مقترحات وقراءة في تصريحات السفير إيلدار سليموف

اجنادين نيوز  / ANN

الأنباط

يلينا نيدوغينا

بالصدفة المَحض، عندما كنت أبحث عن أخبار محددة عن أذربيجان، ظهرت أمامي في يومية “الأنباط” الأردنية الورقية العزيزة والشهيرة، وفي وكالة الأنباء الأردنية “بترا”، تصريحات سعادة السيد إيلدار سليموف المُكرّم، السفير الجديد لجمهورية أذربيجان الشقيقة لدى المملكة الأردنية الهاشمية.
طالعتُ هذه الأخبار، وارْتَأَيْتُ الكتابة عن أبرز ما جاء فيها من تصريحات سعادته، ضمنها بخاصةٍ عن “أهمية الدور الذي يضطلع به الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم”، إذ شدّد السفير على “أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس”، وهو لعمري موقف يُسجّل لأذربيجان الشقيقة بنارٍ ونور.
في قراءتي لتصريحات السيد سليموف، توقفت عند النقاط التالية:
1- أكد السفير بأن علاقات أذربيجان مع الأردن “مميزة واستثنائية”.
2- تتطلع أذربيجان للعمل على ما تم تطويره في العلاقات الثنائية وبما أُنجز في مختلف المجالات، والبناء عليه.
3- تجري الاستعدادات منذ الآن، للاحتفال في عام 2023، بمرور 30 سنة على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
4- يَجمع الأردن وأذربيجان الكثير من العوامل المشتركة، وعلى سبيل المِثال، الثقافة الشرقية، والقِيم الدينية، والصفحات التاريخية، وهي عوامل تدفع بالبلدين لمزيد من العمل والتعاون في هذه الحقول وفي المجال التعليمي أيضًا، ونوه السفير إلى أن أذربيجان تخصص عددًا من المِنح الدراسية العليا سنويًا للأردن، ضمن الحصة المُخصّصة لدول منظمة التعاون الإسلامي بشكل عام.
5- في الفضاء الدولي، يتمتع البلدان بعضوية منظمة التعاون الإسلامي، وتترأس أذربيجان قمة حركة عدم الانحياز بجدارة.
6- أعرب السفير عن تقديره لدعم الأردن لقضايا أذربيجان، استنادًا لقرارات الشرعية الدولية.
7- تؤكد تصريحات سعادة السفير أن بلاده ترغب في زيادة منسوب التعاون الثنائي الاقتصادي، وكشف عن توافر العديد من اتفاقيات التعاون الموقَّعة بين الدولتين، ونوّه إلى أهميتها في تعزيز وتنمية العلاقات، وتوقف عند تعزيز التعاون السياحي، وتعميق التنسيق في مختلف المجالات، وتبادل الوفود التجارية والإعلامية، ورجال الأعمال، لتعظيم وترويج الاستثمارات والتجارة. وأشار إلى أن اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين لم يتم بسبب “كورونا”، وتتطلع باكو لعقده قريبًا. ولفت الانتباه إلى أنه يجري الآن البحث في إمكانية إعادة تشغيل خط الطيران المباشر بين البلدين، والذي تأخر تسييره بسبب جائحة كورونا، وشدّد على أهميته في زيادة مَنسوب التعاون والتبادل السياحي.
8- أسهب السفير في حديثه عن النمو والتطور الذي تشهده أذربيجان في مختلف المواقع الزراعية والسياحية والاقتصادية، إذ أن فخامة الرئيس إلهام علييف قد وضع حجر الأساس لمشروع تجاري ضخم، يتمثل في إقامة أول منطقة تجارة حرة لأذربيجان، بمنطقة تُسمّى “الات”، وستغدو حلقة وصل نشطة بين عدة دول جارة لأذربيجان.
نتطلع في الأردن، خلال فترة عمل سعادة السفير إيلدار سليموف كسفير لبلاده لدى المملكة، إلى نقل العلاقات بين بلدينا إلى مستوى أكثر تطورًا ودينامية وانتاجية، وهو أمر يَحتاج إلى عمل مُكثّف، وحلقات وصل نشِطة وسريعة وسَلِسَة بينهما، والأهم الآن كما أرى، هو تنشيط الأعمال بين العاصمتين في النطاقات الإعلامية والإنسانية لتقريب صورة الشقيق لكِلا الشعبين، ضمنها على سبيل المِثال لا الحصر، تدريس اللغتين العربية والأذربيجانية في جامعات ومدارس الدولتين؛ وافتتاح مركزين ثقافيين لكل بلد في البلد الآخر، وتبادل الوفود التجارية والسياحية والطلابية المدرسية والجامعية والخبرات بين الطلبة المُبدعين في الدولتين؛ والزيارات وبعثات العَمل وتبادل الخبرات بين رؤساء وأساتذة الجامعات واللجان الطلابية والصحفيين حصرًا مِمّن هم أعضاء رسميين وقانونيين في نقابتي الصحفيين في الدولتين، وبين والوزراء والمسؤولين عمومًا، وما بين وكالات ومكاتب السياحة والتجارة وغيرها من الهيئات وأصحاب القرار والشخصيات الفاعلة؛ والتشاركية في مشاريع إنتاجية متعددة الأغراض والأهداف، وهذا كله لا يمكن تطبيقه سوى بتوافر خطوط اتصال برية وجوية ثابتة وعاملة لا توقف فيها تحت أي ظروف بين الدولتين وعاصمتيهما. أضف إلى كل ذلك، تنشيط الاستيراد والتصدير السلعي المادي بين عمّان وباكو، وضمن ذلك المُنتج السياحي، ضرورة ولزوم استحداث برامج باللغة العربية في محطات التلفزيون الأذربيجانية، و/أو محطة تلفزيون أذرية ناطقة بلغة الضاد، إذ أنني أعتقد بأنها مسألة في غاية الأهمية لأذربيجان في الوقت الراهن تحديدًا، وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار التجربة التركية الناجحة تجاه العالم العربي في هذا المَنحى.
يُلاحظ، أن الشقيقة أذربيجان أصبحت اليوم، وبعد تحرير أراضيها من الاستعمار الأرميني، الذي دام قرابة ثلاثة عقود، مَصنعًا ضخمًا لتخليق الإنجازات والاختراعات وكل جديد وجاذب. وهنا لا بد لنا من وقفة تأمّل بما يمكن أن يقدمه الأردن من خبرات ومُساهمات عملية في هذا التعمير الجاري على قدم وساق على الأراضي الأذربيجانية الواسعة.

*إعلامية وكاتبة روسية – أردنية، مؤسِسة ورئيسة تحرير جريدة “الملحق الروسي” في الأُردن سابقاً.

زر الذهاب إلى الأعلى