الهجرة غير الشرعية

اجنادين نيوز / ANN

كتبت: د.ماجدة الدسوقي/بلجيكا

يُشير مصطلح الهجرة غير الشرعية إلى هجرة بعض الناس أو بعض الأفراد الى قطر ما وذلك بإنتهاك قوانين الهجرة الشرعية أو بالإقامة في بلد ما بدون وجه حق أو مسوغات قانونية .

هذه الهجمات غير الشرعية غالبا ما تكون من الدول الفقيرة الى الدول الغنية، ولكن ما هو الإجراء المتخذ في حق مثل هؤلاء الأفراد المخالفين ؟ إما الحجز في مكان من مثله من المخالفين أو الترحيل إلى الوطن الأصلي أو الى البلد الذي قَدِمَ منه .

في مطلع القرن الحادي والعشرين تضاعفت الهجرة غير الشرعية أضعافا كثيرة جدا لأسباب متعددة عما كانت عليه في نهايات القرن العشرين، ولكن ما هي أسباب إزدياد هذه الهجرات غير الشرعية ؟ الأسباب متعددة أسوِّق منها ما يلي :

الأسباب الإقتصادية : لا يخفى على أحد سوء الأحوال الأقتصادية في كثير من البلدان وخاصة في قارة إفريقيا وبعض أجزاء من قارة آسيا .

أما الدافع الرئيسي في هذه الحالة فهو البطالة وخاصة للشباب الذين يغامرون بأرواحهم في سبيل هجرة الى بلد غني !! وأحيانا العمل المتقطع لبعض الناس وعدم ثبات الدخل الشهري مما يدفع هؤلاء للبحث عن تحسين أوضاعهم المالية في بلد ما، البعض يحقق نجاحا ماديا باهرا ، وآخرون يلاقون الويلات في أقذر الأعمال التي يرفضها المواطن الأصلي .

سبب آخر للهجرة غير الشرعية هو الإندفاع اللامنطقي تقليدا ومحاكاة لمن حالفهم الحظ ونجحوا في الهجرة بالحصول على وظيفة دائمة ودخل ثابت وأحيانا بالزواج من مواطنة هذا البلد أو ذاك وتكون موظفة في ديارها .

يُوفق الله مثل هؤلاء الأشخاص بتوفير المال ويرجعون الى أوطانهم لشراء العقارات أو الشقق أو الأرض الزراعية او القيام بمشروعات مٌدرة الدخل . أقرانهم من الشباب يسمعون الحكايات ويشاهدون النجاح المادي يدفعون الدولارات الكثيرة للهجرة كي يجمعوا المال مثلهم ويعودوا لأوطانهم لشراء شقة أو عقار . وهذا هو الإندفاع اللامنطقي والأهوج لأن التوفيق في العمل وجمع المال هبة من الله .

الحروب الداخلية والأقتتال الدائم أزهقت أرواح الآلاف من الأرواح من النساء وكبار السن والأطفال والشباب ، ما يُثير العجب أن كل هذا يجري في أوطاننا : سوريا ، العراق ، اليمن وثم ليبيا ، لهذا الكل يقول النجاة النجاة !!!! حيث لا حروب ولا إقتتال ! ” بشر بلداننا الذين أضحى أغلبهم اليوم عبيدا سعداء بعبوديتهم ، بسبب ثقافة الأستهلاك والخضوع والانسحاق السائدة التي يرضعونها منذ المهد ؛ ثم المدرسة التي تعلمهم كيف لا يتعلمون ، وكيف يفقدون المقدرة على التساؤل والنقد والرفض ؛ ثم الأسرة؛ التي تُكرِّس قولا وعملا تلك الثقافة في البيت نفسه ؛ ثم قمع الطاغية وجهازه الأمني والعسكري المستعين بجهاز إعلام خبير في إلهائهم وتتويههم وجلدهم الذاتي ، يسانده جهاز فقهاء متمرس في السيطرة على أرواحهم وتهديد من خرج عن السرب بالكفر والهرطقة .

مثل هذه الحروب العبثية خٓلّفَتْ الأيتام والأرامل ووقف النمو الإقتصادي في البلد مما زاد الفقر والعوز . مات العائل ظلما وقهرا فمن يُنفق ؟ إما ترحل الأسرة بكاملها الى أوروبا الغنية أو أحد شبابها الذي ربما يكون وجبة شهية ولذيذةً لأسماك القرش التي تجوب البحر الأبيض المتوسط والتي عافت لحوم الدلافين واستطعمت لحوم البشر !!! وهذه حالة الكثير من الناس الذين يفقدون مصدر إعالة الأسرة . يضاف الى هذا التقدم التقني المتواضع في بلادنا والذي عمل على الإستغناء عن اليد العاملةً مما زاد البؤس والفقر !!

أما أحد الأسباب القوية للهجرة فهو الاضطهاد الديني وأحيانا العرقي الذي يجعل صاحبه يَضج شقاء في مجتمعه ! مثل هؤلاء الأشخاص يجدون كل التسهيلات والقبول والأقامة في بلد ما أما الشق الثاني للأضطهاد فهو السياسي والذي يجعل الكثيرون يهربون الى بلاد أخرى يلاقون فيها الأستقبال الحسن والرعاية والمساعدة في إيجاد حلول وركائز قوية لهم في وطنهم الجديد .

ما أقض مضجعي وما آلمني أشد إيلام أن أرى على شاشة التلفاز جثثا تسقط من طائرة نقل عسكرية أمريكية غادرت مطار كابول متجهة الى الدوحة يوم ١٥ / ٨ / ٢٠٢١ وفي الدوحة وجدوا أشلاء إنسان في عجلات الطائرة !! ماذا أُسمي هذه الهجرة ؟

الهجرة غير الشرعية من أهل أفغانستان هربا وخوفا من طالبان أم أُسميها هجرة أيدولوجية المُلا عمر ؟!! هل هذا غباء مستحكم ومستعص أم جنون أم جهل أو ظلمات البصيرة أو الظلم المُذل الفاجر لأتعلق بعجلات طائرة أو بأجنحتها كي أنجو من عقاب أو قتل قد يكون وهميا !!!!؟ أُفٍ لكم ولما تفعلون !!

زر الذهاب إلى الأعلى