العلم العراقي في إقليم كردستان.. بين السيادة والرمز الوطني

اجنادين نيوز / ANN
بقلم/ عامر جاسم العيداني
لم يعد مشهد غياب العلم العراقي عن بعض المناسبات الرسمية والعامة في إقليم كردستان مجرد تصرف عابر أو خطأ بروتوكولي بل أصبح ظاهرة مقلقة تستوجب التوقف عندها مليًا لأنها تمسّ جوهر السيادة الوطنية ورمزية الدولة العراقية الواحدة.
العلم العراقي ليس مجرد قطعة قماش ترفرف فوق المباني بل هو رمز الدولة ووحدة أراضيها وتحت ظله توحد العراقيون في الحروب والانتصارات والمحن. ولذلك فإن نزع أو منع رفعه في أي جزء من العراق – بما في ذلك الإقليم – يُعد خروجًا على روح الدستور الاتحادي الذي أقرّ وحدة الدولة مع احترام خصوصية الإقليم وإدارته الذاتية.
إنّ هذه الظاهرة إن تُركت دون معالجة حازمة ستُفسَّر سياسيًا بأنها نوع من التمرد الرمزي على الدولة الاتحادية وتؤسس لتراكمات خطيرة في الوعي الجمعي للأجيال القادمة التي قد تنشأ على شعور بالانفصال بدل الانتماء.
الحكومة الاتحادية وهي المعنية بحماية الرموز الوطنية مطالَبة اليوم بأن تتعامل مع هذا الملف بعقلانية وحزم في الوقت ذاته من خلال :
– إعلان موقف رسمي واضح يؤكد أن رفع العلم العراقي واجب وطني في كل المحافظات والأقاليم دون استثناء.
-تفعيل القوانين الاتحادية وتوجيه المؤسسات العامة في الإقليم لرفع العلم العراقي إلى جانب علم الإقليم كما هو معمول به في كل الأنظمة الفدرالية بالعالم.
-اعتماد الحوار الهادئ والبنّاء مع رئاسة الإقليم لتوضيح أن العلم ليس خصمًا سياسيًا بل رمز سياديًا جامعًا.
-ربط الالتزامات الإدارية والمالية باحترام الرموز الوطنية كإجراء عملي لتأكيد الانضباط الدستوري دون خلق توتر سياسي.
-إطلاق حملة وطنية إعلامية وتربوية لترسيخ معنى العلم في وجدان المواطن العراقي باعتباره هوية جامعة لا يمكن التنازل عنها أو تهميشها.
في النهاية ان الدول تُقاس بمدى احترام رموزها الوطنية والعلم العراقي لا يعلو فوق أحد بل يعلو بنا جميعًا واحترامه لا ينتقص من أحد بل يُعزز وحدة الكيان العراقي بكل مكوناته عربًا وكردًا وتركمانًا وغيرهم.
إنّ أي تهاون في رفع العلم هو تهاون في السيادة نفسها والدولة التي تسكت عن رموزها ستجد نفسها يومًا عاجزة عن الدفاع عن حدودها.