العلاقات التاريخية بين جزر القمر والصين وآفاق المستقبل

أجنادين نيوز / ANN

محمد سيد مفوهاي.
عضو مجلس إدارة الرابطة العربية الصينية للحوار والتواصل

شهدت جمهورية القمر المتحدة يوم 6 يوليو 2025 احتفالًا مهيبًا بمناسبة مرور خمسين عامًا على استقلالها عن فرنسا (1975-2025)، حيث كانت الصين أول دولة تعترف باستقلال جزر القمر وتقيم معها علاقات دبلوماسية وثيقة شملت التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي. وقد مثل هذا الاحتفال فرصة لتأكيد عمق الروابط بين البلدين واستشراف آفاق تعاون أوسع في المستقبل.

الصين وجزر القمر: شراكة استراتيجية راسخة.
منذ الاعتراف الصيني باستقلال جزر القمر عام 1975، شهدت العلاقات الثنائية تطورًا متواصلًا في إطار مبادرة “الحزام والطريق”، حيث قدمت الصين دعما تنمويا في البنية التحتية والرعاية الصحية والتعليم. كما أن التعاون العسكري بين البلدين ظل بارزًا، حيث شارك فرع من الجيش الصيني في الاحتفال، مما يؤكد تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي.

في المستقبل، يمكن تعزيز هذه العلاقات عبر:
1. التعاون الاقتصادي زيادة الاستثمارات الصينية في قطاعات السياحة والطاقة المتجددة (كالطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر)، خاصة أن جزر القمر تمتلك موارد طبيعية وافرة.
2. التعليم والثقافة. توسيع برامج المنح الدراسية وتبادل الخبرات في مجالات الزراعة والصيد البحري.
3. الأمن المشترك: تعزيز التدريبات العسكرية المشتركة لمكافحة القرصنة وتأمين الممرات البحرية في المحيط الهندي.

دلالات حضور القادة الأفارقة والقوات العسكرية.
حضر الاحتفال رئيسا تنزانيا (سامية سولوهو) وموريشيوس (بريثفيراجسينغ روبون)، بالإضافة إلى رئيس إثيوبيا، مما يعكس المكانة الإقليمية لجزر القمر في المحيط الهندي والقارة الأفريقية. كما مثلت المشاركة العسكرية من تنزانيا والمغرب إشارة إلى:
التضامن الأفريقي. خاصة في ظل الرئاسة التنزانية لمجموعة الساحل الأفريقي (SADC) ودور المغرب كجسر بين أفريقيا والعالم العربي.
– الأمن الإقليمي: حيث تساهم هذه الدول في مكافحة التهديدات المشتركة مثل الإرهاب والهجرة غير النظامية.

زر الذهاب إلى الأعلى