تايوان جزء لا يتجرأ من الصين …. الجزء الثاني

اجنادين نيوز  /ANN

احمد محمد علي

تحسنت العلاقات بين جمهورية الصين الشعبية ( البر الصيني ) مع تايوان  منذ 1987وبدات تتجه نحو الوحدة السلمية كما ماكاو وهونغ كونغ ، وفي 1987 سمحت السلطات التايوانية بفتح الباب أمـام مواطني تايوان لزيارة الصين ، لتنهي فترة طويلة من حالة عزلة بين البلد الام البر الصيني وتايوان .
وفي عام 1993 عقدت مباحثات بين رئيس منظمة المضيق وانغ داو خـان ورئيس مجلس إدارة منظمـة تبادل المضيق جو تشين وهـي مباحثات مباشرة بين مسؤولين على أعلى مستوى لمنظمات شعبية بتفويض من سلطات الجانبين ، وقد توصلا لتفاهم مشترك مبنـي علـى مبـدأ الصين الواحدة . 1995 م ألقى الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي  الصيني رئيس البلاد جيانغ تسـه مین ، خطابـا بـعنـوان ” مواصلة الكفاح من أجل إستكمال دفع قضية وحـدة الـوطن ” ، وقـدم دعوة من ثمانية بنود لتطوير العلاقات الثنائية في هذه المرحلة ، ودفع عملية التوحيد السلمي للوطن إلى الأمام .
وهذا يعبر عن إصرار الحزب الشيوعي الصيني القائد والحكومة الصينية والكفاح من أجل حل قضية تايوان التي تمثل جزء من أراضي الوطن سلميا . لـم يمض وقـت طويل حتى تحـول قـائـد السلطات التايوانيـة لـي عـن هـذه الدعوة ، متخذا موقف الانفصال ونادي بـ ” استقلال تـايوان ” . وفـي عـام 2000 حدث تغير سياسي كبير في تايوان ؛ فبعد اعتلاء تـشـن شـوي بیان ، مرشحة الحـزب الـديمقراطي التقـدمـي الـداعـي إلـى ” استقلال تایوان ،  ، كثفت الأنشطة الانفصالية .
وقد واجهت قيادة الحزب الشيوعي الصيني وحكومة الصين وشعبها بإصـرار علـى الكـفـاح ضد هـذه الأنشطة الانفصالية من أجل هزيمة من ينادون بـ ” استقلال تايوان .
وفي 4 مارس 2005 م تقدم الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ، رئيس البلاد هو جين تاو ، بأربعة آراء حول تطور العلاقات الثنائية في ظل الوضع الراهن وهي :
أولا : يجب الإصرار على مبدأ الصين الواحدة ، وعدم التنازل عنه .
ثانيا : عدم التخلي عن مساعي التوحيد السلمي .
ثالثا : لن تتغير سياسة تنفيذ الآمال الموجهة إلى شعب تايوان .
رابعا : معارضة الأنشطة الانفصالية لـ ” استقلال تايوان ” ، وعـدم القبول بالحلول الوسطى .

