العلاقات الاستراتيجية بين كوريا الديمقراطية الشعبية والاتحاد الروسي صلبة وصلدة كالصخر

اجنادين نيوز / ANN

يلينا نيدوغينا

ـ كاتبة وإعلامية ثنائية الجنسية الروسية والأردنية، وأنهت دراساتها العليا في جامعتين، الأولى روسية والثانية أردنية، ومتخصصة بالتاريخ والسياحة الأردنية، ورئيسة تحرير صحيفة «ملحق الاستعراض الروسي» في صحيفة «ذا ستار» الأردنية التي كانت سابقاً ناشرة باللغة الانجليزية في الأردن، وحاصلة على أوسمة وميداليات رئاسية وحكومية رفيعة المستوى من رؤساء الدول الحليفة والصديقة، ومنها جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.

في البداية، من الضروري أن أذكر أن جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، قد تطورت بتسارع لافت للانتباه العالمي، بفضل جهود جبارة بذلها القائد العظيم كيم جونغ وون، وهو الذي يعمل نهاراً وليلاً على توفير الحياة المستقرة والرخاء لأبناء الشعب الكوري، وإزالة مشقاتهم، في حينه هي مبدأ النشاطات العقائدية الني يعتبرها حزب العمل الكوري الباني والدولة الكورية أهم شؤونهما، وكذلك الأمر لما يقدمه حزب العمل الكوري بقيادة الرفيق كيم جونغ وون من روح التفانى للشعب، فهو دليل الممارسة الفعَّالة، ومعيار الإنجازات المتمثلة في التصدي الباهر لكل المشقات وتذليلها خدمة للشعب الكوري، ومن اجل تحمل المسؤولية عن أرواح الشعب ومعيشته، ولأجل مساندته رئاسياً بالخدمات غير المشروطة.
أما بعد، فقد كانت زيارة “الرفيق كيم جونغ وون” إلى روسيا في الوقت المناسب قارياً وعالمياً، وتميزت بأنها على درجة عالية وتاريخية الأهمية، وقد قيَّم كثيرون هذه الزيارة على أنها خطوة إستراتيجية مطلوبة ولازمة بكل المقاييس، ليس لكون الجيرة الجغرافية تجمع البلدين الحليفين روسيا وكوريا فحسب، بل والأهم من كل ذلك هو التفاهم السياسي والفكري الشامل الذي يؤاخي بينهماً، ويجذِّر علاقاتهما وتنسيقاتهما، ليس على مستوى قارتي آسيا وأوروبا فقط، وبل وعلى مساحة الدنيا بأسرها أيضاً.
ومِمَّا لا شك فيه قطعاً، أن العلاقات في مختلف الاتجاهات والمجالات بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والاتحاد الروسي إستراتيجية بامتياز، إذ إنها تتطور بهدوء، وتفَوُّق، وتَمَيُّز، وحَذَاقَة، ومَهَارَة يُلاحظها القاصي والداني، ضمنهم القوى الصديقة والحليفة لكوريا وروسيا، وكذلك تلك القوى التي تتربص بكوريا عسكرياً واقتصادياً وسياسياً وفي غيرها من المساحات، آملاً من الأنظمة الغربية في إضعاف كوريا الصامدة كالصخر الصلد منذ عشرات السنين، ابتداءً من القرن السابق المنطوي الذي شهد الحرب الكورية، وإلى اليوم، برغم صِغر مساحة كوريا قياساً بمساحة روسيا والصين والولايات المتحدة الأمريكية وعدد كبير آخر من دول الغرب الشرق، والشمال والجنوب الأرضي، لكن الغرب لم ولن يتمكن من كوريا إطلاقاً، وهو ما أكده وأثبته التاريخ الحديث.
فيما ينظم القائد العظيم والمحترم كيم جونغ وون العمل لاتخاذ الإجراءات البناءة لتوثيق أواصر حسن الجوار والتعاون التقليدي بين كوريا وروسيا، في المرحلة التنفيذية لتوطيد النجاح في زيارته، وتنشيط العلاقات الثنائية في كل الميادين أكثر من ذي قبل، وتطويرها إلى المرحلة العالية الجديدة، أكد على وجوب تعزيز الاتصالات والتعاون الوثيق بين القطاعات المعنية الكورية – الروسية، بغية توسيع، وتطوير، وتجذير/ وتَلألأ، وتوهج التعاون في كل الميادين ومن كل النواحي، بحيث يُساهم مساهمة فعلية في زيادة رفاهية شعبي البلدين.
لقد حققت بيونغيانغ؛ التي صَلَّدتها الكيمئيلسونغية وزوتشية؛ نجاحات تاريخية باهرة في كل الفضاءات، تعجز عن تحقيقها دولٌ كُبرى، وأخرى رأسمالية، وبلدان غنية الأموال والموارد. كان ذلك منذ تأسيس الدولة الكورية العملاقة حقاً التي تطورت بتسارع، بخاصةٍ عندما ترأسها وقادها طيب الذكر الزعيم الكوني والرئيس الراقد كيم إيل سونغ العظيم، مروراً بإنجاز بناء الدولة الكورية الاشتراكية – الزوتشية، وقد لعب كل من الاتحاد السوفييتي وجمهورية الصين الشعبية، أدواراً رئيسية في مد يد المساعدة الشاملة والفاعلة والكبيرة لكوريا، بغية رد وردع العدوان الإمبريالي الذي تتالى وتكالب على الدولة والشعب الكوريين، وهو ماأكد التحالف الدهري الذي لم ولن ينفصم عراه بين البلدين الجارين والحليفين المتفاهمين تماماً كوريا وروسيا، كذلك بين كوريا والصين.


