من الفضاء إلى الأرض: الصين تقود عالم الغد

اجنادين نيوز / ANN

بقلم نجيب الكمالي
رئيس دائرة العلاقات العامة بالاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين أصدقاء وحلفاء الصين فرع اليمن

بينما يشهد العالم تسارعًا غير مسبوق في التحولات التقنية، تواصل الصين تقدمها بثقة نحو الريادة العالمية، ليس فقط كقوة صناعية، بل كمنارة للابتكار وصناعة المستقبل. الصين التي كانت تُعرف سابقًا بـ”مصنع العالم”، تحولت اليوم إلى قوة علمية وتكنولوجية ضخمة، يقودها الحزب الشيوعي الصيني بقيادة الرئيس شي جين بينغ، تجمع بين الاستقرار السياسي والتطور الاقتصادي، وتعيد تعريف مكانتها على الساحة الدولية.

رحلة شنتشو-21 لم تكن مجرد إنجاز فضائي، بل محطة استراتيجية ضمن مشروع طويل الأمد يظهر قدرة الصين على فرض نفسها عالميًا وجني ثمار هذا التحول كدولة ناشئة مؤثرة في الاقتصاد والسياسة والتكنولوجيا. نفوذ الصين يمتد من تطوير الذكاء الاصطناعي والفضاء والاتصالات، إلى إعادة رسم موازين القوى العالمية بطريقة سلمية تعتمد على الاستثمار، التعاون، والحوار، بعيدًا عن الهيمنة العسكرية المباشرة.

الصين تعمل بالتوازي على ترسيخ تفوقها التكنولوجي داخليًا من خلال الاستثمار في الروبوتات، الشرائح الإلكترونية، الذكاء الاصطناعي، وشبكات الاتصالات الحديثة، بينما تبني نفوذها الدولي عبر مبادرة الحزام والطريق، وتعزيز شراكاتها مع آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وروسيا. هذا التقدم الهادئ يثير قلق الولايات المتحدة وحلفائها، إذ يدركون أن النفوذ الصيني قد يؤدي إلى تحول بعض الدول نحو الصين بحثًا عن فرص أوسع واستقرار طويل الأمد.

انعكاسات هذا التحول واضحة في المنطقة العربية، حيث بدأت المملكة العربية السعودية تحصد ثمار هذا النفوذ، لا سيما مع الترقب العالمي لزيارة الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن، التي يمثلها العالم كفرصة لإعادة طرح قضايا طال انتظارها، وعلى رأسها قضية فلسطين. الصعود الحضاري للصين يوضح كيف يمكن للنهج السلمي والتنمية المستدامة أن تفرض واقعًا جديدًا يعيد التوازن بين المصالح الوطنية، التحديات الإقليمية، وقضايا العدالة الدولية.

الصين بقيادة الرئيس شي جين بينغ تمضي بثقة نحو موقع القيادة العالمي، مؤكدة أن القوة الحقيقية تكمن في التطور الحضاري، الإدارة الحكيمة للتحالفات، والسيطرة على مسار الأحداث الدولية، بعيدًا عن الاعتماد على الهيمنة العسكرية. هذا النموذج يمثل درسًا للعالم في بناء قوة ناعمة وفعالة، قادرة على إحداث تأثير دائم ومستدام في كل المجالات، من الفضاء إلى الأرض، ومن الاقتصاد إلى السياسة، وصولًا إلى إعادة صياغة التحالفات الدولية لصالح السلام والاستقرار.

زر الذهاب إلى الأعلى