موضة الغرف الخاصة!

اجنادين نيوز / ANN

بقلم جنان المحمدي

سفيرة السلام والنوايا الحسنة.

المطالبة بأن تكون لكل فتاة أو شاب غرفة خاصة به. هذا اذا سمحت امكانات البيت من حيث السعة بذلك. لها وجهان:
الوجه الأول: إيجابي. وهو أن هكذا أماكن تتيح الشعور بالأستقلالية والاستمتاع بعالم خاص من الهدوء والصفاء. والحفاظ على الاسرار مما ينشده الشباب وتبحث عنه الفتاة. وقد يتاح له أو لها أن يستقبلا اصدقائهما هناك ليتبادلوا الأحاديث الودية. وربما أتاح ذلك جوا دراسيا طيبا للتباحث والمدارسة والمذاكرة. نظرا إلى أن أجواء البيت عادة لاتكون صالحة لذلك. خاصة البيوت ذات الكثافة الأسرية.
الوجه الثاني: سلبي . وهو أن هذه الغرف أصبحت(موضة) وتقليدا. اذ لابد من غرفة خاصة حتى ولو لم تكن هناك حاجات ماسة كالتي ذكرناها.
ففي استقراء لآثار هذه الغرف. اتضح أنها لاتستعمل للأغراض المرجوة إلا نادرا. بل تستخدم لأغراض معاكسة أحيانا.
ويزداد الطين بلة حينما يكون هناك جهاز تلفزيون وفديو. أو فرع خاص لجهاز هاتف. ومع شيوع استعمال الهاتف النقال. تكتسي المسألة خطرا إضافيا. خاصة مع انعدام الرقابة أو صعوبتها في الأماكن التي ينفرد بها الابناء….
هذه الغرف تتحول في بعض الأحيان إلى مايشبه الاماكن المشبوهه…تعرض فيها الافلام الرخيصة أو الممتوعة. وتجري فيها الاحاديث الخارجة عن دائرة الأدب. وربما كانت مرتعا لمحذورات ومحظورات أخرى. كالتدخين وغيره.
ولأن هذه الغرف خاصة ولايجوز التسور على اسرارها واقتحام خصوصياتها. فقد تستغل حالة الاطمئنان هذه. والأمن من انعدام الرقابة. لأخفاء مجلات داعرة أو صور فاضحة. أو مسكرات احيانا. أو شرائط ماجنة مرئية أو مسموعة..الخ.
الأغراض الخاصة جدا زحفت على الاغراض المباحة في بعض الغرف الخاصة فأستولت عليها…مما اصبحت في حالات من هذا القبيل…خطرا يتهدد الشاب أو الفتاة أو الأسرة معا.
ما هو الحل؟
الشريعة الإسلامية تحذر من اجتماع الجنسين في مكان مبيت واحد ولو كانا اخوين. اذ لابد من الفصل في المنامات..وهذا ممكن حتى مع عدم توفر أماكن خاصة كافية…فلابد من العزل بشكل أو بآخر.
واذا كان هناك أكثر من أخ وأكثر من أخت فيمكن أن يشتركا في غرفة واحدة. وهذا مما يقلل من المخاطر المذكورة. مالم يكن الأخوان شريكين في التستر على بعضهما البعض.
كما يمكن أن تخصص غرفة متعزلة عن اجواء الصخب البيتي لتكون غرفة الدراسة والمطالعة واداء الفروض المدرسية ومتابعة الانترنيت. المشتركة لكل الأبناء من الطلبة. أي بمثابة مكتبة أو ركن دراسي منفرد.
وحتى مع الاضطرار لأفراد غرف خاصة. أو مجاراة للعرف السائد. فمن المنصوح به أن تكون الغرف خالية من اجهزة التلفاز والانترنيت ما أمكن. ويمكن أن يشترك أخوان أو اختان في غرفة . مع ضرورة ارتيادها من قبل الوالدين بطريقة لائقة سواء للزيارة. أو للتأكد من نظافتها من غير القمامة أيضا!!!

زر الذهاب إلى الأعلى