جسور الثقة والصداقة تتعزز مع تقدّم البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق

اجنادين نيوز  / ANN

المصدر /  جريدة الشعب الصينية اليومية

في مركز التدريب الفني المهني بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس في مصر، يرتدي فوزي، وهو متدرب بعمر الـ 31 عامًا، ملابس الواقية وقفازات وقناع واق ونظارات سلامة، وينهمك في إتمام عملية اللحام الكهربائي، حسبما علّمه معلمه الصيني. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، تدرب الآلاف من الشباب المصري مثل فوزي في المدارس المهنية التي تم إنشاؤها في إطار مشروع تعاون صيني مصري. وأصبحوا مواهب تقنية تجد ترحيبا من مختلف الشركات العاملة بمصر

ويمكن القول أن التعاون في مجال التعليم المهني بين الصين ومصر، يعد مثالا رائعا للتعاون بين الدول في ظل مبادرة “الحزام والطريق”.

منذ أن اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ على دول العالم البناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق” في خريف عام 2013، وفي ظل الجهود المشتركة من جميع الأطراف، تحولت هذه المبادرة من خطة على الورق إلى واقع عالمي ملموس، وأسهمت إسهاما واضحا في دفع التنمية الاقتصادية وتحسين مستوى العيش في عدة بلدان.

وفي الوقت الذي تجلب فيه مبادرة الحزام والطريق الفوائد للدول المنضوية في إطارها، فإنها تبني أيضًا جسرًا للتعلّم المتبادل والروابط بين الناس. بما يتجاوز الحواجز الحضارية وصراع الحضارات، ويساعد على التعايش بين مختلف الحضارات.

وفي هذا الصدد، تتنوع أنشطة التبادل والتعاون بين بلدان المبادرة، من تعزيز التعاون في مجال الحد من الفقر، إلى إقامة العديد من المهرجانات الموسيقية ومهرجانات الأفلام ومعارض الكتب. ومن تبادل بعثات التبادل الثقافي والبعثات الأثرية، إلى تعميق التعاون السياحي. مما يعكس حرص الدول المشاركة في مبادرة الحزام والطريق على بناء عالم يسوده العلم والتعليم والثقافة.

وكانت الصين قد وقّعت أكثر من 200 وثيقة تعاون بشأن البناء المشترك لـ “الحزام والطريق” مع 152 دولة و 32 منظمة دولية. بينها برنامج “عائلة طريق الحرير” الذي طرح أكثر من 300 مشروع تعاون حول تحسين معيشة الشعب في دول البناء المشترك، وشجع على إنشاء ما يقرب من 600 شراكة بين المنظمات الاجتماعية الصينية والأجنبية. وبلغ الأعضاء المنضوون في برنامج إتحاد المسارح والمتاحف والمهرجانات الفنية والمكتبات ومتاحف الفنون لطريق الحريق أكثر من 500 عضو. وشهد تأثير أكثر من 10 علامات تجارية للتبادل الثقافي والتعاون التعليمي مثل “رحلة طريق الحرير” و “ورشة لوبان” في التوسع. بما أسهم في تعزيز التفاهم والتبادل بين الثقافات المختلفة.

في الأثناء، شهد التعاون العلمي والتكنولوجي في إطار مبادرة الحرير تطورا سريعا. فمنذ إطلاق خطة العمل للابتكار العلمي والتكنولوجي في عام 2017. عززت الصين من تعاونها مع البلدان المنخرطة في مبادرة”الحزام والطريق” في مجالات التبادلات العلمية والثقافية، والمختبرات المشتركة ونقل التكنولوجيا وغيرها. وأقامت الصين إلى حدود عام 2021، علاقات تعاون علمي وتكنولوجي مع 84 دولة مشتركة في بناء المبادرة، ودعمت 1118 مشروعًا بحثيًا مشتركًا، واستثمرت ما مجموعه 2.99 مليار يوان.

تتميز الدول المشاركة في عملية البناء المشترك لـمبادرة “الحزام والطريق” بمستويات متفاوتة من التنمية الاقتصادية، واختلافات ثقافية واجتماعية. وعلى ضوء ذلك، عملت الصين بنشاط على بناء منصة للحوار بين الشعوب وبذلت سلسلة من الجهود لتعزيز التفاهم المتبادل وتعزيز التضامن والتعاون بين الدول.

وخلال القمة التذكارية للاحتفال بالذكرى الثلاثين لإقامة علاقات الحوار بين الصين والآسيان، أعربت الصين عن رغبتها في تعزيز التعاون مع الآسيان في مجال التعليم المهني والاعتراف المتبادل بالمؤهلات الأكاديمية، وزيادة عدد منح النخبة بين الصين والآسيان، إطلاق جملة من أنشطة المعسكرات الشبابية.

وعلى هامش افتتاح المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي، اقترحت الصين تعميق التعاون مع الدول الأفريقية، وتنفيذ “تسعة مشاريع” بشكل مشترك بما في ذلك التبادلات الثقافية. وخلال القمة الأولى للصين والدول العربية، اقترحت الصين تعزيز التعاون بين 500 مؤسسة ثقافية وسياحية من الجانبين الصيني والعربي، وتدريب 1000 موهبة ثقافية وسياحية للبلدان العربية، والتنفيذ المشترك لمشروع الترجمة المتبادلة لـ 100 كتاب من الكلاسيكيات و50 برنامجًا سمعيًا بصريًا.

في باكستان، نجحت الصين في مساعدة هذا البلد على تطوير زراعة الأرز المهجن ونبتة “جيونتساو” وإدخال بذور القرنبيط الصينية، وتطوير زراعة الفلفل وغيرها من الإنجازات الزراعية. كما تستمر مشاريع التعاون الزراعي بين الصين وباكستان في التقدم، مما يجلب المزيد من الفوائد للمزارعين المحليين.

وفي كمبوديا، يقيم فريق أثري صيني في أنغكور منذ أكثر من 20 عامًا، ويشارك في أعمال الحماية والترميم، لإستعادة بريق الآثار القديمة.

وفي تنزانيا، تم الانتهاء من مكتبة جامعة دار السلام، ومدرسة جوليوس نيريري للقيادة، ومدرسة كاجيرا المهنية التقنية، التي تم بناؤها بمساعدة صينية، وتم استخدامها، مما يوفر المساعدة من أجل التنمية المستدامة والصحية للسكان المحليين.

ويمكن القول إن التوسع المستمر للتبادلات الشعبية والثقافية بين الصين ودول مبادرة الحزام والطريق، والعمل المشترك بين الصين وهذه الدول على المضي قدما في بناء هذه المبادرة، قد حقق إنجازات عديدة وهامة. وتحولت المبادرة إلى حزام تنموي يفيد العالم، وجسرا حضاريا يعزز الاحترام والثقة والمتبادلة بين الدول.

 

زر الذهاب إلى الأعلى