلة وتفعيل التعاون الدولي، بما يقدّم إسهامات إيجابية لتعزيز السلام والتنمية في العالم ودفع بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى