السيطرة الرقمية – كيف صارت الشعوب وقود الاقتصاد العالمي

اجنادين نيوز / ANN
بقلم: نجيب الكمالي
زمان، لما كانت أمريكا وإسرائيل تتعدى على حقوق الشعوب، كانوا الناس يطلعوا الشوارع يهتفون ويطالبوا بمقاطعة بضائعهم. كانوا شايفين المقاطعة سلاح قوي ضد الظلم. لكن اليوم الوضع اختلف. السيطرة ما عادت بالجيش أو السفن الحربية، ولا بالمقاطعة، صارت بالتقنيات الحديثة، خصوصًا وسائل التواصل الاجتماعي اللي صارت أخطر وسيلة نفوذ. والمصيبة إن الشعوب نفسها تدفع مليارات بدون ما تحس.
التكنولوجيا صارت سلاح صامت، يغزو العقول قبل الأراضي. منصات التواصل اللي الناس يظنوا إنها حرية، صارت مصدر أموال ضخم للقوى الكبرى. كل ما تتفاعل مع المنشورات والفيديوهات، بياناتك وسلوكك تتحوّل لفلوس للشركات، والبرامج الذكية هي اللي تحدد لك إيش تشوف من أخبار ومنشورات وإعلانات، وتوجه رأيك من غير ما تحس.
المقاطعة اليوم ما معناها بس ما تشتري منتج، بل معناها كمان تحرير نفسك من التبعية الرقمية، وبناء أنظمة إعلامية ورقمية مستقلة. الصين حاولت توفر بدائل للمنصات الأمريكية، مثل ويتشات للتواصل والدفع والتسوق، تيك توك للفيديوهات القصيرة، علي إكسبريس للتجارة الإلكترونية، ونظام الملاحة بايدو بدل الأمريكي. الصين وضحت للعالم إن في طرق ثانية، مستقلة وآمنة، تقلل الاعتماد على الشركات الأمريكية.
حتى العالم العربي ممكن يبدأ يقلل اعتماده على التقنيات الأمريكية، خصوصًا لو الحكومات شجعت الشركات والمؤسسات على استخدام البدائل، وطورت البنية التحتية الرقمية، ووعي الناس بأهمية استقلال البيانات. صحيح الموضوع مش سهل، لكن خطوة خطوة ممكن يتحقق استقلال رقمي جزئي، ويستفيدوا من الابتكار الصيني، ويكون عندهم خيارات أكثر.
الحقيقة، التقنيات الحديثة صارت أداة نفوذ عالمي، والمستخدم العادي يظن إنه يستفيد مجاني، لكن بياناته تتحول لأموال. لهذا، الشراكات المملوكة لأمريكا وإسرائيل اليوم على المجتمع العربي والحكومات إيجاد توازن في التعامل، خصوصًا مع البدائل الصينية الجاهزة. العالم العربي ممكن يبدأ يعتمد عليها ويحدد مستقبله الرقمي بدل ما يظل تابع. معركة الوعي والسيادة الرقمية هي اللي بتحدد مين يسيطر على المستقبل.