قمة أمريكية من أجل الديمقراطية وبداية حرب باردة جديدة

أجنادين نيوز  /ANN

بقلم الدكتورة كريمة الحفناوي

إعلامية مصرية معتمدة للنشر في شبكة طريق الحرير الصيني الأخبارية في الجزائر والوكالات العربية الإخبارية المتحالفة اجنادين والحرير السندباد والمدائن وآشور،  وعضو متقدم ناشط في الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب اصدقاء وحلفاء الصين .

عززت الصين مسؤلياتها كدولة كبيرة فى عام 2021 الذى يوافق الذكرى السنوية الخمسين لاستعادة مقعد الصين الشرعى فى الأمم المتحدة، وذلك فى المناقشة العامة للدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر الماضى حيث اقترح الرئيس الصينى شى جين بينج “مبادرة التنمية العالمية” لتنشيط الاقتصاد العالمى والسعى لتنمية عالمية أكثر خضرة وتوازنا، داعيا دول العالم إلى الالتزام بالتنمية لصالح الناس وتحقيق المنفعة للجميع، وإلى التنمية المدفوعة بالابتكار، وإلى التناغم بين الإنسان والطبيعة.
وفى نفس الوقت الذى تسعى فيه الصين لبناء الدولة وتقدمها ونهضتها وتسعى للقضاء على الفقر فى الداخل، وتساعد الدول الفقيرة على التخلص من الفقر، وتسعى لعلاقات بين الدول على أساس رابطة المصير المشترك، والمنفعة المتبادلة، مع احترام سيادة الدول وعدم التدخل فى شئونها، تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على البقاء على فرض الهيمنة والسيطرة على الدول من أجل استمرار استنزاف ثرواتها، لتحقيق مصالحها فقط كدولة رأسمالية كبرى شرسة وذلك بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة بفرض العقوبات الاقتصادية والحصار الاقتصادى على عدد من الدول التى لاتركع ولاتستسلم ولاتخضع للتبعية لسياسات أمريكا وصندوق النقد الدولى ومنها إيران وكوبا وفنزويلا، بل وتلجأ للانقلابات والاغتيالات، وإشعال الفتن والصراعات العرقية والطائفية لإضعاف البلاد وتدميرها وتفتيتها.
وعندما بزغ فى الأفق نجم صعود القطب الصينى اقتصاديا وسياسيا وعسكريا ونجم القطب الروسى الصاعد عسكريا واستراتيجيا بدأت أمريكا فى الحرب التجارية والدبلوماسية والسياسية ضد البلدين من جهة وحرب باردة من جهة أخرى بكيل الاتهامات لكل من روسيا والصين حول الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وفى العاشر من شهر ديسمبرالحالى دعا الرئيس الأمريكى جو بايدن لمؤتمر افتراضى تحت عنوان “قمة من أجل الديمقراطية” والذى جمع فيه 100 دولة ومنظمة غير حكومية،ومنظمات خيرية، واعتبر بايدن أن روسيا والصين أبرز الدول السلطوية واستبعدهما من حضور المؤتمر، وفى نفس الوقت دعا بايدن تايوان والتى تعتبرها الصين (مقاطعة صينية مما أغضب دولة الصين.
وقال بايدن “إن الغرض من المؤتمر الكشف عن الصراع بين الديمقراطيات والأنظمة الديكتاتورية والاستبدادية”، كما قالت إزرازيا مساعدة وزير الخارجية الأمريكى لشئون الأمن والديمقراطية وحقوق الإنسان “نحن فى لحظة الحقيقة من أجل الديمقراطية بدون شك” وأضافت الديمقراطيات فى العالم تواجه تحديات متزايدة وأنه لابد من مواجهة التحديات الأكثر إلحاحا فى العالم، والتعاون بين الديمقراطيات للوقوف معا لمواجهة الاستبداد حول العالم، ورفع مستوى مكافحة الفساد، وتعزيز احترام حقوق الإنسان فى الداخل والخارج، ودعم وسائل الإعلام الحرة، وحماية الإصلاحيين، وتعزيز انتخابات حرة نزيهة حول العالم.
