أوكرانيا وفلسطين.. وسياسة الكيل بمكيالين الغربية

اجنادين نيوز / ANN

CGTN

 

لماذا العمليات العسكرية الروسية ضد أوكرانيا تنتهك القانون الدولي بينما الضربات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية وممارسة الفصل العنصري في القدس لا تنتهك القانون الدولي؟ لماذا فرضت أميركا وأوروبا عقوبات شاملة على روسيا، حتى القطط والكلاب الروسية لم تنجو منها، بينما أميركا وأوروبا لم تعاقب يوما إسرائيل؟ هل في نظر الغربيين أن الدم الفلسطيني من الدرجة الثانية، والإنسانية تُصنّف وفقا للعرق واللون؟”

 

منذ بدء الصراع الروسي الأوكراني، اتجهت أنظار كل العالم نحو أوكرانيا، واندفع الغرب لتقديم المساعدة الإنسانية وصواريخ ستينغر والتعامل مع مشكلة اللاجئين. في الوقت نفسه، رفعت الولايات المتحدة وأوروبا عصا العقوبات ضد روسيا، واستمرت التغطية الإخبارية الغربية للأزمة الأوكرانية على مدار الساعة من دون انقطاع.

ولكن عندما تعرضت فلسطين لاعتداءات الاحتلال، لم تتخذ الدول الغربية نفس المواقف. كشفت الأزمة الأوكرانية مرة أخرى عن النفاق الغربي والمعايير المزدوجة التي يطبقها الغرب على الشعوب بتحيز وعنصرية.

ما كنا نحاول القيام به على مدار الـ70 عاما الماضية ولم نتمكن حتى من تحقيقه، نفذ في غضون 7 أيام عندما تعلق الأمر بأوكرانيا.

—— رياض المالكي، وزير خارجية فلسطين

أظن أنه لو حصلت فلسطين على نصف الاهتمام والتعاطف والدعم الذي تحظى به أوكرانيا لما استمرت نكبة الشعب الفلسطيني لأكثر من نصف قرن. أما الآن، فالقضية الفلسطينية يتم تهميشها تدريجيا، والأراضي الفلسطينية تشبه “قطعة جبن سويسرية”. لكن لحسن الحظ استمرت المقاومة وهي “الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني”.

من البغيض أن الإعلام الغربي ينسى أو يتناسى القضية الفلسطينية، إلا أنه لم يتردد في سرقة القصص البطولية للمقاومة الفلسطينية من أجل كسب تعاطف العالم مع أوكرانيا، حيث فبرك مقطع فيديو ظهرت فيه “فتاة أوكرانية تواجه جنديا روسيا بشجاعة”، وحصد الفيديو المفبرك 13 مليون مشاهدة على تيك توك. لكن الحقيقة أن الفتاة فلسطينية واسمها عهد التميمي التي تحدت جنديا إسرائيليا في الضفة الغربية عام 2012.

كل إنسان مهما كان عرقه أو جنسيته، متساو وحياته ثمينة. يجب معاملة فلسطين وأوكرانيا بإنسانية على قدم المساواة، بدلا من معاملتها كأداة للهيمنة الأمريكية. على الغرب أن يتوقف عن انتهاج سياسة “الكيل بمكيالين”!

زر الذهاب إلى الأعلى