تايوان في مرمى التصعيد الصيني: من الصبر الاستراتيجي إلى التحذير العملي

اجنادين نيوز / ANN
بقلم: نجيب الكمالي رئيس دائرة العلاقات العامة بالاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين أصدقاء وحلفاء الصين
شهدت العلاقات بين الصين وتايوان، مؤخراً، تصعيدًا غير مسبوق في لهجة الخطاب الرسمي الصيني، ما يضع الجزيرة الصغيرة في دائرة الخطر ويثير قلق القوى الكبرى، خصوصًا الولايات المتحدة الأمريكية.
لأول مرة بعد تصريحات الرئيس الصيني شي جين بينج بأن الصين لن تستخدم القوة العسكرية تجاه تايوان، خرج مكتب شؤون تايوان التابع للحكومة الصينية بتصريحات صارمة مفادها: “لا نستبعد استخدام قواتنا العسكرية في استرجاع جزيرة تايوان للوطن الأم”. هذه التصريحات تحمل أكثر من معنى، فهي تحذير مباشر لأمريكا بأن أي دعم لاستقلال تايوان أو تمركز عسكري أمريكي في الجزيرة قد يقابل برد صيني عسكري مباشر.
لطالما أكدت بكين أن إعادة التوحيد مع تايوان مهمة تاريخية لا بد أن تتحقق، إلا أنها كانت تتجنب التصعيد المباشر، وتكتفي بالإشارة إلى القوة كخيار أخير ضمن النصوص الرسمية فقط. اللافت الآن أن بند استخدام القوة أصبح في صدارة الخطاب العلني، وليس في الهامش كما كان في الماضي، مما يعكس تحول الصين من سياسة “الصبر الاستراتيجي” إلى سياسة “التحذير العملي”.
هذا التصعيد يعكس استعداد بكين لاتخاذ خطوات أكثر جدية إذا شعرت بأن مصالحها الحيوية مهددة، ويضع المنطقة أمام سيناريوهات معقدة تشمل المخاطر الأمنية والسياسية والاقتصادية. التحركات الصينية الأخيرة لا تستهدف تايوان وحدها، بل هي رسالة واضحة لكل القوى الإقليمية والدولية بأن خطوط بكين الحمراء صارمة ولا يمكن تجاوزها.
إن ما يحدث اليوم في مضيق تايوان هو مؤشر على أن التوترات لم تعد مجرد كلام دبلوماسي، بل أصبحت جزءًا من استراتيجية الصين لإعادة التأكيد على موقفها الصارم تجاه الجزيرة. وهذا يجعل من الضروري مراقبة التطورات عن كثب، خاصة فيما يتعلق بالسياسات الأمريكية وتحركات الحلفاء الإقليميين، لتجنب أي تصعيد قد يتحول إلى مواجهة عسكرية.
في الاخير تبقى تايوان على خط النار، والتصعيد الأخير في الخطاب الصيني يعكس أن الأزمة لن تبقى ضمن حدود الكلمات، بل قد تتحول إلى واقع ميداني في أي لحظة.