وردا على ذلك شهد شاهد من أهلها حيث صرح أستاذ العلوم السياسية الأمريكى بروس جنتلسون “لدينا مشاكل أكبرمن مشاكل الديمقراطية الغربية، لقد تم اقتحام الكونجرس وهذه محاولة انقلاب لن نر مثلها يحصل فى دول أوروبية، وعلينا أن نبذل جهدنا من أجل ديمقراطية حقيقية وليس تجمع 100 قائد لنقول نحن نحب الديمقراطية”.
وفى نهاية شهر نوفمبر الماضى كتب كل من سفير روسيا أناتولى أنطونوف وسفير والصين تشين جانج مقالة مشتركة قالا فيها ” أن تسمح الولايات المتحدة لنفسها بتحديد أى دولة تعد ديمقراطية، وأى دولة ليست مؤهلة لذلك يكشف عن عقلية الحرب الباردة” ورفضا فكرة وجود نموذج واحد للديمقراطية وأشادا بنظاميهما اللذين يرتكزان على الحقائق والخصائص الصينية أوالتقاليد الروسية.
ومن الجدير بالذكر أنه فى نفس الوقت الذى عقدت فية الولايات المتحدة الأمريكية مؤتمرها عن الديمقراطية، عقدت دولة فنزويلا البوليفارية فى قارة أمريكا اللاتينية مؤتمراً افتراضياً تحت عنوان “المؤتمر العالمى للشعوب من أجل السلام” لمناقشة محاولات أمريكا لخلق حرب باردة، وكان شعار المؤتمر الأساسى “دعونا نرفض محاولات حرب باردة”،حيث وضح المتحدثين فى كلماتهم غرض أمريكا من هذا المؤتمر وهو الترويج لسياساتها المعادية للصين والتى تقوم على خلق حرب باردة جديدة ضد الصين وحرب اقتصادية دائمة ضد البلدان التى لايسيطرون عليها.
ولقد تحدث عمر جونزاليس (عضو شبكة الدفاع عن الإنسانية والأستاذ فى المعهد الاشتراكى للعلاقات الدولية فى كوبا) فى هذا المؤتمر قائلا”سارعت الإمبريالية الأمريكية فى سياسة الهيمنة على العالم مستغلة الظروف غير المواتية الناتجة عن أزمة فيروس كورونا، والازمة المالية والاقتصادية العالمية، إن أمريكا هى التهديد الرئيسى للسلام العالمى”.
كما تحدث فى نفس المؤتمر هيرنان فارجاس ممثل ألبا موفيمنتوس (فرع فنزويلا) قائلا “عندما تتحدث أمريكا التى تنشر 750 قاعدة عسكرية فى 80 دولة فى العالم عن وضع المعايير التى تتعلق بالديمقراطية، نعتبر أن أولئك الذين يروِّجون للعنف والحرب قد اختطفوا الديمقراطية، واستبدلوها بمنطق الحرب الدائمة والحرب الباردة ضد كل البلدان التى لا يهيمنون عليها”.
واسمحو لى أعزائى القراء وعزيزاتى القارئات أن أوضح أن ما يثير خوف ورعب الدول الرأسمالية الكبرى المتوحشة وفى القلب منها الولايات المتحدة الأمريكية هو ظهور دولة الصين كقطب يمثل نموذجاً جديداً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية القائمة على الحياة الرغيدة للشعوب والسلام الاجتماعى، والتعاون المشترك بين دول العالم على أساس المنفعة المتبادلة.
إننا فى حاجة مع نهاية هذا العام وبداية عام جديد إلى عالم متعدد الأقطاب يسوده التعاون من أجل خير البشرية، ومن أجل مواجهة التحديات والصعوبات التى تمر بها جميع شعوب العالم،.ومن أجل عالم خالٍ من العنف والصراعات والتمييز يسوده السلام والحرية والعدل والعدالة الاجتماعية.

زر الذهاب إلى الأعلى