الهروب مسلسل يروي احداث الموصل بلهجة بغدادية

اجنادين نيوز / ANN

احمد الحلفي

مسلسلات عراقية كثيرة أنتجت لغرض بثها خلال شهر رمضان المبارك ، هذا الكم الهائل أفرحنا كثيرا لان فيه من التنوع الكثير ، فهناك من يعالج الواقع بما فيه من مأسي وويلات كمسلسل ( المنطقة الحمراء ) ، وهناك من جسد بطولات قواتنا الامنية والحشد الشعبي خلال عمليات التحرير كـــ( مذكرات رصاص ) ومسلسلات اجتماعية كمسلسل ( طيبة ) وكذلك لم تغب احداث تشرين فكان مسلسل ( العدلين ) .
محور حديثي مسلسل ( الهروب ) والذي يعد من المسلسلات المهمة جدا ، والتي تناولت قصة احتلال الموصل من قبل داعش ، وعلى الرغم من كل الإمكانيات الكبيرة التي وظفت من اجل نجاح المسلسل ، بدأ من الاسماء الكبيرة التي اشتركت في العمل أمثال ( سامي قفطان ، مقداد عبد الرضا ، ايناس طالب ، مهند هادي ) وغيرهم الكثير ، الا ان الهفوات والأخطاء كانت حاضرة ايضا ، كم كنا نمني النفس ان تكون هذه الأخطاء خارج إرادة كادر العمل او جهة الإنتاج ، ولكن رأيناها بسيطة جدا ولم يدر في خلد المؤلف والمخرج تداركها او معالجتها ، ولعل ابرز تلك الأخطاء هو انعدام ( اللهجة الموصلية ) علما ان احداث المسلسل كلها تدور في الموصل ؟ وهذه مشكلة كبيرة جدا لا اعرف كيف تناسى او اغفل صناع المسلسل هذا الامر ، على الرغم من أهميته كون كل مدينة او محافظة لها لهجة خاصة بها ، فما بلك بسكان الموصل الذين يمتازون بلهجة مميزة ومعروفة  ،
، ومن النقاط الأخرى التي سجلتها على عجل شخصية ( الامير نوفل ) والذي قام باداءها  الممثل ( مهند هادي ) ، فقد اظهر لنا مخرج العمل هذه الشخصية في اول حلقات المسلسل انها شخصية مهزوزة تغلب عليها طابع الانكسار اثر الحرمان والفقر الذي أوصله الى تعاطي المخدرات حتى بات يعرف بين اقرانه بــ ( نوفل كبسله ) ، وبمجرد دخول داعش الى الموصل اصبح نوفل ( امير ) وله صلاحيات واسعة وهذا لا غبار عليه ، ولا  نستغرب ان تتحول هذه الشخصية الى شخصية قيادية بفضل السلطة والقوة ، ولكن ان تتحول هذه الشخصية الى التحليل المعمق ولها القدرة على الاسترسال بالكلام وصولا الى التحقيق في قضايا قتل ؟ هنا أضع اكثر من علامة استفاهم امام تحول تلك الشخصية .
اما شخصية ( حسان ) والتي أداها الممثل حسن هادي ، كنا نتمى ان تكون اكثر واقعية في تعاطيها مع الاحداث وخصوصا في عملية تهريب الاهالي خارج الموصل او في كيفية تعامله مع حرس السجن ، حيث طغى على الاداء الشجاعة المفرطة دون التفكير ببطش داعش المتعارف عليه ، فالذاكرة لازلت حية طرية كون الإحداث لم تمر عليها فترة طويلة ، لذا نحن نعرف كيف يتعامل ( الدواعش ) فيما بينها ، فقد كانت سطوة الخوف حاضرة وبقوة ، وهنا أقول ان شخصية ( حسان ) طغت عليها عدم الواقعية .
هذا ما سجلته خلال عشر حلقات من مسلسل الهروب فتلك الاحداث لا اتصور انها تتغير او ان اللهجة الموصلية ستكون حاضرة بعد تلك الحلقة او شخصية نوفل وشخصية حسان ستتغير خلال الحلقات القادمة .
وعلى الرغم من ذلك كله الا ان الهروب يبقى عمل درامي مهما جدا كونه جسد مرحلة مهمة وخطرة من تاريخ العراق

زر الذهاب إلى الأعلى