المفاهيم الجوهرية للإنسانية في كتاب “ترانيم الإنسانية” للفرقد الأغا

اجنادين نيوز / ANN

بقلم الكاتب العراقي:
حكيم زغير الساعدي

​يتناول المفكر والفيلسوف التنويري فرقد الأغا في كتابه “ترانيم الإنسانية” منهجاً فكرياً عميقاً يضع الإنسانية في صلب البناء الاجتماعي والأخلاقي. يقدم الأغا الإنسانية بوصفها مفهوماً مجرداً وأساسياً، تتجاوز ضرورته كل التصنيفات والمسميات الثانوية، وتختزل في طياتها جميع القيم الإيجابية اللازمة لتحقيق التعايش والتكامل البشري.
​1. الإنسانية: الغاية والمنهج الأسمى
​يرسخ الأغا مفهوم الإنسانية بوصفها الغاية الأساسية التي يجب التمسك بها، وليس مجرد تصنيف فرعي. وبناءً على ذلك، يُعد المنهج الإنساني هو الركن الأساسي لـ:
​الارتقاء الأخلاقي: المنهج الأسمى لتحسين أخلاقيات الفرد وتجويد العلاقات البينية بين البشر.
​البناء المجتمعي: الأساس الصلب الذي تنهض عليه المجتمعات المستقرة، والضمان الفعلي لتحقيق السلام البشري الشامل.
​بناء الإنسان الحقيقي: هي العامل المحوري في صقل وعي الفرد؛ فمن يغفل عن مفهوم الإنسانية كقيمة عليا هو في حاجة ماسة لاعتناق هذا المنهج ليكون عضواً فاعلاً ومنتجاً في التركيبة الاجتماعية.
​2. الإنسانية كدرع للوحدة والمساواة
​يُشدد الأغا على أن الإنسانية هي اللواء الأمثل الذي يجب الانضواء تحته لتحقيق هدفين مصيريين:
​الوحدة الإنسانية: إنها الحل الجذري لحماية الجنس البشري من مخاطر الاختلافات الفكرية التي قد تتفاقم لتصبح بؤراً ومنظمات إرهابية.
​المساواة المطلقة: يفرض المبدأ الإنساني مساواة الناس في الحقوق، دون أدنى تمييز قائم على أساس الجنس أو العرق أو القومية أو الدين والمذهب أو المعتقد والرأي أو الوضع الاقتصادي والاجتماعي.
​إن هذا المبدأ يحمل في طياته رؤية بديعة للعدالة، حيث يغدو المنهج الإنساني هو الطريق نحو التعايش السلمي والحقيقي بين جميع مكونات البشرية.
​3. تطبيق المنهج الإنساني: من النظرية إلى الواقع
​رغم أن البعض قد ينتقد المنهج الإنساني بوصفه نظرية مثالية يصعب تطبيقها، إلا أن الأغا يرى أن الإنسانية ليست مجرد فكرة، بل هي الأساس العملي لتحقيق السلام والاستقرار. ويُمكن لهذا المنهج أن يقدم حلولاً ملموسة على مستويات مختلفة:
​على الصعيد الوطني (مثال العراق): يُمكن تطبيقه في حل النزاعات بين المكونات المختلفة عبر تفعيل أدوات الحوار والتفاوض القائمة على الاحترام المتبادل.
​على الصعيد الإقليمي (مثال سوريا): يساهم في تحقيق السلام والاستقرار من خلال ترسيخ احترام حقوق الإنسان وتعزيز التعايش السلمي.
​على الصعيد العالمي: يمكن أن يكون الركيزة الأساسية لتحقيق الأهداف التنموية المستدامة من خلال تعزيز التعاون الدولي والالتزام بالاحترام المتبادل.
​خلاصة القول، يمثل المنهج الإنساني الذي يقدمه فرقد الأغا مشروعاً حضارياً شاملاً؛ فهو ليس مجرد دعوة للفضيلة، بل هو الأساس لبناء المجتمعات وحماية البشرية من الفرقة. ومن الضروري أن نعمل على تعلم مفاهيمه واعتناقها وتطبيقها في حياتنا اليومية لترسيخ السلام العالمي.

زر الذهاب إلى الأعلى