صراع المحاور والسلام المؤجل

اجنادين نيوز / ANN
باسم فضل الشعبي
رئيس الفرع اليمني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين
أخشى أن ينزلق الصراع الدائر اليوم في المنطقة من كونه صراع بين دول تتنافس على النفوذ والهيمنة، إلى صراع محاور، يتجاوز حدود منطقة الشرق الأوسط، إلى العالم برمته.
تبدو إسرائيل أكثر توحشا وهي تضرب منذ 7 اكتوبر 2023 بلا رحمة في كل من غزة وجنوب لبنان وسوريا واليمن، دون أن يقل لها أحد كفاية دماء، وكفاية عبث وخراب في المنطقة ، ولأنها لم تجد من يردعها، فقد وجدت نفسها في حل من أية التزام قانوني أو أخلاقي ، فكان الهدف الجديد كما توقعنا هو إيران، حيث وجهت لها فجر الجمعة ضربة استباقية في محاولة لإيقاف المشروع النووي الإيراني، وإسقاط نظام المرشد كما صرح بذلك النتن ياهو عقب الضربة.
لكن إسرائيل التي بدت مزهوة ومغرورة بنتائج الضربة الأولى على إيران، لم تتوقع ردة الفعل الإيراني الذي حول تل ابيب الى عاصمة اشباح، حتى خيل لكثير من المتابعين أن عاصمة إسرائيل المنيعة قد أصبحت غزة جديدة ، حيث شاهدنا منازل وأبراج ومنشآت منهارة، وقتلى وجرحى ، وناس يتم انتشالهم من تحت الأنقاض، في صورة أفرحت العرب والمسلمين، الذين هدمت مدنهم ومنازلهم بصواريخ إسرائيل، وفي المقدمة منهم اهلنا في غزة الصامدة البطلة.
ما يجري الآن بين إيران وإسرائيل حرب خطيرة جدا ، قد تطول ، وربما حسب توقعاتي قد تنزلق الى حرب محاور ، خصوصا بعد تلويح امريكا وبريطانيا وفرنسا بالتدخل إلى جانب حماية إسرائيل ، وتلويح الصين وروسيا بدعم إيران ، وايضا باكستان أكدت على التدخل إلى جانب إيران ، فقد اعتبر وزير الدفاع الباكستاني أن القضاء على إيران سوف يفتح شهية إسرائيل وامريكا والغرب على ضرب دول إسلامية وعربية أخرى، وفي المقدمة باكستان النووية، ضمن مشروعهم المتخيل والواهم بالقضاء على المسلمين والعرب، وكل القوى الإنسانية المؤمنة بالحياة والسلام والعيش المشترك في العالم، ومن ثم الاستفراد بحكم العالم ، وهذا المشروع تدعمه الدولة العميقة في الغرب وإسرائيل بقيادة الماسونية والصهيونية العالمية، أو ما يسمى عبدة الشيطان.
قسم من العرب والمسلمين المؤمنين بالخلافة في اخر الزمان، يرون أن ما يحدث يأتي في سياق احاديث وبشارات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، زمن الفتن والحروب والظلم والجور الذي نعيشه حاليا، والذي قال إنه ستعقبه خلافة على منهاج النبوة، وسلام وخير دائم يعم الارض، ينتصر فيه الحق والخير على الباطل والشر ، واجد نفسي منسجما مع علم وبشارات اخر الزمان ومهتما به، ومتتبعا للأحداث على الارض والأحاديث النبوية ، ومستغرقا في الهامات قديمة وجديدة ، جلها توكد اننا امام ميلاد حدث عظيم يعده الله منذ زمن عبر سلسلة من الأحداث والصراعات المرتبة في المنطقة والعالم، وكذا التحولات الطبيعية والكونية ، حتى يحين موعده الذي بدأ قريبا كما اتصور .
يقول مراقبون ومحللون أن الصراع بين إيران وإسرائيل والغرب سوف يحسم لصالح الروم ولديهم معلومات ومبشرات، ويرى آخرون أن الصراع سوف يحسم لصالح محور الصين وروسيا وإيران ، ولديهم ايضا معطيات ومبشرات ، وهناك من يعتقد أن الحرب سوف تتوقف بتفاهمات تجري حاليا ، قبل أن تتوسع وتتدحرج أكثر فأكثر، اما السلام الشامل الكامل يبدو مؤجلا حتى يظهر المخلص العظيم والولي الختم المنتظر، ولا مناص من ذلك.