أضواء على حياة يومية

اجنادين نيوز / ANN
زهراء كاظم

زهراء كاظم ربما أسجل مما تركته الذاكرة على رصيف المعاناة وهي تجر أنكسارات ما يحدث في زمن الفوضى الغارقة باللامعنى حد اللعنة ، وهي يوميات تبدأ منذ تباشير الفجر حتى أخر خطوات لرجل ” الرقيب ” في منعطف ما أو شارع أو ساحة من مدينة أحسب أنها كانت من المدن التاريخية ؟.
ولذا تترائى لي الصور احيانا مفزعة وكثيرا ما تكون موجعة لأنها لا تشبه الى حد ما ما يشبه تفاصيل ملامحها .
أسطورة ” الخراب ” تلك التي أفزعت خيال الشاعر ، فكتب قصيدته بوعي ضمن سرديات ” اللامعقول ” ؟
كانت قد إيقظت حيوات الفنان ، فدوّن في مذكراته ، ” أي لون أستطيع تكوينه للوحة ” الخراب ” حين يفضحني أسقاط الشمس تحت مظلة مزقتها ريح عاتية ، ربما كانت صفراء ، لا تشم فيها رائحة الحياة ، وتلك هي نهارات بغداد في صيفها المحترق ؟ .
ثمة أجواء تنذر بالخطر ، والطفل الذي فقد أسرته تحت ظلال لا يدرك معناها، يتسول في تقاطع ” ساحة الحرية” كان بائع الصحف اليومية الذي أتخذ من شاخص الرصيف المقابل للشارع المؤدي الى ” كرادة جوه” أيقظه بإعلان حقوق الطفل ، صرخت به أحدى منظمات المجتمع المدني على مانشيتات صحف ” البارحة ” .
لم يكن ثمة ما يدعو للأنتباه ، فشرطي المرور أبعده حين سمع صفارات الأنذار لسيارات لا يعرف ما في داخلها ؟ مرت سريعاً لتسقط وهم الأسطورة والخراب؟
كانت الأراجيح التي أتخذت مكاناً لها في ” ساحة الحرية ” ملاذاً لطفولة ضائعة ، فهرب اليها يتدلى بهموم أخذت بعداً غارباً في يومياته التي يحسب أنها لم تكن لطفولة عراقية بأمتياز، تحمل علامة ” اليتيم ” وقد تجاوزت رقماً خرافياً ، كتبنا عليها بالحرمان تحت عناوين الواردات المالية التي تجاوزت ” الخرافة ” مليار دولار .

زر الذهاب إلى الأعلى