لا يَحق للندن التدخل في أيٍّ مِن شؤونِ الصين الداخليَّة

اجنادين نيوز / ANN

التعرِيف بِكُتَّاب المَقَالَة:
ـ الأكاديمي مروان سوداح: كاتب وصحفي أردني قديم، يحمل الجنسيتين الروسية والأردنية، وعضو في “نقابة الصحفيين الأردنيين”، و”الاتحاد الدولي للصحفيين”، وعضو فخري في “منظمة الصحفيين الكورية”؛ ورئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين؛ ورئيس عدة منظمات دولية وروسية.
ـ الأكاديمية يلينا نيدوغينا: كاتبة وإعلامية روسية – أردنية، ومتخصصة بالتاريخ والسياحة الأُردنية، ورئيسة تحرير صحيفة «الملحق الروسي» في صحيفة «ذا ستار» الأُردنية سابقاً.

يَبدو أن بريطانيا التي لم تَعُد عُظمى، وجنوب كوريا، والولايات المتحدة، وغيرها من الدول السائرة في فلك هذه الأنظمة ورِكابها، قد ابتعدت عن مسار معالجة مشاكلها الداخلية الخطيرة، لصالح الإنشغال بقضايا خارجية ليست من اختصاصها ولا تمت إليها بصلة ترابية أو قانونية، وتسير للاصطفاف إلى جانب زعماء تايوان، والهيمنة التي تتطلع إليها على بحر الصين، والمياه المحاذية والقريبة من الصين في مختلف الجهات، وصولاً منهم، كما يخططون في أحلامهم، إلى إنجاح محاولاتهم المتواصلة، الفاشلة طبعاً، لِمَا يُسمُّونَه خاسئون “محاصرة” جمهورية الصين الشعبية بحراً وجواً، وتكنولوجياً، وهو مخطط قديم ومخروق لا يمكن أن ينجح وإلاَّ لنجح سابقاً.
نلاحظ، أن بريطانيا التي لم تَعد عُظمى، فهي عادة ماتُسارِع في البداية لاتخاذ مواقف متشنجة، تبدو للوهلة الأُولى بأنها عملية تمهيد لاندلاع مواجهات تسابق لندن إليها لمواجهة بكين ومحاولة إيجاعها، إلا أن هذه “العملية” ما تلبث أن تصبح هَشَّة وذابلة وباكية، بل ومتناقضة أيضاً بشأن المعالجة الموضوعية لوضع هذه الجزيرة الصغيرة، تايوان، فتتقهقر أجواء الأخطار والمواجهات في شرق آسيا، بعدما تكون “مواتية!” لزعزعة الأمن والسلام في المنطقة الشرق آسيوية بين الدولة الأم – (جمهورية الصين الشعبية) من جهة، والجزيرة الصغيرة (تايوان) من جهة أخرى، ذلك أن الصين التي تَتَّبِع سياسة حكيمة قد نالت إعجاب أبناء العالم أجمع، ضمنهم حتى أعداء الصين مِمَّن أكبروا في النهج الصيني الرسمي محافظته على الحِكمة والهدوء والموضوعية في مختلف الطروحات السياسية الصينية، وفي إعلاء البراعة الصينية، والذكاء الصيني السديد المتألق تاريخياً، الذي أوصل الصين إلى نيل مختلف النجاحات، إذ بقيت الصين – وبرغم شتى الصعوبات عبر تاريخها؛ ومن ذلك الاستعمارين البريطاني والبرتغالي لبعض أراضيها – رائدة وراسخة في مختلف الحقب والعصور، إذ تخندقت في خندق حركات التحرر الوطني عَبر الكرة الأرضية، وثبَتَت مستقلة ومزدهرة وقوية لنعيش وقائع المُعَاصَرة سوياً معها، وليرتكز النهج الصيني المتفرد دولياً ببعدِ بصيرة ثابتة على حِكمة الصين المعهودة طوال مسيرتها الطويلة التي تغوص عميقاً في تاريخ العصور المختلفة التي انطوت، ذلك لإنجابها دولةً وقيادات سياسية نابهة وقوية، وذكية، وصلدة المِراس، وعبقرية في معالجة شؤون وشجون العَالم بهدوءٍ ورويَّةٍ وبُعدِ بصِيرةٍ، تماماً كما نرى ونلمس هذه الأيام، وقَبلها، مَا يؤكد أن محاولات جَر الصين وقيادتها وشعبها إلى حافة الهاوية هي جهود عَقيمة لن تنجح أبداً، فالصين ليست دولة اليوم فقط، ذلك أنها كانت وتبقى الأقدم دهوراً لا سيَّما في اكتناز خبرات ضخمة ناجعة في معالجة وتذليل الأزمات التي تولِّدُها مختلف القضايا الشائكة منذ تأسيسها الأول.
