مهرجان فوانيس تشينهواي: جسور الضوء بين الصين والدول العربية الكاتب: غو وين تسينغ )غزالة

اجنادين نيوز / ANN
طالبة ماستر في قسم اللغة العربية في جامعة زيجيانغ للعلوم الصناعية والتجارية

نانجينغ، العاصمة القديمة ذات التاريخ العريق، تزخر بذكريات ثقافية خالدة وحكايات أسطورية تنبض بالحياة. من بين كنوزها الثقافية البارزة، يبرز مهرجان فوانيس تشينهواي كأيقونة مضيئة تجذب سنوياً أعداداً هائلة من الزوار من داخل الصين وخارجها، ليصبح رمزاً للتقاليد الصينية المتألقة وروحها المبهجة.
مهرجان تشينهواي للفوانيس: تاريخ من الجمال والابتكار
مهرجان تشينهواي، المعروف أيضاً باسم “مهرجان جينلينغ للفوانيس”، يعد أحد أبرز الفعاليات الثقافية الشعبية في نانجينغ، ويقام سنوياً بين عيد الربيع ومهرجان الفوانيس. يعود تاريخ هذا المهرجان إلى فترة الأسرات الجنوبية، وهو إرث يعكس تطور الفن والحرفية الصينية على مر العصور. الفوانيس المعروضة تتنوع بين التصميمات التقليدية مثل فوانيس القصر، والتصاميم الإبداعية الحديثة التي تتغير بحسب رمزية كل عام في التقويم الصيني. على سبيل المثال، تبرز فوانيس على هيئة الأرانب في عام الأرنب، وأخرى على شكل التنين في عام التنين، مضاءة بألوان زاهية وحيوية.
في أجواء المهرجان، يتجول الزوار عبر الشوارع القديمة المضيئة، مستمتعين بجمال الفوانيس التي ترسم مشهداً احتفالياً ساحراً. وعلى ضفاف نهر تشينهواي، تتلألأ المياه تحت وهج الأضواء، بينما تسير القوارب التقليدية ببطء، في تجربة تأخذ الزائر في رحلة عبر الزمن.
يتجاوز مهرجان تشينهواي للفوانيس مجرد الاستمتاع بالأضواء، حيث يقدم مزيجاً فريداً من الأنشطة الثقافية. يضم المهرجان مجموعة من المأكولات الشعبية التي تحمل نكهة تقاليد نانجينغ، إلى جانب الحرف اليدوية التقليدية التي يمكن للزوار اقتناؤها كتذكار يعكس أصالة الثقافة الصينية.
الضوء كجسر ثقافي: مقارنة مع مهرجانات الدول العربية
عند التفكير في تقاليد الإضاءة في الثقافات الأخرى، تتبادر إلى الذهن مهرجانات الضوء في الدول العربية. فعلى سبيل المثال، خلال عيد الفطر، تُزين الشوارع والمنازل بالأضواء احتفالاً بهذه المناسبة الدينية الهامة، مما يخلق أجواء مبهجة ومفعمة بالأمل. وبينما تختلف الأشكال والدلالات الثقافية للإضاءة بين مهرجان تشينهواي ونظيراته في الدول العربية، إلا أن القاسم المشترك بينهما هو توظيف الضوء كرمز للفرح والتواصل الإنساني.
اليوم ومع تعمق التعاون بين الصين والدول العربية في السنوات الأخيرة، أصبحت التبادلات الثقافية جسراً لتعزيز التفاهم بين الشعوب. مهرجان تشينهواي للفوانيس، باعتباره تمثيلاً نابضاً للثقافة الصينية التقليدية، يلعب دوراً مهماً في هذه التبادلات. تخيل سائحاً عربياً يزور نانجينغ ويُبهر بجمال الفوانيس ورونقها، أو سائحاً صينياً يكتشف أجواء مهرجانات الضوء في المدن العربية؛ كلاهما سيخرج بتجربة تعمق معرفته واحترامه للثقافة الأخرى.
من الأضواء نحو مستقبل مشترك
في عالم معولم يزداد ترابطاً، تمثل التبادلات الثقافية وسيلة لتقريب المسافات وبناء جسور من التفاهم والصداقة. ومن خلال مهرجان تشينهواي للفوانيس، تُضاء هذه الجسور ليس فقط بين الصين والدول العربية، بل بين الشعوب كافة، لنقل رسالة من الأمل والوحدة.
مهرجان تشينهواي للفوانيس ليس مجرد حدث احتفالي في نانجينغ، بل هو رمز حي للثقافة الصينية، وجسر يربط بين الشعوب عبر الأضواء. بمزيجه الفريد من الجمال والتقاليد، سيظل هذا المهرجان يلعب دوراً مهماً في تعزيز الفهم المتبادل والصداقة بين الصين والدول العربية، ويستمر في إلهام العالم بأسره بجماله وسحره.

الناشر / بهاء مانع شياع مدير تحرير وكالة اجنادين الإخبارية

زر الذهاب إلى الأعلى