هذه الآراء الأربعـة تـوضح حسن نية قيادات الحـزب الشيوعي الصيني في التعامل مع تايوان ، وتبين نوايـا بـر الصين الإيجابيـة لـدفع العلاقات الثنائيـة ، والإصـرار علـى حمايـة الاسـتقرار السلمي بين الصين وتايوان . وفي نـفـس العـام اعتمـدت الجلسة الثالثة لمجلـس نـواب الشعب الصيني فـي دورتـه العاشرة ” القـانـون الـوطـنـي ضـد الانفصال ” بنسـبة عاليـة مـن الأصـوات ، والـذي حـدد الأشكال القانونية للسياسات العريضـة لـحـل قضية تايوان ، وهـو مـا برز الرفض القاطع لجموع الشعب الصيني في أن تقوم أي قوة تحـت أي اسم أو أسلوب بانفصال تايوان من الصين . وفـي أبـريـل عـام 2005 قـام رئـيـس الـحـزب الديمقراطي في تايوان ليان تشان والوفد المرافق له بزيارة البر الرئيسي الصيني تلبية لدعوة الحـزب الشيوعي الصيني وأمينـه الـعـام هـو جـيـن تـاو ، إن اللقاء والمحادثات الرسمية التـي جمعـت هـو جـيـن تـاو وليـان تشـان يـعـد لقاءا تاريخيا يجمع قادة الحزب الشيوعي الصيني والحزب الديمقراطي منذ 60 عاما ، وبعـد المحادثات أصـدر الحزبـان مـعـا بـيـانـا مشـتـركـا عـن الرؤية المشتركة للتطور السلمي بين الضفتين ” .
في شهر مارس عام 2008 خسـر الحـزب الديمقراطي التقـدمي الانتخابات الرئاسية في تايوان ، فتـولى مرشح حزب الكومينتانغ ما ينغ جيو رئاسة تايوان ، حينها حـدث تغيـر إيـجـابـي فـي أوضـاع تـايوان ، ولاحت في الأفق فرصة تاريخيـة نـادرة فـي العلاقات بين الضفتين . وفي شهر يونيو استعادت منظمة علاقات المضيق الصينية ومنظمة تبادل المضيق التايوانية المناقشات التنظيميـة علـى أساس ” اتفاق عام  1992 ” ( اتفاق تفاهم مشترك عام 1992 بين الصين وتايوان يقر بالصين الواحـدة غيـر القابلة للتجزئـة  ) ، وتوجـه وفـد مـن منظمة علاقات المضيق لأول مـرة لزيارة تايوان فـي شهر نوفمبر لإجراء مفاوضات . وفي عـام 2008 م وقعت المنظمـتـان بيانـا مشتركاً مـن سـتة بـنـود يـحـقـق بشكل أساسي ” الاتصالات الثلاثة ” المباشرة التي تطلعت إليها ضفتا المضيق منذ 30 عام .
وفي 31 ديسمبر من العام نفسه ألقـى هـوجين تاو الأمين العام خطبة مهمة لتخليد ذكرى ثلاثين عاما من المحادثات التي دونت في كتاب ” رسالة إلى الأخوة في تايوان ” ، وهي أول خطبة تسرد فكر التطور السلمي للعلاقات بين الضفتين بنظام متكامل ، وعرضت سنة آراء لتعزيز التطور السلمي للعلاقات بين الضفتين :
أولا : الالتزام بالصين الواحدة ، وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة . ثانيا : دفع التعاون الاقتصادي من أجل تعزيز التقدم المشترك . ثالثا : إثراء الثقافة الصينية لتقوية روح الترابط .
رابعا : تقوية الروابط الشخصية ، وتوسيع التبادل في كل المجالات .
خامسا : حماية سيادة الدولة والتداول في الأمور الخارجية . سادسا : إنهاء حالة العداء والتوصل لتسوية سلمية .[1] ومنذ الإصلاح والانفتاح ازدادت العلاقات الشخصية بين أفراد الضفتين بصورة سريعة ، وتبعها زيادة مستمرة في مجالات التبادل . وفـي يـونـيـو 2010 م وقـع الطرفـان رسـميا إتفاق الإطار للتعاون الاقتصادي بين الضفتين ” . واتفق الطرفـان علـى الإزالة التدريجية لعوائق التجارة والاستثمار بين الطرفين ، وخلـق بيئة أكثر سلاما للتجارة والاستثمار ، وتأسيس آليات التعاون لصالح الازدهار والتطور الاقتصادي بين البلد الام وتايوان .
لقد حقق توقيـع هـذا الاتفـاق أهـداف حريـة التجـارة والاستثمار بـيـن الجـانبين فـي إطـار تطبيع العلاقـات الاقتصادية بين الضفتين [2] في عام 2016 ، تم انتخاب رئيس تايوان الحالي تساي إنغ ون. تقود الحزب الديمقراطي التقدمي (DPP) ، الذي يميل نحو الانفصال الرسمي النهائي عن الصين . وقدازداد التوتر بين الحكومية الصينية وتايوان وقد تعهد أمين عام الحزب الشيوعي الصيني ورئيس الصين الرفيق شي جين بينغ   بـ’إعادة التوحيد السلمي.  وان جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة للصين وتايوان جزء لا يتجزأ من أراضي جمهورية الصين الشعبية
المصدر
[1](تشانغ باي جيا ، التجربة الصينية الماضي والحاضر والمستقبل)
[٢](تشانغ باي جيا ، التجربة الصينية الماضي والحاضر والمستقبل)

زر الذهاب إلى الأعلى