شجون عراقية:(ثقافة الاحتقار وتبادل اللوم)

اجنادين نيوز / ANN

بقلم د كريم صويح عيادة

اثبت دراسة ان معظم المتطرفين في السجون العراقية كانوا يعانون من الشعور بالدونية واحتقار الذات لظروفهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وقد تم استغلالهم من قبل أمراء الجماعات المتشددة بمنحهم الأموال والصلاحيات ليصبحوا وحوشا كاسرة، أعتقد لو طبقنا نتاىج هذه الدراسة على المسؤولين الفاسدين لوجدناهم يعانون من هكذا مشاعر(احتقار الذات، ومن ثم احتقار ولوم الواحد لمن هم دونه، حتى تسود الفكرة الاحتقارية ويتبادل اللوم المجتمع كله).
معظم المسؤولين الفاسدين وربما كلهم، يعانون دوماً من شعور ضاغط قوي لا إرادي من داخل أنفسهم، بأنهم تولوا الأمر عن غير استحقاق فعلي كالكفاءة والفعالية. ومع استمرار وطول الضغط هذا يتولد الشعور بالحاجة للطغيان فى نفس أي إنسان، فإذا خلا هذا المسوول مع نفسه او لجلسة تحليل نفسي، لوجد أمران يؤرقانه : كيف يحافظ على منصبه وعرشه من الآخرين والطامعين فيه!؟، وكيف يخفف من شعوره باحتقار الذات(غير المعلن)!؟، ان اسهل السبيل لدفع الأمرين المؤرقين: قطع الطريق على الطامعين في المنصب بكل الطرق كالتسقيط والتخوين والتكفير،وادعاء الإنجازات الوهمية..، وللتخفف من احتقار الذات يتم بتقريب الكبار الحقراء(مسؤولون ومستشارون من الجهله والفاشلين والفاسدين).

لذلك نجد داىما احتقار ولوم الحاكم او المسؤول الفاشل لكبار حاشيته المقربين مهما حاول إظهار العكس من ذلك، وكلما بالغوا في تبجيله ومجاملته قل عنده ذلك الإحساس باحتقاره لذاته، مع الوقت هولاء الكبار الحقراء المقربين، سوف يتنافسون فيما بينهم لإبراز تصاغرهم، والمبالغة فى التمجيد والنفاق له ،ليضمنوا بقاءهم ورضاه، حتى يتولد في نفوسهم تدريجيا مشاعر ألاحتقار لذواتهم، وبدون أن يعلموا يمارس كل واحد منهم نفس أسلوب سيده مع من تحت سلطته من الحاشية، وهم يلعبون معه الدور نفسه الذي يلعبه هو مع مسؤوله الأعلى.. وعلى هذا النحو، تستمر لعبة الخلاص من احتقار الذات، باحتقار ولوم الإنسان لمن هم دونه، حتى تلف البنية الاحتقارية المجتمع كله(الحكومة تلوم البرلمان والعكس صحيح، الوزير او المدير يستصغر معاونيه ووكلاءه، رىيس المهندس يقلل من شأن نوابه، الطبيب يتهم مساعديه ومرضاه بالجهل، المعلم والأستاذ يصف طلابه بالكسل، الاتحاد يلوم المدرب والأخير يقلل من مستوى اللاعبين، وهكذا).
اللهم احفظ العراق واهله وكل بني الإنسانية

زر الذهاب إلى الأعلى