من مصنع للعالم إلى صانع المستقبل: الصين تكتب تاريخ الابتكار

أجنادين نيوز / ANN
بقلم: مثنى المسني
لطالما ارتبط اسم الصين عالميًا بمفهوم التصنيع والإنتاج الضخم، كدولة تحول المواد الخام إلى منتجات جاهزة وتلتزم بالقوالب التقليدية للإنتاج الصناعي. لكن ما شهدته الصين في العقدين الأخيرين يفوق كل التوقعات؛ فقد نجحت في التحول من مجرد مصنع للعالم إلى قوة ابتكارية رائدة، تصنع الأفكار قبل المنتجات، وتعيد تعريف مكانة الدولة في الخارطة التكنولوجية والمعرفية العالمية.
يعكس هذا التحول قدرة الصين على فهم المستقبل وصنعه بوعي وإبداع. وبحسب التقارير الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء الصيني، بلغت نسبة الإنفاق على البحث والتطوير حوالي 2.68% من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2024، ما يدل على حجم الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة للابتكار.
شركات مثل هواوي، شاومي، وبايدو أصبحت مراجع عالمية في مجالات الذكاء الاصطناعي، البيانات الضخمة، والمدن الذكية، متجاوزة بذلك منافسيها التقليديين، ومثبتة أن القدرة على الابتكار تتخطى أي حدود جغرافية أو ثقافية.
ما يميز الصين اليوم ليس الكم الهائل من براءات الاختراع أو المنتجات الجديدة، بل العمق الاستراتيجي وراء الابتكار. فكل مشروع، من الذكاء الاصطناعي إلى الروبوتات الذكية، ومن تكنولوجيا النقل إلى المدن الذكية، يحمل رؤية واضحة لتحويل الإمكانات البشرية إلى قوة فعالة وربط المعرفة بالتطبيق العملي، مما يجعل الابتكار جزءًا لا يتجزأ من حياة الأفراد والمجتمع.