في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية حارب أحد أقربائي الروس، وهو عسكري عالي الرتبة، ناضل ضمن كتائب الجيشين السوفييتي والصيني في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وذلك ليساهم د. الكسندر رومانيننكو، وليدلي بدلوه العقائدي أيضاً، في عملانيات ردع العدوان الدولي على شعب ودولة زوتشيه؛ وهو الذي يحمل عشرات الأوسمة السوفييتية والروسية والصينية التي زَيَّنَت صدره، وأخرى منحته إياها دول غيرها، إذ تملأ النياشين صدره لإجتراحه بطولات عظيمة في الحرب الكونية الثانية، وفي حروب أخرى خاضها، حيث حارب سنوات طويلة، و وصل إلى عاصمة المانيا النازية القديمة، برلين، مقاتلاً النازية والفاشية الهتلرية والموسولينية، وانخراطه في غيرها من الملاحم الدفاعية واحدة منها “الحرب الكورية”، بغية رد ولجم وكبح العدو المتكالب على البشر، ولوقف قتل الناس، وللمحافظة على هِبة الحياة المقدسة، إذ كان القتل والذبح الهتلري والفاشي للبشر بالجُملة ودون ضمير (ضمن نهج الإمبريالية لإبادة العالم عدا ما تُسمِّيه بـِ”المليار الذهبي”)، وهو الأسلوب الذي كررت تطبيقه الإمبريالية العالمية بوقاحة منقطعة النظير في كوريا، حيث وضعت أمام أعينها مهمة القضاء الجسدي بالذات على الجنس الكوري برمته كجنس آدمي، لم ترغب الاستعمارية الأمريكية في تواصله الحياتي، وذلك لأهداف عديدة كثيرة لا مجال لتناولها هنا، لكنهم خسئوا، لتستمر كوريا كيم إيل سونغ، وها هي تستمر بالزعيم والمُعلِّم كيم جونغ وون، تعيش وتبدع وتتألق إلى يومنا هذا، إذ غدت عظيمة وعظيمة حقاً، وصارت قوة يخشاها العدو وأصحاب جهنم، فقد تمكَّن رومانينكو ورفاقه من إبعاد الموت عن الكثيرين من الكوريين، ولقاء بطولته وصموده، تم منحه أوسمة كورية رفيعة المستوى، ومن دول أخرى أيضاً، ضمنها بالطبع روسيا والصين.


من الضروري هنا، أن أذكِّر القراء بتضامن كوريا مع العرب وقضايا العرب المصيرية، وأن أؤكد أيضاً على أن كوريا العظيمة كانت وستبقى تؤازر العرب وقضاياهم المصيرية، ففي واحدة من زياراتي إلى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، بدعوة رسمية، وأنا أعتبرها وطني أيضاً، أنا تحدّثتُ ومعي زوجي مع أحد المسؤولين البارزين فيها، ضمن حديثنا السياسي معهم، لاسيّما عن أممية العسكريين الكوريين، ومُساندتهم العسكرية والقتالية للقضايا العادلة للأُمة العربية والشعوب العربية وغير العربية، إذ أكد الكوريون دفاعهم عن استقلالية ترابنا العربي، وسيادة كياناتنا وناسنا، ولهذا كانوا شغّلوا صواريخهم القاهِرة نحو العدو المشترك، وسالت دماؤهم الزكية على أرضنا العربية في دمشق والقاهرة، لتكون عُماداً للأجيال الكورية والعربية، وتحالفاً أبدياً لا ينفصم عُراه.
وليس ختاماً، أرى في مسارات جديدة تختطها دول حليفة عديدة هي روسيا والصين وكوريا الديمقراطية، ضوءاً سيُنير العالم الجديد الخالي من العسف والفاقة والعدوان والقتل، والبعيد عما يُسمِّيه الغرب “المليار الذهبي”، الذي يريدونه أن يحكم البشرية التي يسعون لاختصارها على عدد مُعيَّن من العبيد الذين يعملون بالسخرة مجاناً لصالح أصحاب الأموال، عودةً إلى العصور الغابرة في سيادة الرجل الأبيض على الرجل الأسود، لتتألق دول الاستعمار من جديد لكن بدماء البشر، بعدما خبى بريقها منذ عشرات السنين، وبعدما أضحت مضحكة للعالم الذي يَرى فيها مجرد أدة شيطانية لقتل الانسان وشعوب بأكملها، خدمةً لرأس المال المالي وحفنة من الأغنياء حُلفاء “جي هنوم” النتنة، التي يتصاعد منها ضباب ودخان الحرائق باستمرار، والتي هي موضع للنجاسة والقاذورات وجثث الأشرار من البشر، ونارها لهيب لايخبو ولاينطفئ.
/انتهى/.

زر الذهاب إلى الأعلى