الأُردن وباكستان والصين الآن وكل أوان

اجنادين نيوز  / ANN

الأنباط

الأكاديمي مروان سوداح

ترتبط باكستان والأردن بعرىً وثيقةً وعميقة من العلاقات الثنائية، يَستحيل على عدو وخصم وحاقد فصمها أو تعكير طُقوسها الأخوية. فمنذ عشرات السنين عملت العاصمتان عمّان وإسلام أباد على تعميقها في شتى المجالات، ضمنها السياسية، والعسكرية، والثقافية، والتعليمية، والاقتصادية والتجارية، لتستمر الأُخوّة والتعاون والصداقة بينهما إلى قرون مُقبلة، إذ يَستحيل على مَاكر أو صائد في العتمة تشويهها أو النيل منها بأيِّ وسيلة.
أذكر للآن وبكل فخر ومحبة تبادلاتي الواسعة مع سفارة باكستان وملحقيتها العسكرية في سنوات خلت. لكن وإن تغيّر الكادر الدبلوماسي في السفارة أكثر من مرة منذ ذلك الوقت، إلا أن المحبة لها باقية في فؤادي على ما هي عليه، فَلباكستان نهج سياسي مُهم، وهي تلعب دورًا بارزًا للغاية في السياسة الدولية، ومحوريًا في جنوب آسيا ووسطها، وتمد يد المساعدة اللحظية إلى كل مَن يطلبها من أصدقائها.
لباكستان كذلك موقف متقدّم وواضح وفاعِل وفَعَّال للغاية بشأن القضية الفلسطينية، فإسلام أباد تدعم حقوق الشعب الفلسطيني وضرورة تلبيتها بالكامل، وهي مع تحرير فلسطين، واستعادة المُقدَّسات وتطهيرها من رِجسِ الاستعمار الاستيطاني والاقتلاعي الصهيوني، والشعب الباكستاني بكليّته يدعم هذا الموقف المبدئي، ويَخرج في تظاهرات مستمرة لدعم فلسطين وأهلها.
إلى ذلك، تتحالف باكستان مع الصين، وتدعم خطة الرئيس الصيني شي جين بينغ في تنفيذ “مبادرة الحزام والطريق” التي تُعيد الحياة لطريق الحرير القديم، فاستثمارات الصين في باكستان كثيرة، وبالتالي التفاهم المتبادل بين بكين وإسلام أباد عميق وشامل. واليوم، أرى أن باكستان تقوم حاليًا كما يبدو، وستقوم كذلك في القادم من الأيام والسنين، بلعب الدور الرئيسي بين الصين وأفغانستان لتجسير التفاهم والصِلات بين بكين وكابل، فباكستان تتمتع بموقع إستراتيجي بري وبحري مفتاحي، ولهذا تُعتبر الضامن لنجاح الخطوط الاقتصادية والتجارية الصينية الدولية من خلال أراضيها ومرورًا بأفغانستان، ومضاعفة التوظيفات الكُبرى في تلك المنطقة بشكل عام، خدمةً للشعوب ذات الصِلة بالارتباطات الطيبة والمُثمرة بين الثلاثي الصين وباكستان وأفغانستان، ونرجو للدولة الثالثة ومواطنيها السلام والأمان والاندماج في المجتمع الأُممي، وقبولها القانون الدولي الذي يُمَهِّد لكابل الانضمام لمنظمة الأُمم المتحدة، ما قد يعود على أفغانستان وشعبها بإيجابيات عديدة، أضف إليه تبريد احتِرار وسط آسيا، وقطع الطريق أمام كل مَن تُسوّل نفسه له إضرام النار مُجددًا في تلك المنطقة.
*صحفي وكاتب في شؤون آسيا.

زر الذهاب إلى الأعلى