دور الصين التاريخي في تحقيق السلام العالمي ، بمناسبة الذكرى الثمانين للنصر على العدوان الياباني والفاشية .

أجنادين نيوز / ANN
بقلم الدكتور محمد سعيد طوغلي رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين اصدقاء وحلفاء الصين.
شهد العالم في القرن العشرين محطات فاصلة شكلت ملامح السلام والأمن الدوليين، وكانت الحرب العالمية الثانية من أبرز هذه المحطات، التي دارت رحاها بين قوى المحور وقوى الحلفاء. تُعد مقاومة الصين ضد العدوان الياباني أحد أبرز المساهمات التي أسهمت في تحقيق النصر على الفاشية وضمان السلام العالمي.
بدأ عدوان اليابان على الصين منذ عام (1931) باحتلال “منشوريا”، وتصاعد في (1937) مع حادثة جسر “ماركو بولو” التي أطلقت شرارة حرب شاملة. استمر الصراع لأكثر من 14 عاماً، تكبد خلالها الشعب الصيني خسائر بشرية ومادية هائلة.
بالرغم من تفوق اليابان العسكري، قاومت القوات الصينية بشراسة بدعم من الحركات الشعبية والجيش الوطني .
لقد تحمل الشعب الصيني، بجيشه وشعبه، عبئاـ هائلاً من الخسائر البشرية والمادية، حيث قُتل الملايين وشُردت الملايين الأخرى. ورغم الظروف القاسية، والحصار الاقتصادي، والتحديات ، ظلّت الصين صامدةً، مؤكدةً التزامها بمقاومة التوسع العسكري الياباني. هذا الصمود لم يكن فقط دفاعًا عن أراضيها، بل كان مساهمةً جوهريةً في استنزاف قوة العدو، وإضعافه، مما سهّل على قوات الحلفاء الأخرى تحقيق النصر النهائي.
إن سقوط اليابان وإعلان استسلامها في (1945) كان له أثر بالغ في إعادة تشكيل الخريطة الجيوسياسية العالمية.
وفّرت مقاومة الصين الطويلة خبرة سياسية وعسكرية أهلتها لتكون ضمن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، مما عزز دورها في بناء نظام السلام الدولي.
تُبرز الحرب الصينية اليابانية أهمية صمود الشعوب في مواجهة العدوان، ودورها في صياغة مفاهيم جديدة للاحترام الدولي والسيادة الوطنية. كما تؤكد على ضرورة التعاون الدولي لمنع نشوب الحروب والحفاظ على استقرار العالم.
إن تجربة الصين المريرة مع العدوان، علّمتها قيمة السلام وأهمية التعاون الدولي. ولهذا، ظلت الصين، على مر العقود، من أشد الدعاة للسلام العالمي، ومناهضة للتوسع العسكري، ومؤيدة لحل النزاعات عبر الحوار والدبلوماسية.
وكان موقفها واضحاً من القضية الفلسطينية ، حيث أكدت على وحدة الاراضي الفلسطينية ودعم غزة والوقوف معها في جميع المحافل الدولية .
في الذكرى الثمانين لانتصارها على الفاشية، تواصل الصين لعب دورٍٍ محوريٍ في الحفاظ على السلام العالمي وتعزيزه.
فمن خلال مبادراتٍ مثل “الحزام والطريق” التي تركز على التعاون الاقتصادي والتنمية المشتركة، ومن خلال دورها الفعال في المحافل الدولية، تقدم الصين نموذجاً للتنمية السلمية، وشريكاً موثوقاً به في بناء مستقبلٍ أكثر أماناً واستقراراً.
إن الاحتفاء بالذكرى الثمانين لانتصار الصين على العدوان الياباني والفاشية هو تكريمٌ لتضحيات شعبٍ عظيم، وإشادةٌ بدورٍ تاريخيٍ ساهم في رسم ملامح عالمٍ أفضل.
إن إرث الصين في مقاومة الفاشية، والتزامها الراسخ بالسلام، يجعلها اليوم، كما كانت بالأمس، ركيزةً أساسيةً لا غنى عنها في بناء صرح السلام العالمي، وحارساً أميناً لمستقبلٍ تسوده العدالة والازدهار للجميع.
تؤمن الصين بأن السلام هو شرطٌ أساسيٌ للتنمية، وأن التنمية هي الضمانة الأقوى للسلام. ولذلك، تدعو باستمرار إلى بناء مجتمعٍ ذي مستقبلٍ مشترك للبشرية، يتسم بالاحترام المتبادل، والعدالة، والتعاون، والتخلي عن عقلية الحرب الباردة والمواجهات.
في سياق الذكرى الثمانين للنصر على العدوان الياباني والفاشية، يبرز الدور القيادي للرئيس الصيني شي جين بينغ في تجسيد إرث النضال التاريخي للصين وتعزيز قيم السلام والاستقرار العالمي.
إذ تُعَد قيادته نموذجاً لتوجيه الصين نحو تعزيز مكانتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية، مع تأكيده المستمر على دور بلاده كفاعل رئيسي وحاسم في النظام الدولي متعدد الأطراف.
ويُلاحظ في خطاباته تأكيده القوي على مبادئ احترام السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهو مبدأ يتماهى مع تجارب الصين التاريخية في مواجهة العدوان وحماية كرامتها الوطنية.
علاوة على ذلك، شدد القائد “شي جين بينغ” في العديد من المناسبات على أهمية الوحدة الوطنية والتعاون الدولي في مواجهة التحديات العالمية المعاصرة مثل الإرهاب والتطرف، معتبراً أن السلام العالمي والازدهار لا يمكن تحقيقهما إلا من خلال الجهود الجماعية والحوار البناء بين الشعوب والدول.
ويعكس هذا النهج رؤية الصين كدولة مسؤولة تسعى إلى بناء نظام دولي أكثر عدالة واستقراراً، مستندة في ذلك إلى تاريخها النضالي الطويل وتجاربها الميدانية في مقاومة القوى العدوانية.