أمريكا ترامب والاعتداء على سيادة ووحدة أراضى الصين

اجنادين نيوز / ANN
بقلم الدكتورة كريمة الحفناوي عضو الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين اصدقاء وحلفاء الصين، رئيس فرع جمهورية مصر العربية
لقد تناولت فى كتاباتى من قبل الحديث عن تطور العلاقات الصينية المصرية، وأيضا تأثير ذلك على تطور العلاقات الصينينة مع دول إفريقيا والدول العربية، مع زيادة حجم الاستثمارات الصينية والمشروعات المشتركة فى هذه البلدان، مع زيادة حجم التبادل التجارى فى السنوات الأخيرة بينهما، وذلك بجانب مشاركة معظم بلدان العالم فى مبادرة الحزام والطريق والتى تربط شرق أسيا ببلدان العالم فى غرب أسيا وأوروبا وإفريقيا.
كما تناولت الحديث عن مواقف جمهورية الصين الشعبية المساندة والداعمة لحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وفقا للشرعية الدولية، ووقوفها فى المحافل الدولية ضد مايرتكبه الكيان الصهيونى من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطينى.
وهاهى الصين ترفض ماقامت به “إسرائيل” بالاعتراف بصوماليلاند “أرض الصومال” كدولة منفصلة عن دولة الصومال العربية بما يهدد وحدة أراضى دولة الصومال وشعبها بالإضافة إلى محاولة السيطرة على مضيق باب المندب والبحر الأحمر كممر ملاحى وتجارى، وبالتالى تهديد ممر قناة السويس المصرية.
مع صعود الصين كقطب عالمى استراتيجى وعسكرى واقتصادى مع بدايات القرن الواحد والعشرين، مما يهدد مصالح القطب الواحد الأمريكى الإمبريالى المهيمن والمسيطر على دول العالم لنهب ثرواتها، والداعم للكيان الصهيونى العنصرى الاستيطانى المحتل لفلسطين العربية، والذى يمضى قدما بشراكة وحماية الولايات الأمريكية ورئيسها ترامب بإقامة دولة “إسرائيل الكبرى” وتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير، بدأ الرئيس دونالد ترامب منذ توليه فترة رئاسة ثانية مع بداية عام 2025، بتصعيد الخلافات مع الصين وتهديدها وتهديد التجارة العالمية بفرض رسوم جمركية باهظة على المنتجات الواردة من الصين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مما كان سببا فى تهديد التبادل التجارى على مستوى دول العالم.
لم يكتف ترامب بتهديد التجارة العالمية بل وأشعل الصراعات فى العديد من دول العالم رغم زعمه بأنه جاء للسلام، وفى الأيام الأخيرة من عام 2025، أشعل ترامب مرة أخرى الصراع ضد الصين فى منطقة بحر الصين الجنوبى وذلك بالإعلان عن بيع أسلحة متطورة بقيمة حوالى 11 مليار دولار لمنطقة تايوان الصينية، وهذا يشكل مخالفة خطيرة لمبدأ الصين الواحدة، ويشجع تايوان على الانفصال عن دولة الصين، ويعرقل عملية التوحيد السلمى للصين.
إن التوترات بين أمريكا والصين بدأت منذ فترة كبيرة حيث هدد بايدن الصين فى يناير 2022 فى منطقة البحر الجنوبى والمحيط الهندى وتايوان.
ويجدر الإشارة إلى أنه فى صباح يوم الخميس الحادى عشر من شهر أغسطس 2022، عقدت سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى القاهرة، مؤتمرا صحفيا حول مسألة تايوان، بحضور السيد لياو ليشيانج سفير دولة الصين لدى القاهرة، والسادة أعضاء السفارة، وعدد من السادة والسيدات أصدقاء الصين من الأحزاب والسفراء المصريين السابقين، وممثلين عن جمعية الصداقة المصرية الصينية، وبيت الحكمة، والأكاديميين والإعلاميين.
وفى هذا المؤتمر استهل السيد السفير كلمته بالترحيب بالحضور، والإشادة والتقدير للشعب المصرى والرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى على وقوفهم فى أزمة “تايوان” بجانب دولة الصين وتأكيدهم على حق الصين فى مبدأ “صين واحدة” من أجل السلام والاستقرار فى منطقة بحر الصين الجنوبى والمحيطين الهادى والهندى، وأكد السفير لياو ليشيانج على “الحلم الصينى حلم يتقاسمه الشعب الصينى على ضفتى مضيق تايوان”.
وأشار السيد السفير إلى صدور “الكتاب الأبيض بشأن مسألة تايوان وإعادة التوحيد فى العصر الجديد”، وذلك فى يوم الأربعاء 10 أغسطس 2022 من مكتب شئون تايوان التابع لمجلس ومكتب الإعلام بمجلس الدولة بجمهورية الصين الشعبية.
ومن أهم ماجاء فى فقرات الكتاب “إن تايوان تنتمى إلى الصين منذ العصور القديمة وهذه حقيقة يدعمها التاريخ والقانون”، وفى فقرة أخرى “إن القرار رقم (2758) الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، هو وثيقة سياسية تلخص مبدأ الصين الواحدة ،وقد تم الاعتراف بها فى جميع أنحاء العالم.
كما ذكر الكتاب أنه “لتحقيق إعادة التوحيد السلمى يجب أن نعترف بأن البر الرئيسى وتايوان يتباينان من حيث النظام الاجتماعى والأيدولوجية، ويعد مبدأ دولة واحدة ونظامان هو الحل الأمثل والأكثر شمولاً لهذه المشكلة، وأن الاختلافات فى النظام الاجتماعى ليست عقبة أمام إعادة التوحيد ولا مبررا للانفصالية”.
ان الشعب المصرى يقف مساندا وداعما لدولة الصين الصديقة ضد الاعتداء الأمريكى على سيادتها ووحدة أراضيها وضد التدخل المستمر فى شئونها ومهاجمتها.