صين اليوم، صين القائد شي جين بينغ العظيم، بلغت سّدَّة المجد الأبدي في علاقاتها وصِلاتها الآسيوية و العربية والدولية، وفي تطورها المُبهِر على مختلف الصُعُد، إذ باتت مرجعاً عالمياً يُضرب به المَثل، فقد حرصت وما زالت تحرص يومياً على سلامة نظامها السياسي، وحدودها، وسمعتها الكونية وصداقتها مع الشعوب والدول المختلفة وبخاصة مع تلك التي تتسم بالايجابية الدائمة التي تتلاقى مع التجسير الصيني للعلاقات الدولية في مسارب هي الأكثر انفتاحاً على الآخَر الأممي، وهو ما أفضى بها إلى تقديم مُخرجات متجددة لسلام بلدان البسيطة، ولإطفاء بؤر التوتر والمواجهات العقيمة فيها، لتصب في صالح ومصالح السلام العاجل والشامل لمجموع الشعوب والأمم، وهو ما نلمسه يومياً في مختلف المقترحات الصينية التي تتقدم بها قيادة الدولة والحزب الشيوعي الصيني لمختلف قادة الدول والفاعليات العالمية والقارية والإقليمية، وهو كذلك ما أكد عليه صراحةً وأمام العالم أجمع مبعوث الصين لدى الأمم المتحدة، الذي دعا إلى “حلٍ دائمٍ للقضية الفلسطينية”، وأتبَعَت ذلك المتحدِثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، التي صَرَّحَت بأن “بريطانيا ليس لديها أي حقوق في هونغ كونغ”، وأضافت كذلك “أن قضايا هونغ كونغ وشينجيانغ وتايوان هي شؤون داخلية للصين”، وهو ما كان أدَّى إلى دفع القيادات البريطانية إلى المسارعة في التصريح بأن: “إعلان الحرب الباردة على الصين سيكون خطأً”. وأضافت: أن كليفرلي سيقول أيضاً إنه: “لا يمكن حل مشكلة عالمية كبيرة بدون الصين”، وتابعت بإنه “سيتناول” في خطابه أيضاً القضايا العالقة في العلاقات البريطانية – الصينية، بِمَا فيها قضايا تايوان، والحقوق المدنية في هونغ كونغ وشينجيانغ.
وفي تعليقها على تقارير إعلامية حول نيّة وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي بحث قضايا هونغ كونغ وتايوان وشينجيانغ في خطابه “المرتقب”، قالت ماو نينغ في مؤتمر صحفي، الأربعاء المنصرم، التالي: “في العالم الحديث يتشابك التكامل العميق والعديد من التحديات، ويجب على البلدان الاستجابة لذلك بالتعاون مع بعضها البعض.. وتتناقض سياسة الكتل وعقلية الحرب الباردة مع القضية التاريخية، ولا تتفق مع مصالح أي شخص بما في ذلك بريطانيا”. وبَيَّنت كذلك: “كانت الصين تطوِّر علاقاتها مع بريطانيا دائماً بروح المساواة والاحترام المتبادل، لكن بريطانيا تتمسك بالقديم، وتقرأ التصريحات القديمة من النصوص التي عفا عليها الزمن، الأمر الذي يُبعِد في نهاية المطاف عن التقدم”. وذَكَّرت، أنه ليس لدى لندن، وفق المذكرة الصينية البريطانية، أي حقوق في هونغ كونغ، مُشيرة إلى أن بريطانيا تتجاهل كذلك الحقائق حول تطور شينجيانغ ولا تستمع إلا إلى الأكاذيب، وشَدّدَت على التالي: “إذا رغبت بريطانيا في الحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان، فيجب عليها التمسك بمبدأ “الصين الواحدة”، ومواجهة الانفصالية بحزم”. كما أكدت هذه الدبلوماسية الصينية الفذة، على أن قضايا تايوان وهونغ كونغ وشينجيانغ هي شؤون داخلية للصين، ولا يحق لأحد التدخل فيها.
وكانت وكالة الأنباء الأُردنية الرسمية “بترا” قد نقلت في 26 من نيسان الحالي 2023، عن الوزير كليفرلي، تحذيَره من عواقب اقتصادية عالمية في حال اندلاع حرب في مضيق تايوان.. بينما جاء في وسائل إعلام بريطانية عن كليفرلي قوله في خطاب حدَّد فيه سياسة بلاده الخارجية تجاه الصين ما يلي: “لن تكون حرب عبر المضيق بل مأساة إنسانية فحسب، ستُدمَّر 2.6 تريليون دولار في التجارة العالمية”، وأضاف: “ليس هناك دولة تستطيع أن تحمي نفسها من التداعيات، مطالباً باحترام الوضع الراهن في تايوان وضرورة ألا يتخذ أي طرف أي إجراء لتغيير هذا الوضع”.
بدورنا نؤكد على أن الوضع الراهن في تايوان في حاجة إلى تعديلات جوهرية ورئيسية، أساسها هو عودتها إلى الوطن الأم، جمهورية الصين الشعبية، تماماً كما عادت للوطن الأُم – الصين، كل من ماكاو و هونغ كونغ، فاللصين كل الحق القانوني – السياسي والإنساني والموضوعي لتوحيد كل التراب الصيني تحت راية بكين وعَلَمِها، وفرض إدارتها على كامل مساحتها الجغرافية قاطبة.

زر الذهاب إلى الأعلى